[email protected] * بعد قيام الانتفاضة ضد نظام القذافي في ليبيا الذي استمر لمدة 42 عاما سام فيها شعب ليبيا سوء العذاب، اختار القذافي الطريق الدموي لمواجهة انتفاضة الشعب الليبي الذي دمر البلاد وأدي الي قتل الالاف من من المواطنين وفتح الطريق لتدخل حلف الناتو في ليبيا، وبعد معارك دموية قضي القذافي نحبه. ويبقي ضرورة اخذ العبرة من تجربة نظام القذافي، بالعمل علي تحقيق المطالب التي قامت من اجلها الثورة الليبية والتي تتلخص في دولة مدنية ديمقراطية يتم فيها احترام حقوق الانسان وحكم القانون، وتأكيد السيادة الوطنية لشعب ليبيا وتحرره من هيمنة حلف الناتو، وتحقيق العدالة الاجتماعية وهيمنة شعب ليبيا علي ثروته النفطية وضعها في خدمة تطوره وازدهاره.وذلك هو الطريق السالك لاستقرار الشعب الليبي الذي عاني من ويلات مصادرة الحريات والحقوق الأساسية وحكم الفرد والفساد ونهب ثروات البلاد وتبديدها فيما لاطائل وراءه ، وتحويلها لجيوب افراد محددين اذ قدرت المصادر ان ثروة القذافي التي نهبها من عائدات النفط تقدر بأكثر من 160 مليار دولار. وبعد انتصار الثورة الليبية لن يقبل الشعب مرة أخري مصادرة حقوقه وحرياته الأساسية تحت ستار استغلال الدين أوالشريعة الاسلامية، ولابديل للديمقراطية وحكم القانون والتداول الديمقراطي للسلطة، والعدالة الاجتماعية، وهذا هو جوهر انتصار الثورة الليبية. كما اعطي انتصار الشعب الليبي دفعة قوية لشعوب اليمن وسوريا والسودان..الخ من أجل مواصلة مقاومتها حتي النصر. *لقد تمكنت ثورات تونس ومصر وليبيا من اسقاط الانظمة الفاسدة التي فرطت في سيادة بلدانها الوطنية ،ومارست ابشع أساليب التعذيب والتنكيل بالمعارضين السياسيين، وتزوير الانتخابات. واكدت تلك الانتفاضات أن النظام مهما بني من اجهزة أمن وترسانة من القوانين المقيدة للحريات، فانها لاتحميه من مصيره المحتوم، وان ارادة الشعب لاغالب لها.وبالتالي من غير السليم التقليل من شأن واهمية تلك الثورات التي اتخذت طابعا جماهيريا عميقا والتي سيكون لها اثار عميقة طويلة المدي علي المنطقة، وسوف يستمر المد الثوري لفترة طويلة رغم المتاريس التي سوف تضعها قوي الثورة المضادة الداخلية والعالمية من اجل اجهاضها وافراغها من مضامينها الثورية، واعادة الانظمة التابعة والمعادية لمصالح شعوبها للسلطة مرة اخري، وسوف يكون الصراع شرسا بحكم الوضع الاستراتيجي للمنطقة والتي تحتوي علي ثروات موارد نفطية وغيرها والتي تشكل القوة الدافعة لصراع المصالح الامبريالية في المنطقة، والتي لايهمها ضمان الديمقراطية الحقيقية طالما وصلت انظمة تضمن لها استمرار مصالحها ونهب ثروات شعوبها. ورغم المقاومة الشرسة التي سوف يبديها أعداء تلك الشعوب وتعاون جماعات الاسلام السياسي مع امريكا ودول حلف الناتو من أجل اجهاض تلك الثورات بمختلف الأساليب: الارهابية منها أو تزوير الانتخابات، الا أن شعوب تلك البلدان قد راكمت تجارب وخبرات في تلك الانتفاضات تؤهلها لمواصلة المقاومة حتي تحقيق انتصارها الكامل. لقد فتحت تلك الثورات الطريق امام شعوب المنطقة لمواصلة النضال من اجل الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية، ومن اجل السيادة الوطنية، ودعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل دولته المستقلة، وحق الشعوب العربية في السيطرة علي مواردها، وتحقيق التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية ولجم الفساد والمفسدين الذين نهبوا ثروات الشعوب من راسماليين طفيليين، وجعلوا شعوبهم تعيش في فقر مدقع. كما فتحت تلك الثورات الطريق للوقوف مع الشعب العراقي ضد الاحتلال الامريكي ، ومع شعوب سوريا ولبنان والاردن ضد العدوان الصهيوني ومن اجل الديمقراطية. وسوف يكون لها آثار كبيرة ايجابية علي مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية بحكم ثقلها ووزنها التاريخي والمؤثر في المنطقة، وهذا يعتمد علي انبثاق سلطة من رحم الانتفاضات الحالية تنحاز تماما للجماهير وتطرح قضايا التنمية والسيادة الوطنية وتوفير احتياجات الجماهير الأساسية في التعليم والصحة والخدمات، وترسيخ الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية. كما انتقلت رياح ثورات المنطقة العربية الي عواصم ومدن امريكا واوربا وآسيا، والتي انتشرت فيها مثل انتشار النار في الهشيم، حيث شهدت المظاهرات التي قام بها الالاف منددين بالسلطة اللامحدودة للأسواق المالية و بالسياسات الخاطئة التي تتبعها حكومات العالم الرأسمالي، وضد الفساد السياسي وتحميل الجماهير الكادحة أعباء الأزمة المالية، ، وطرحت تلك الحركات مطالب مثل : تاميم البنوك الكبيرة والكشف عن ميزانياتها لتعلم الجماهير اين تذهب تلك الأموال ، واعادة توزيع الثروة وتغيير السياسة الضريبية ليتحمل أعباء الأزمة من يملك أكثر: البنوك والمؤسسات المالية ومالكي رأس المال الكبير، والمطالبة بالرقابة الشعبية علي الاقتصاد والانتاج، وعدم تسديد الديون غير الشرعية، والمطالبة بالديمقراطية الحقيقية.