رئيس في حالة حلم !! عمر موسي عمر - المحامي [email protected] يبدو أن الأخ رئيس الجمهورية قد إنفصل تماماً عن عالم الواقع وسافر إلي دنيا الخيال والأحلام ..هذه الأحلام تبدو في حقيقتها أضغاث أحلام وكوابيس لا تبشر بخير ولا تجلب السعد لهذا الشعب ورئيس دولته فقد القدرة علي الإنسجام مع الواقع وممارسة الحكمة السياسية طوال فترة حكمه ..أكاذيب وترهات ظل يرددها رئيس الجمهورية عن إستقرار الوضع الإقتصادي ووزير المالية السوداني لا يستحي من القول : (إن الاقتصاد السوداني في وضع أفضل من أميركا ) ورئيس الجمهورية في حالة الحلم تلك لا يضيره من التصريح في خطاب له الشهر الماضي :(أن حكومته ستعبر التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد ) ويضيف وهو في أعماق سباته العميق : ( نحن ما صغار وعقولنا موجودة لحل اقتصاد السودان، بل نجد المعالجات لما يحدث في العالم الآن بعد فشلهم!!). رئيس الدولة هو من يرسم السياسات العامة للدولة ويحدد أٌطر تلك السياسة في توازن ينعكس إيجاباً علي إقتصاد تلك الدولة ورفاهية شعبها ..إلا أن الأخ رئيس الجمهورية قضي كل سنوات وجوده في السلطة وهو يلبس ( لامة الحرب ) ضد معارضيه من شعبه ولم يمنح نفسه فترة للتفكير ولو هنيهة لماذا يعارضه هذا الشعب ويشق عليه عصا الطاعة ؟؟ وماهي أخطاء حكمه وذنوبه وموبقاته ؟؟ وربما صورت له بطانة السوء التي تحيط به أنه علي الصراط المستقيم وأن هؤلاء المعارضين ليسو إلا ( حاسدين ) له ...ماهي محصلة كل تلك الحروب التي أمر رئيس الجمهورية بخوضها ؟؟ مئات الآلاف من الضحايا ........خسائر مالية تقدر بمئات المليارات من ( الدولارات ) آلاف من الأعراض المسلمة التي أُنتهكت وكانت محصلة كل تلك الحروب أن رئيس الجمهورية لم يكسب حرباً واحدة من تلك الحروب وأصبح معارضيه شركاء له في الحكم يجوسون في غرف القصر يديرون تركة الشعب غصباً ولم تختلف طريقتهم في إنتهاك الشرعية للدولة فإذا دخل رئيس الجمهورية القصر علي ظهر دبابة فقد دخله معارضوه عبر فوهات البنادق وزاد من إخفاقه في تلك الحروب أنه إضطر مكرهاً للتنازل عن تراب الوطن الذي أقسم في بيانه الأول أنه لن يفرط في شبر من ذلك الوطن ومازال هذا الوطن الجريح تشتعل أطرافه بالحروب دون بارقة أمل في سلام دائم أو إستقرار للمواطنين وهم يفتقرون للأمن من أولياء أمورهم ويخشون أن يطوف عليهم طائف من الجيش الحكومي فيصادر حقهم في الحياة ويقتلع أرواحهم من بين صدورهم وكانت نهاية هذه المأساة المؤلمة أن هذه الرعية المسلمة تحرسها قوات أجنبية ( من النصاري ) من راعيها المسلم حتي لا يفتك بها ويستبيح دمائها أو ينتهك أعراضها والذي لم يكتفي بإبادة شعبه بل بلغ من الحد أن وصفهم وفي يوم النحر والعيد الأكبر بأنهم ( حشرات) ناسياً في غمرة فجوره في الخصومة أن من وصفهم بالحشرات هم من ( بني آدم ) وقد كرمهم من خلقهم . متي يفيق البشير من حلمه وأمنياته التي لن تتحقق وهو يرجو التبريكات من الإدارة الأمريكية وهي تقلب له ظهر المجن .. الإدارة الأمريكية تكره حكومة الخرطوم ولن تمانع أن (تحدر) لها في الظلام هذه حقيقة لاجدال فيها ورغم أن رموز هذا النظام قد حفيت أقدامهم من السفر جيئة وذهاباً لنيل رضا الإدارة الأمريكية.. وفي ذات الوقت الذي تصرح فيه وزيرة الخارجية الأمريكية ( هيلاري كلينتون ) أن الإدارة الأمريكية مستعدة للتعاون مع حزب (النهضة الإسلامي ) الصاعد في تونس ويبارك الإتحاد الأوربي الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي فإن هذا المجتمع العالمي ليس لديه القابلية أو الإستعداد لمد يده بالصداقة للطغمة الحاكم في الخرطوم ..هي رسالة واضحة لا يريد رئيس الجمهورية أن يفهمها حتي أدخل البلاد في دوامة سفر الوفود إلي كل دول العالم ( للشحدة ) وقنعت كل تلك الوفود من الغنيمة بالإياب ونثريات تلك الرحلات للوفود المسافرة تضاف إلي أرصدتهم في البنوك و ( الله يدينا ويديكم ) .. علي أن أسوأ تلك السقطات كانت تقرب النظام من الحكومة الإيرانية المتشددة في توقيت فعلاً كان توقيتاً للحالمين فخسر بذلك دول ( مجلس التعاون ) وكان سبباً لتمديد العقوبات المفروضة علي السودان عاماً كاملاً بقرار من الرئيس الأمريكي .. وحقيقة الأمر فرئيس الجمهورية لا تخيفه تلك العقوبات لا هو ولا عصبته الحاكمة ورموز حزبه المطبقين علي ما تبقي من مفاصل الدولة الإقتصادي لأنهم يعيشون في بحبوحة وسعة في الرزق ويعلمون أبنائهم في خارج البلاد ولكنهم يخشون مآلات تلك العقوبات التي ستؤدي حتماً للإنهيار الكامل للدولة وسماع صرخات الحشود وهدير الملايين التي سيرغمها الوضع علي الثورة هدم بنيان هذا النظام من القواعد ومسحه من الوجود وسطور التاريخ . العديد من التقارير الدولية تؤكد تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد وهذا ما أغاظ العصبة بعد قراءة التقرير الذي كتبه السفير البريطاني ( نيكولاس كاي ) بتاريخ 17/10/2011م والذي ذكر حقائق وقد جاء في إفتتاحيته : ( كيف تحتفلون بيوم الغذاء العالمي في بلد يعمها الجوع ويملأ الأرض في السودان حيث شهد الشهر الماضي ( سبتمبر ) وقوع ما يزيد عن نصف مليون شخص في حالة إنعدام الأمن الغذائي ) عبارة كانت كافية لتصوير حجم المأساة وكانت تكفي لإثارة حفيظة النظام لإستدعاء السفير وهو موقف ليس غريباً علي النظام الحاكم فقد سبق له إخفاء المجاعة التي ضربت ( حنوب طوكر ) في العام 1997م وراح ضحيتها مئات من النساء والأطفال الرضع وتقارير تلك المجاعة لا تزال محفوظة بملفات ( شركة أوكسفام البريطانية ) التي كانت تمارس نشاطها في المنطقة ومنعت بأمر الحكومة من تقديم أي دعم عيني أو غذائي ليس لأي سبب سوي معارضة ذلك للشعار الأجوف الذي كانت ترفعه تلك العصبة آنذاك : ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونفوق العالم أجمع ) وكان النظام علي إستعداد للتضحية بحياة المواطنين من أجل الحفاظ مرحلياً علي ذلك الشعار براقاً ولو كان كاذباً . وما يبدو واضحاً من حلم الأخ رئيس الجمهورية وإنسجام تصريحاته مع تصريح وزير ماليته من تفوق الإقتصاد السوداني الذي يعاني من عجز (1.800.000) دولار في موازنة الدولة للعام 2012م وقدرة الدولة علي إيجاد الحل أن الأخ وزير المالية قد زار رئيسه في المنام وزرع في ذهنه أن إقتصاد السودان يفوق الإقتصاد الأمريكي ( أكبر دولة إقتصادية في العالم ) وقدرة السودان علي إيجاد الحلول للأزمة الإقتصادية العالمية !! معطيات الواقع المرير تؤكد أن رئيس الجمهورية لن يفيق من ذلك الحلم وسيظل حلمه ذلك يمثل له الحقيقة الكاذبة لسنوات حكمه التي أحالت البلاد إلي كومة من الخراب يجلس هو ونظامه علي تلها وسيظل ذلك الحلم هاجساً يؤرق هذا الشعب أو ما تبقي منه بعد أن ( قلص) هذا النظام من أعداده .. وبما أن لكل حلم نهاية فظني أن نهاية الحلم الذي إستغرق فيه الأخ رئيس الجمهورية ستكون نهاية غير سعيدة لهذا النظام ورئيسه وفيه خيراً عميماً لهذا الوطن .