بعد السد هل سنستورد الكهرباء؟ د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] استوقفني هذا الخبر الذي يقول: أعلنت اثيويبا عن خطط لبناء سدين على القسم الواقع في أراضيها من نهر النيل بعد ستة أشهر من شروعها في اقامة منشأة للطاقة بقوة 5250 ميقاواط وتعتزم الدولة الواقعة في القرن الافريقي بيع الكهرباء الى السودان واليمن وكينيا وحتى مصر حيث تكثف انتاج الطاقة لتصبح مصدرا رئيسيا في القارة. وبدأت اثيوبيا بالفعل في نقل 50 ميقاواط الى جيبوتي بينما يتوقع التصدير الى القضارف والقلابات في شرق السودان خلال شهر او اثنين. بعد قراءة الخبر تساءلت اين سد مروي؟ وهل السودان بعد سد مروي سيصدر الكهرباء ام سيستوردها؟ لقد صدعنا الاخ اسامة بسد مروي وانه اكبر سد في افريقيا وانه سيكفي حاجة السودان وان السودان سيصدر الكهرباء الى دول الجوار... ثم نطالع ان اثيوبيا ستبيع الكهرباء الى السودان! والى اين الى السودان؟ الى القضارف والقلابات! هل سد مروي كان عملا سياسيا لا علاقة له بالتنمية ولا بسد حاجة البلاد من الكهرباء؟ هل يتذكر الاخ اسامة ماذا قال لنا يوم ضربة البداية واظنها كانت بداية الاحتفالات بمشروع متواضع امه سد مروي! لقد تحدث عن السد وعن الجدوى الاقتصادية وقارن بينه وبين السد العالي ثم قال ان من تولى ادارة السد العالي بعد انتهاء السد تولى رئاسة الوزراء لان السد العالي كان مشروعا تنمويا ولان السد مد كل الريف المصري بالطاقة الكهربائية واليوم وقد تولى الاخ اسامة وزارة الكهرباء نفاجأ بان اثيوبيا تعتزم بيع الكهرباء الى السودان وليس الى الريف السوداني وانما الى بلد زراعية كبيرة من لا يعرفها سمع بمن يغني لها باغنية يا سمسم القضارف! الاخ اسامة وزير الكهرباء ورجل سد مروي واحتفالاته التي مازالت تتواصل هل بعد القروض التي اقترضناها لبناء السد سنشتري ايضاً الكهرباء من اثيوبيا؟ او بعبارة اخرى ندفع القروض ونشتري الكهرباء فقد صارنا مضرب المثل الذي يقول سخرة وخم تراب! الاخ اسامة وزير الكهرباء ما جدوى السد اذا كنا سنشتري الكهرباء؟ لقد صبرنا على القطع اليومي للتيار الكهربائي من منازلنا بعد اقامة السد لاننا اعتدنا ان لا نثق في تصريحات اي مسؤول حتى قيل انه اذا قال المسؤول ان السلعة المعينة متوفرة فمعنى هذا انها معدومة ولا وجود ولها وانه كاذب او ان السلعة معينة سيزيد سعرها! اننا نعيش عهد سد مروي ونعاني من انقطاع التيار الكهربائي ومن القطع المخرمج كما كان يسميه المهندس مكاوي المدير السابق للهيئة القومية للكهرباء قبل ان يأتي اليها الاخ اسامة... وقد عشنا في شهر رمضان معاناة ما بعدها معاناة من جراء القطع المتواصل الذي شمل في يوم من الايام كل السودان او كل المناطق التي يمدها سد مروي بالكهرباء... ونعاني من ارتفاع سعر الكهرباء في زمن عدادات الدفع المقدم... ونعاني من شبكة الاتصالات عند الذهاب لشراء الكهرباء... واخيراً سنشتري الكهرباء من اثيوبيا! والله من وراء القصد