[email protected] قد لا أكون أجد لغة المداسسة لكي أتحدث بها ولكني أعيش واقع مرير من خلال اغترابي والذي قارب ثلاثة عقود من الزمن وبمعاصرة المتغيرات التي تطرأ على المعيشة بالسودان يوميا عبر الاتصالات والشاكوي من الارتفاع ألجنوني من غلاء المعيشة كل ما أشرقت شمس صباح جديد الحال طاير للسماء . وكثيرا ما يقف الواحد محتار ماذا يجري عندنا بالسودان أليس هنالك ضوابط للأسعار أليس هنالك مراقبين أليس هنالك حكومة تحد من هذه التلاعبات الجنونية التي أفقدت المواطن البسيط الكادح عقله من جراء التضخم الاقتصادي المخيف والمرعب في أن واحد . جراء تخبط في الخطط والموازنات والتي كثيرا ما شاهدنا يصفق لها بالبرلمان وتوضح عبر الإعلام بأنها ميزانية مبشرة فيها التخفيف عن المواطن ولكن وبأسف شديد واقع الحال بعكس الصورة تمام بدرجة 1000% إذا كنت صادق. أعود للعنوان في العام المنصرم كنت قد كتبت عن استحالة الأضحية للبيت السوداني تحت عنوان استحالة الأضحية والمواطن السوداني الخميس, 18 نوفمبر 2010 بشبكة أخبار السودان . وأشكرهم من خلالكم للنشر . وها هي الأيام تدور بنا لنقف بنفس التقطة وبالطبع لا يخفى علينا أن السودان كما يقولون سلة غذاء العالم العربي بداية ومن ثم العالم الأخر. واليوم نجد المواطن وبالتحديد الأب السوداني شعوره أنه يتوجب عليه إدخال الفرحة والبهجة بمناسبة العيد الكبير في نفوس أطفاله وأسرته الصغيرة الذي يجمع شمل الأسر بعد عناء ومشقة ألحياة اصابه الدوار يل ربما الذهول مشغول الخاطر يأكل في نفسه من الداخل في صمت رهيب لأسئلة كثيرة منها الممنوع ومنها المصرح بها ولكنها بداخله فقط ...وأصبح في نصف ملابسه في إقناع زوجته وأطفاله وربما أحد والدية أن كانا على قيد الحياة أو كلاهما وما يسمعه من توبيخ وربما يصل الحال أحيناُ إلى خصومة بين الزوجين وعلى رغم قناعتنا أنها ليس ألزاما شرعيا فقد ضحى عن الفقراء والمساكين نبينا الكريم ( محمد) صلي الله عليه وسلم .. ولكن أين الإمكانيات التي يلبي بها كثرة متطلبات الحياة من إيجار للمنزل أو مصاريف يومية للمواصلات أو مصاريف دراسة لأبنائه منهم من في الروضة وأخر في الابتدائي وثالث في الثانوي وولي عهدة في الجامعة قاصمة الظهر. وإذا كان هنالك علاج فعليه السلام . ولا نزال نسمع عن مجانية التعليم والعلاج وما أدارك ما تعليم فهو مشروع حضاري غميص في ديارنا السودان . و من الطرائف أن ابنتي هبة الله ومن خلال اتصالاتي للاطمئنان عليهم تسألني أبوي جيرانا جابو خروفهم أنت راح تجيب لينا خروف زيهم .طبعا بكل تأكيد قلت لها أنشاء الله. وسألت زوجتي ما هي أخبار الخرفان عندكم لأنه كان لديهم مناسبة زواج قبل أسبوعين فكان الرد ممكن ( 500/600) قبل العيد فاندهشت .. وطبعا ولترتيب تلك الميزانية يحتاج منك حتى لو مغترب أن تضع خطة لثمن الخروف والذي فاق (500) جنيها ناهيك عن وملحقاته الجانبية حتى يكون جاهز للعضة بالصينية في فطور اليوم الأول من عيد الأضحية المبارك + مستلزمات العيد ألأخرى . وهنا كثيرا ما أجد نفسي ربما أكون محظوظ باني محسوب مغترب بالكاد أتمكن من تأمين ثمن الخروف لأني من شريحة الفئة (ب) والتي لا يتراوح دخلها الشهري من ( 1000/ 3000) ريال سعودي من المغتربين فقط اغتراب من أجل أبنائي حتى يعيشوا الحياة العادية جدا من صحة وتعليم ومسكن على الرغم من أنها واجب الدول التي أحمل أسمها وهي وسام شرف كبير على صدري أتغنى به بين الشعوب في العالم وممن هم حولي من الجنسيات . وبالتأكيد أمثالي لا حصر لهم في بلاد الغربة الكثيرة . كما أسلفت ولكن من أين لرجل يعمل بالسوق حمال مثلا أو سائق بدائرة حكومية أو بناء أو عامل عادي لا تتعدى رواتبهم 600 جنيها شهريا . ولديه أبناء فكيف له أن يقنعهم بأنه غير مستطيع في تأمين خروف للأضحية في بلد كالسودان توجد به أكثر من مائة مليون رأس من الماشية ومواطنيه لا يتعدون ال 45 مليون نسمة ويا ترى هو السبب في الحاصل. هل التصدير للخارج والتبرع للدول الخارجية أو قصر نظر في السياسات للدولة أم ماذا أتنمى صادقا ً أن تكون هنالك إجابة تشفي غليلي وأمثالي كثيرون لا تحصهم عددا من الشعب الكادح أبان مسوح مي . بالطبع هنالك فوارق فعندما كنت في عمر ابنتي هبة أو أحنها الأصغر بروئة كنت أرى بأم عيني السعيه بالمنزل وكيف تكون الرعاية والعناية بها من أطعام الأنعام بقية الخضار من سيقان الملوخية أو الرجلة...الخ وعندما كبرت شوية كنت أذهب لإحضار العلف التبر والبرسيم على ظهر (( الحمار)) وحياناً كثيرة كداري ب (11) خ ..تمشي مسافة 10 كيلو من الأملاك بحلفا الجديدة أو الحواشات حواشات الحج عثمان رحمة الله عليه . حتى أجد في الصباح الحليب الطازج وليس الممزوج بالماء أو البودرة الحالي والذي بلغ سعر الرطل منه ( 1500)جنيها. أما الضحية فهي طقوسات لها اعتبارية خاصة الخروف المحدد للضحية يؤمن له الغلة والردة ...الخ . يكون مكان تدليل الجميع يضع له حساب وليس هنالك أدنى إزعاج في كيفية تجهيزه للضحية وهي بالبيت موجودة . نسوق هذه المشاعر الصادقة من مواطن سوداني للمسئولين بحكومتنا والتي رفعت من البداية شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع . فأين تلك الشعارات أم عفا عليها الزمن . وهل منهم من يشعر بان الضحية أصبحت تمثل صداع كبير للأسرة السودانية البسيطة . هل منهم من قدر شعور ألأرملة التي مات زوجها ولديها أطفال قصر يصيحون في وجهها يوم العيد أول الأيام التي قبله عندما رؤى جيرانهم أو خالهم أو عمهم جهز خروفه بشق الأنفس ويقولون نريد خروف الضحية أو المعاشي الذي راتبه لا يسد له الرمق . نرجو وبكل شفافية أن يكون اهتمام مسؤلينا لقمة العيش للمواطن في مقدمة أولويات اهتمامهم بحق المواطن الكادح في الخطط القادمة . كما نتمنى أن يضحي الشعب السودان بالعام القادم من ماشيته المحلية وبأسعار في متناول يد الجميع الغني منهم والفقير ومحدود الدخل . والله من وراء القصد ،،، وكل عام وأنتم بخير . المغترب عدلي خميس / الدمام