[email protected] بعد كل سنين حكمه يظهر ان السيد ايلا والى ولاية البحر الاحمر لم يستوعب مشاكل البجا بولايته. فهو حريص علي اظهار الولاية بمظهر اخر غير مظهرها الحقيقي. يريد ان يبهر انظار الصحفيين الذين يستدعيهم علي طول الخط وكذلك المسئولين وكبار الضيوف من الخارج فصار ينفق كل ما بيده لانشاء الكورنيشات وسفلة الشوارع وتنويرها حتي يظن الزائر العارض ان اهل المدينة ينعمون بالرفاهية طالما عندهم الكرنيش والشارع المسفلت والنور الشغال بتاعهم شغال كمان. لكن ابناء الاقليم يعرفون سطحية مثل الانجازات التي لا تمس حياة اغلب سكان الولاية الذين يعيشون في الديوم وفي السكن العشوائي ولا تمس حياة اهل الريف في قرورة وعقيق وطوكر جنوبا حتي محمد قول ودنقناب واوسيف شمالا وانقاب وخور عرب وهيا وتهاميم وارياب وريفي درديب في شرق الولاية وغربها. سكان هذه المناطق يشكلون اغلبية سكان الولاية. لكن لم يكن لهم حظ من اهتمامات الوالي. الوالي يريد الفخفخة والمظهر الباهر والبلع. مشاكل الولاية معروفة لكل المهتمين بالشئون السياسية والاجتماعية والانمائية. هم افقر فقراء السودان ويعانون اكثر من غيرهم من امراض سوء التغذية والسل وعدم الانجاب وسيطرت عليهم المجاعات والكوارث الطبيعية والاصطناعية وفوق حكم المؤتمر الوطني. هم يعانون من الذباب والبعوض وانهيار صحة البيئة. هم يسكنون بيوت الصفيح والبرش والكرتون. وايلا يريد ان يبني ابراج سكنية وقري سياحية يعني ايلا في وادي وناس الشرق ومشاكلهم في وادي اخر. الرجل البسيط في الشرق همه كيف يحصل علي لقمة عيش وكرتونة ليرقع بها منزله وماء صالح للشرب وجرعة دواء ليعالج بها من الامراض الكثيرة المنتشرة بالاقليم ويرتاح من مطاردة الذباب بالنهار والبعوض مساء وقطعة توب ليغطي بها عورته. بدلا من ذلك ايلا يطالب شركة النصر العامة للمقاولات المصرية الإسراع فى تشييد الابراج العمرانية والقرى السياحية والطرق الداخلية, وله مصلحة كما يعلم الجميع. سبق ان قال ايلا بانه سيركز علي مشاكل اهل الريف في فترته الثانية. ولكنه جاء يركز علي الكورنيش والابراج والانارة والسفلته وترك غالبية اهل الولاية ضحية للفقر والمرض والجهل وللمجاعات والعطالة والذباب والبعوض. يعني ايلا لا زال تائه.