في التنك ملاذ والوحوش بشرى الفاضل [email protected] عند عودة الطفلة ملاذ من مرسال قصير قبل ايام ، حيث أن والدتها أرسلتها لتطلب من والدها العودة إلى البيت من أحد منازل الجيران ؛ قام شباب يعتقد أنهم أربعة بإدخالها منزلا مهجوراً واغتصابها تباعاً ثمّ قتلوها وبقروا بطنها وربطوا جثتها في خشبة قبل أن يشعلوا فيها النار إلا أنّ النار انطفأت قبل أن تأكل جسدها كلية ، لكن أحرقت رأسها وجزءاً من جنبها الأيمن. فهل ثمة وصف لهؤلاء سوى أنهم وحوش ؟ الطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات والجريمة البشعة تمت بضواحي أم درمان. والمكان في نظرنا لا يعني شيئاً فظاهرة اغتصاب وقتل الاطفال تكررت وليس في بلدنا وحدها، إذ لا يجب تعليق كل شيء في شماعة الحكومة . ومن ناحيتها ألقت الشرطة القبض على عدد من المشتبه بضلوعهم في الحادثة . مثل هذ ه الحوادث لابد من أن تعقد لها الحلقات العلمية لسبر اغوارها. فربما لا تكون العطالة وحدها ، ولا المادة الثقافية المستوردة المتمثلة في أفلام التسلية بالقتل وحدها ، هي السبب في هذه الحالة الوحشية بل ربما نحن مقبلون على عصر جديد يفوق عصر أكلة لحوم البشر الكانيباليين بشاعة.عصر الفراغ الروحي الذي تزيد من ضراوته العطالة عن العمل وضعف التعليم وهشاشة الثقافة وانهيار القيم ، ووحشية المنافسة في الأسواق ونفي الآخرين نوالاهتمام بانانية بائنة بلذاذات الذات حتى لو كان ذلك عبر إزهاق أرواح الملائكة من الأطفال اليافعين بعد قسوة وقبح الفعل الشائن، كآخر وجبة من الشر يناولونها لهم قسراً بكل مرارتها قبل رحيلهم الإجباري، إذ تسول نفوس أمثال هؤلاء الوحوش لهم أن ذلك هو السبيل الوحيد لنجاتهم من جريرتهم.