بسم الله الرحمن الرحيم حتي متي نتخبط والطريق واضح عز الدين آدم النور هذا العنوان يثير قلق القارئ وربما يتساءل لماذا التشائم في الأمور ولكنني وضعته لعدم وضوح الرؤية في القضية المطروحة ألا وهو طريق الأنقاذ الغربي (وليته كان إنقاذاً)، ورب سائل يسألني لماذا طريق الإنقاذ الغربي ولقد أكل عليه الدهر وشرب وللكنني أجيبه أن الحق لا يتقادم (الحق لا يبلي والديان لا ينسي أفعل ما شئت كما تدين تدان). ولا بد ونحن أصحاب الوجع الحقيقيين ومن أجل هذا الطريق حرمنا السكر سنين عددا في الوقت الذي كان السكر أغلي ما يملكه المواطن السوداني من سلع، أن ندلو بدلونا اليوم وغداً وبعد غدٍ حتي ننزع حقنا. في البدء وأنا أكتب عن طريق (سلب ونهب السكر الغربي) لا بد أن أسرد بعض الحقائق:- أولاً : فلابد أن رصد لهذا الطريق القاري الميزانية الكافية لرصفه والتدابير المالية الكفيلة لضمان نجاح وإستمرارية هذا المشروع العملاق من الخبراء والإختصاصيون قبل بدء العمل فيه ، فهذا أمر بديهي لنجاح أي عمل فكيف بنا بمثل هذا العمل الضخم العظيم؟ ثانياً : نحن أبناء دارفور الكبري إنتظرنا هذا الحلم الذي يراودنا منذ أمدٍ طويل وتيقنا أن زلطاً أسوداً ملساء يربط بين الخرطوم العاصمة ودارفور قريباً في تلك الأيام وذلك بناءً علي جدية وفوران الثورة في تنفيذ مثل هذه المشروعات القومية وقتها (أكرر القومية) ولكن شاء الله بأن لم يولد الطريق في أيامه وشهوره المحددة حسب الخطة الأولي. ومعها غاب آمالنا وإسودت أحلامنا وفشلت الخطة الأولي ، وليته كانت هي النهاية ، بل جاء الإنقاذيون من أهل الغرب إلي أهليهم في مجالس المحافظات والولايات يفندون لهم أسباب الفشل ومكامن الداء في الخطة الأولي وطلبوا من أهل الغرب مرة ثانية أن يتنازلوا عن سكرهم الحلو ويزيدون عليه مالاً يستقطعونه من عرق جبينهم. لقد رفض هذا الطرح الذين وعوا الحديث القائل (لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين) ولكن أصحاب السلطان والقوة أضروهم علي السير في الدرب. ولكن المؤسف حقا إنتهت مدة الطريق (الخطة الثانية) فما وجدنا طريقاً وفقدنا معه السكر والمال. ولكن الذين حرضوا المواطنين وأجبروهم عن التنازل من أعز حقوقهم والذين تولوا المناصب التنفيذية للطريق ما زالوا يتشدقون في الحديث ويرفلون بين ظهراني هذا الشعب الكريم بجلابيبهم البيضاء التي تشبه في بياضها سكر الكنانة ولكن النقاء لا أدري!!!. فهل لنا والياً مثل الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يحاسب القريب والبعيد علي حدٍ سوا بل كان تحمله المسئولية رضي الله عنه أن يشدد علي كل من ولاه المسئولية ولو كان من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم المشهود عليهم بالتقي والورع (كلهم أتقياء رضي الله عنهم)، إذا ولي أحداً وهو يملك ثوبين فيجب أن يفارق الولاية يوم يفارقها وهو لا يملك من دنياه سوي ثوبية ... ويكون من الأفضل أن يفارقها وله ثوب واحد ..!! ولندع سيدنا (أبو هريرة) والي البحرين والكل يعرف من هو أبو هريرة .. يسرد لنا في عجالة ما دار من حوار بينه وبين الفاروق عمر رئيس الدولة الإسلامية آنذالك. - أبو هريرة : قال لي عمر _ يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله؟ - قلت: ما أنا بعدو الله ولا عدو لكتابه ولكني عدو من عاداهما ، ولا أنا من يسرق مال الله. - قال عمر : من أين إجتمعت لك عشرة آلاف. - قلت : خيلٌ ليّ تناسلت وعطايا تلاحقت - قال عمر (أدفعها إلي بيت مال المسلمين) ودفع أبو هريرة المال لبيت مال المسلمين ثم رفع يديه إلي السماء وقال (ألهمّ أغفر لأمير المؤمنين ). واليوم الجيوب تمتلئ والبطون تمتد بعد ركوب كرسي الحكم ولا أحد يسأل ، بل الأقلام الخضراء معصومة لا تراجع (إنا لله وإنا إليه راجون). ومن أسباب نشر هذا المقال في هذا التوقيت هو إعتقاد و قول بعض الأخوة ضاع طريق الإنقاذ الغربي بين علي الحاج محمد والسيد المدير النتفيذي الهادي بشري وأنا أرد لهم قائلاً الذين يعتقدون هذا الاعتقاد ويتلفظون به تصريحاً هم واهمون فالنفترض أن علي الحاج ولجنة الطرق هم من أكلوا بل (بلعوا الطريق) ولكن ماذا لو أنت في مكان رئيس الجمهورية وأنت الجهة الذي كونت وكلفت كل اللجان والجهة الأخيرة المنوطة بمحاسبة اللجان الفنية المختلفة بالتأكيد تجيبني وتقول ثلاثة لا رابع لهم!! أطلب منهم (الطريق في لحظته وهذا مستحيل أو القروش أو الرؤوس) أيّ القروش أو قطع الرؤوس ولكن طبعاً البلطجية يقولون لك ليش الناس ديل قاموا بإنقلاب؟ لا لكنهم مجرمون والمجرم عضواً فاسد يحب بطره (إنّ المجرمين في ضلال وسُعر) نأمل أن تجدوا الإجابة. سترك يالله. الأستاذ/ عز الدين آدم النور [email protected]