بشفافية موتر وكلاش.. مال ببلاش حيدر المكاشفي ٭ قالت إمرأة إنتهازية متسلقة تنصح ولدها ( يا وليدي ما تبقى أنصاري وتجدع عزبتك، وما تبقى ختمي وتخنق رقبتك، وما تبقى شيوعي يقطعوا رقبتك، أبقى جبهة ومد قرعتك، تنفعني وتنفع رقبتك)، وأضاف نافع، من أراد ان يستنفع فعليه بالمؤتمر الوطني، ولم يكمل العبارة ببارك الله فيمن نفع واستنفع، وذلك حين اطلق مقولته الشهيرة من اراد ان يستوزر فعليه بالمؤتمر ، وبالفعل تلقف البعض فتات الجزرة ودخلوا دار الحزب زرافات ووحدانا، ليعبوا من الثروة ويتسلطنوا بالسطوة، وقد كان، فمنهم من اصبح وزيراً ومنهم من صار وجيهاً بعد ان أوفى نافع بوع?ه، غير أن بعض الفالتين من أهلنا بغرب البلاد الكبير ومنه غرب كردفان إتخذوا سبيلاً آخر ليوصلهم الى الثراء العريض بأسرع فرصة وأسهل وسيلة مستفيدين في ذلك من حالة الاضطراب والفلتان والسيولة التي تعانيها تلك الانحاء والمضارب والاصقاع، فوجدوا ضالتهم في الدراجة البخارية (موترسايكل) والبندقية الآلية (كلاشنكوف)، تتعدد الوسائل والغاية واحدة، ودار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية، ولهذا صار شعار هذه الجماعة ( موتر وكلاش.. مال بلاش) ولسان حالهم ومقالهم يقولان ليس بالضرورة ان نكون مؤتمر وطني لنصبح من الوجهاء، يكفينا فقط ?وتر وكلاش لنمارس النهب والقلع والسلب ومافيش حد احسن من حد. بعد أن راج وذاع وانتشر مصطلح الجنجويد حتى بلغ درجة العالمية ودخل المعاجم الاعجمية واحتل مكانه على خشبات المسارح ودور السينما على مستوى هوليوود وطاف على الكونغرس والامانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وبلاد تركب الافيال وأخرى تموت من البرد حيتانها، الآن بدأت هذه الاهزوجة الدموية المرعبة تأخذ طريقها الى الذيوع والانتشار، ليحتل راكب الموتر وحامل الكلاش، مكان الجن الراكب الجواد وشايل جيم ثري، في وراثة عجيبة لتراث العنف والقتل والسطو وإشاعة الذعر وبث الفوضى، وتعاقب اجيال الفواجع والمص?ئب والمحن التي لا تأتي فرادى بل محنة تعقبها فاجعة تليها مصيبة وهكذا دواليك، فدلاليك الحروب والصراعات لم تكف لحظة عن الزريم إلا بالمقدار الزمني الذي يسمح بنقلها الى مكان آخر، وستظل هذه الكأس دائرة ما ظلت ثقافة الحرب هى السائدة، وثقافة الحرب لا تسود إلا حين تضمر الدولة ويتضخم الحزب وتغيب قيمة المواطنة وتصبح المليشيات هى من يأخذ الحق والقانون بيده، وعندما تسود العنصرية، ويتوهم مكوّن ما أو جماعة ما أنهم الاعلى شأناً من الآخرين، يضطهدونهم ويهمشونهم، فتغيب قيم التعايش والتسامح والتنوع ويستشرى البؤس والدمار والقب?، وبيئة عطنة مثل هذه، واهم وغشيم وغبي من ينتظر أن تنجب له غير جماعة (موتر وكلاش.. مال ببلاش).. الصحافة