[email protected] يتابع الجميع مايجري من مأساة إنسانية مؤلمة تجري في شرق إفريقيا، ضحيتها شعب عربي ومسلم يقطن بلاداً اسمها الصومال، يطحن الجوع والقحط النساء والاطفال، وكل ذلك وسط تجاهل إسلامي وعربي معتاد، ولكن الجديد هو التجاهل السوداني، باعتبار الجوار والاخوة والدم ، ومبادرات السودان في الملف الصومالي، فهل سقط الصومال بالفعل من اهتمامات العرب والمسلمين حتى يبدو لك الأمر وكأنه ليس بلدا عربيا من الأساس. وهذا التجاهل العربي الاسلامي ليس جديدا ، فهو امتداد لما جرى منذ أوائل التسعينات بعد انهيار الدولة الصومالية، لقد هب المسلمين لنصرة اخوانهم في البوسنة والهيرسك، وكانت تتصدر أخبارهم ودعواتهم وسائل الاعلام والحياة العامة، بينما لم يفكر أحد منهم أو من غيرهم أن يهب هبة مماثلة لإنقاذ مسلمي الصومال، فلماذا لا يحصل أهل الصومال على اهتمام مماثل على أقل تقدير. وكل متابع لمايحدث في الصومال يعرف أن حلول المجاعة بأهلنا في الصومال لم يكن مفاجئا ، فقد نشرت دراسات مناخية أجرتها الولاياتالمتحدة العام الماضي كشفت منذ وقت مبكر عن احتمال قوى لعدم سقوط الأمطار للعام الثاني على التوالي في مناطق من شرق افريقيا، فحذر الباحثون من أن القرن الأفريقي كله وليس فقط الصومال مقدم على جفاف وربما مجاعة، ولكن أحدا، بما في ذلك الولاياتالمتحدة التي خرجت منها الدراسة، لم يبد اهتماما يذكر بالاستعداد المبكر لحماية الأرواح. وحين أعلنت الأممالمتحدة رسميا عن أن الوضع في الصومال ينطبق عليه مصطلح المجاعة فإنها وصفت الكارثة في الصومال بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وقالت إن نصف الشعب الصومالي معرض للموت خصوصا في إقليمين من أقاليم الجنوب الصومالي، وأضافت أن أكثر من 30 بالمئة من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وهو ماشاهده الناس في الفضائيات، وبعضه على الصفحات الداخلية لهذه الصحيفة. وقد استغربت الصمت السوداني الشعبي والرسمي لمأساة الصومال، أين المنظمات الطوعية التي ملأت الدنيا بلافتاتها ومشاريعها، وأين جمعيات الصداقة، بل وأين الرئيس البشير الذي تذهب هداياه للمحتاج وغير المحتاج، فقد أهدى مؤخراً للشعب المصرى (الشبعان) 5 آلاف رأس من العجول و60 طنا من السمسم، وهي هدية لا نعلم شيئا عن طريقة توزيعها، وهل ذهبت فعلا لمن يحتاجون اليها من المصريين الفقراء من سكان المقابر واطراف المدن، لماذا لا يبادر البشير بهدية مماثلة للشعب الصومالي الشقيق، ولتكن من الذرة أوغيره، فاطفال الصومال ليس بهم صبر علي لحم يحتاج الي ذبح وسلخ وانضاج. إخوتي إن علاقات الاخوة والجوار الاقليمي تحتم أن يتبني رئيس الجمهورية عمر البشير مبادرة لاعاثة عاجلة لللشعب الصومالي تعبيرا عن روابط الاسلام والدم والجوار التى تجمعنا مع ضحايا مجاعة القرن الافريقي، فالصومال يحتاج عاجلا غير آجل للمعونة من إخوانه العرب والمسلمين، قبل أن ياتي الغربيون للأخذ بيده، وليكن للسودان فيه النصين الاكبر، لانه الاخ الاكبر لبلدان المنطقة، وهو ملاذ اللاجيء والخائف، فيكن ملاذ الجائع والعاري. إن صور الاطفال الجوعى، العطشى، المرضى، تستصرخ كل صاحب ضمير حي، ان يقدم كل مايستطيع لانقاذ هؤلاء، وقد أعلن الامين العام لديوان الزكاة بروفسور عبد القادر الفادني عدم ممانعة ديوان الزكاة في مساعدة المسلمين في الصومال الذين يعانون أشد أنواع المعاناة، رغم أن زاد السودانيين لا يكفيهم، ورغم أن ثوبهم لا (يغطي الرجلين)، فالديوان سيعين بما يستطيع في هذا الصدد عبر المنظمات الطوعية السودانية التي عليها أن تسارع لنجدة أهل الصومال عاجلاً، فالسودانيين أغاثوا موزمبيق وباكستان وهايتي وغيرها، فقد يتقاعسون مع الصومال الجارة القريبة، والدولة الشقيقة ، فالبدار البدار، فالموت يحاصر الجميع والجوع لايقبل التسكين والتأخير.