اليوم 22 يونيو 2011:الذكري ال126 علي وفاة محمد احمد المهدي. بكري الصايغ [email protected] 1- كتب \"نعوم شقير\" في كتابه المشهور (تاريخ السودان): ***- وفاة المهدي في 22 يونيو سنة 1885: ولما كان يوم الاربعاء في 4 رمضان سنة 1303 هجرية اصابت المهدي حمي خبيثة تعرف في السودان \"باب الدم\"، وعند الأطباء بالالتهاب السحائي الشوكي. وفي يوم الجمعة 6 رمضان أمر الخليفة عبدالله فخطب وصلي بالناس الجمعة. ودامت الحمي علي المهدي الي يوم الأثنين 9 رمضان (وفي قمر السودان 8 منه) سنة 1302 هجرية 22 يونيو سنة 1885 فأسلم الروح عند الضحي وكان عنده خلفاؤه واقاربه، فأمر الخليفة عبدالله التعايشي اقاربه فجهزوه وحفروا قبره محل فراشه في منزله، ثم صلي عليه امامآ وباقي الخلفاء والناس مؤتمون به،ودفن عند الظهر ولم يسمع لدفنه صوت. وبايع الناس الخليفة عبدالله فقام بالامر. 2- اعرف سلفآ ان المعلومة اعلاه عن وفاة الامام محمد احمد المهدي لاجديد فيها، وقد طالعها الكثيرون وان ملايين السودانيين قد طالعوا ماكتبه المؤرخ \"نعوم شقير\"، ولكن رأيت ان افتح اليوم وبمناسبة الذكري ال126 عامآ علي وفاته موضوعآ حول :(لماذا توقف تاريخ وسيرة الامام محمد احمد المهدي بانتهاء صدور كتاب \"نعوم شقير\" وماطالعنا اي مؤلفات او مقالات او كتب تحكي الجديد عن حياته?). ***- اين هم مؤرخينا وكتاب التاريخ واساتذه الجامعات بكليات الأداب -قسم التاريخ- من حركة التاريخ والتأليف?...هل يعقل انه وطوال 126 عامآ نعتمد فقط علي كتاب \"تاريخ السودان\" كمصدر وحيد نستقصي منه معرفة تاريخنا القديم والحديث?!!، بالطبع كانت هناك بعض المؤلفات باقلام سودانية عن بعض الأحداث التاريخية الهامة التي وقعت في السودان ولكنها لم تجد نفس الاهتمام وتمسك الكثيرون بالمعلومات الموجودة بكتاب \"نعوم شقير. بالطبع ايضآ لااود ان اقلل من شأن بعض كتابينا الفطاحل الذين اثروا المكتبات ببعض من مؤلفاتهم،ولكنها كتب ومؤلفات قليلة للغاية وتعد علي اصابع اليد الواحدة!! 3- ***- في زيارتي الأخيرة للقاهرة، قمت بزيارة مكتبة \"المدبولي\" اشهر مكتبة بالقاهرة، وهناك اقتنيت اربعة كتب تاريخية عن السودان وكتابها مصريون!!. اسم الكتاب الأول(مصر والسودان: الانفصال، الكاتب:محسن محمد)..والكتاب الثاني باسم (الصحافة السودانية تاريخ وتوثيق: 1899-1989، الكاتب: الدكتور صلاح عبداللطيف)...والكتاب الثالث هو (العلاقات المصرية السودانية في ظل الاتفاق الثنائي، الكاتب: الدكتور عبدالفتاح عبدالصمد)...والكتاب الاخير هو (دراسات في تاريخ العلاقات المصرية السودانية 1954-1956، الكاتبة: الدكتورة نوال عبدالعزيز مهدي). 4- ***- لقد قصدت من سردي للمعلومات عن المؤلفات المصرية الموجودة بمكتبات القاهرة عن السودان، انه وهناك حركة تاليف ونشر واسعة واهتمام خاص من بعض الكتاب المصريين بالكتابة عن تاريخ السودان ( من وجهه نظرهم وسياسات بلدهم) في ظل السكوت الغريب والمريب لمؤرخينا ومؤلفي الكتب التاريخية!!. لقد طالعت هذه الكتب المصرية فوجدت فيها معلومات عن السودان ( تفقع المرارة) وترفع الضغط، وكم كنت اتمني وان اجد من يفند معلومات هذه الكتب المصرية ولكن لاحياة لمن تنادي...ويظل تدفق الكتب المصرية عن السودان مستمرآ ويملأ المكتبات و(القاهرة تطبع ...والسودان يقرأ)!! 5- ملحوظة: ******* ***- في عام 1984 فكرت في تاليف كتاب تاريخي عن قصة اغتيال باتريس لوممبا وان كانت القوات السودانية المتواجدة وقتها بالكنغو عام 1961 ضمن قوات الاممالمتحدة قد قامت بتسليم البطل لوممبا للقوات البلجيكية بعد ان احتمي لوممبا بالحامية السودانية. وذهبت للقيادة العامة بالخرطوم املآ ان يسمحوا بالتصديق والاذن بزيارة والمكتبة والاطلاع علي \"أرشيف\" القديم الخاص بقواتنا المسلحة بالكنغو. ولم اجد الاالمهانة والازدراء من الضباط الذين قابلتهم، وسالتهم اذا لماذا لاتكتبون انتم او بعضآ من ضباطكم وبعد المعاش كتبآ تاريخية تحكي عن وقائع عسكرية قديمة مثل معارك \"كرن\" و\"طبرق\" و\"السلوم\" اثناء الحرب العالمية الثانية?...ولم اجد منهم اي رد علي الاطلاق..وقاموا بطردي من القيادة العامة!! ...ولسان حالهم يقول ( قال تاليف قال)!! 6- ***- اعرف سلفآ انني قد ابتعدت عن الموضوع الرئيسي للمقالة وعن الذكري ال126 عامآ علي وفاة الامام محمد احمد المهدي...ولكن بالله ايتها القارئة والقارئ الكريم قل لي ماهو الجديد الذي يمكن ان اقدمه في ظل شح المؤلفات والكتب والمصادر السودانية عن الامام الراحل?. ***- وهنا لااملك في ذكري وفاته الا ان اترحم عليه وأسال الله تعالي وان يجزيه عنا كل رحمه وثواب.