بسم الله الرحمن الرحيم نرفض المشاركة ولو جاءت مبرأة من كل عيب يا مولانا عروة علي موسى [email protected] أقولها لكم مخلصاً أن هذا عبثٌ قبيحٌ بالكبار أن يأتي منا جيل كنا نحسبه يعرف كيف يمارس السياسة ويعمل من أجل مصلحة الوطن ، ولكننا نراه الآن على هذا الفهم المعيب للسياسة وقراءة الواقع والتفريق ما بين الأمل والتوقعات ، ويعمل ضد مصلحة وطنه وضد رغبة قواعده وأعضاء مكتبه السياسي .. هذا ما يحدث هذه الأيام من قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وتأكد ذلك بعد خروج قادة المؤتمر الوطني معلنين وهم فرحين موافقة الحزب في الحكومة . سقط الشريف زين العابدين بالأمس وسقط معه بعضاً من المنتفعين ، ودنسوا اسم الحزب الاتحادي بتلك المشاركة الهزيلة التي جعلت البعض يتندر عليهم ويطلق عليهم الاتحاديين ( فرع المؤتمر الوطني ) فذهب هؤلاء إلى مذبلة التاريخ وناسهم الناس ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم . والصدمة تلك لازالت تغض مضاجع الاتحاديين حتى خرج عليهم هذه المرة ( مولانا ) الميرغني الزعيم خرج بعد 22 عاماً من بداية فلم الفساد التي كان بطله المؤتمر الوطني عدو الوطن والمواطنين ، الذي أورث البلاد خلالها كماً طاعناً من الإقصاء ، وتكميم الأفواه والتدمير والخراب والتقسيم والتردي في كافة المحالات .. ليخرج إلينا ( سيدنا ) حاملاً طوق النجاة لنظام نراه أمامنا متهالكاً وغير قادر على حماية نفسه من السقوط الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى ، ولكن أكثر مثل هؤلاء لا يعلمون ، أو أنهم يعلمون ولكن جين العمالة الذي بداخلهم يدفعهم دائماً إلى فعل كذا أشياء مخجلة ( فكل أمريء صائر ٌيوماً لشيمته وإن تخلّق أخلاقاً إلى حين ) ! كيف يعلم ( سيدنا ) بأن أهل السودان يعانون الفقر والجوع والمرض والخوف من أفعال هذا النظام وهو الذي لا يعرف عنهم شيئاً ، ولا كلّف نفسه مؤونة ذلك ، ولا نزل إليه كزعيم يفترض أن يقوم بذلك ليرى بأم عينه ما يعاني منه هؤلاء المغلوبين على أمرهم ، ولكن ( سيدنا ) دائماً على رغباته سابحاً في رحلاته وهجراته شرقاً وغرباً بعيداً عن هم المواطن المسكين . مثل هؤلاء لا يحق لهم التصدي لقيادة الشعوب لأنهم لا يعرفون مطالبها ولا يفرقون بين ما يوردها موارد الهلاك وبين ما يعطيها الأمل في غدٍ جميل . سعيد بهذا المشاركة لأني أريدها أن تكون نهاية لمثل هؤلاء الذين خانوا الوطن وخانوا شعوبهم لأنهم الآن يتفوقون مع العدو الذي أذاقنا الويل ونكل بنا ،وفصل من فصل ، وعذَّب من عذب ، وأغتصب من أغتصب ، وأشعل الحروب في دارفور وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، وبتر الجنوب وأضاع مشروع الجزيرة ، ودنس حقل التعليم بتوجيهه حيث لا يجدر بك أن تكون استاذاً جامعياً أو مديراً لأي جامعة ما لم تكن من سدنة النظام والموالين عمه ، وليس أدل من شيء على ذلك ما يتداول الآن من أن المؤتمر الوطني قد مَنّ على الاتحاديين ( جناح سيدنا ) أن يرشحوا شخصاً من الحزب لتولي إدارة أحدى الجامعات الكبرى ، أي تردي هذا وأي سخف هذا وأي وجع يصبك يا وطني من أفعال هؤلاء الخونة جميعاً !! مثل هؤلاء لا يجدر بهم التحدث باسم الوطن وشعبه فها لا يمثلون إلاّ أنفسهم ، فلا كان ( سيدنا ) سيداً ولا راعياً ولا رئيساً في يوم من الأيام وإنما هي شرعية ثورية فرضتها ظروف معينة جعلته في الواجهة وخلقت منه زعيماً كرتونياً استند على طائفته في أن يفرض نفسه كما يريد . ولكن جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي الوفية الذي قالت كلمتها ورفضت مجرد مناقشة فكرة المشاركة مع هذا لنظام ؛ ستظل قابضة على الجمر وستظل حارسة لمكاسب الشعب السوداني في أكتوبر وأبريل وستظل تتبنى تطلعات هذا الشعب الكريم في أن يعيش حر نفسه أبياً . يا جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي أن حزبكم يتعرض الآن إلى مؤامرة واضحة وجلية لتنديس تاريخه الناصع في التصدي للأنظمة الشمولية والديكتاتورية ، مؤامرة يقودها من ظننتم يوماً أنه المنقذ ويقودها معه بعض المنتفعين ، وقادة الحزب الذين يوجههم ( سيدنا ) بالريموت كنترول ، فهم في وجودهم ذلك كعدمه فقراء للحيلة وضعفاء في المواجهة ، فيجدر بنا تعريتهم وإسقاطهم ،وأن نختم على خطواتهم بالشمع الأحمر فلا يحسبوا على حزبكم العتيق . لا أعلم كيف يفكر هؤلاء القوم الذين وافقوا على المشاركة وهم يرون ويسمعون جماهير حزبهم تقول لهم جهراً (لا ) للمشاركة لا لإطالة عمر النظام ، ولكن القوم على أذانهم وقر وقلوبهم غلف ، وهم بذلك يثيرون الشك في وطنيتهم إذ كيف يعقل أن يقبل منك وأنت الداعي للديمقراطية وتتخذها كمرتكز فكري وتقر بها نظاماً للحكم أن تشارك مع خونة سطوا على نظام ديمقراطي بليل كنت أنت جزءاً منه ، بالله حدثوني كيف يعقل هذا ؟! وإذا قدر لنا أن نعقل ذلك ، فإننا لا نخرجهم من دائرة المصالح الذاتية الشخصية الضعيفة والنظرة الضيقة والخوف على مكتسبات شخصية من الضياع ، ولكن الوطن والإنسان المغلوب على أمره فليذهبوا إلى الجحيم . لا أستبعد أن يخرج علينا سيدنا من وراء حجاب مكلفاً أحد سدنته بأن تلك المشاركة جاءت لمصلحة البلاد العليا ولحماية البلاد من التفرق والشتات ! لن يجد ذلك الذي يحدثنا من وراء حجاب من يستمع إليهم لأن الناس قد حزموا أمرهم وقرروا مكافحة هذا النظام حتى السقوط ، وساعتها أعلم يا سيدنا أنك ومن معك لن تكون إلاّ مثل من شاركت قاتلاً ومنكلاً ، ومحارباً للمواطن في قوته ، وعاملاً ضد مصالحه في صحته وتعليمه ، وساعتها حيث لا مفر ولا جبل يعصم من سيل الغضب ستكون أنت ومن شارك معك ومن ألتزم من أعضاء مكتبك السياسي الهزيل الصمت ولم يقل لك لا ؛ ستكونون جميعاً أعداء للشعب الذي لن يفرق بين من أذاقه العذاب لمدة 22 عاما وبين من أذاقهم العذاب لساعة فهم شركاء في ذلك الجرم وسواسية فيه ، وستذهب أنت ومن معك وهذا النظام إلى مذبلة التاريخ كما ذهب غيركم من الظلمة وأعداء الشعوب ، وكل هذا سيحدث ، ولو بعد حين . ( نمْ يا بن وجعتِنا على بئسِ الأمارةْ ريثما تعدُ ( العصابةُ ) خائناً بالامتلاكْ نمْ على مباذلَ عُريهَا نمْ يا بن خيبتِنا إلى ظلِ الهلاكْ لعلنا..! نهدي انتجاعَكَ في صحاري التيهِ خيبتَنا الكسيرةَ في خُطاكْ مازلت متشِحًا بآفاتِ التصنُّعِ يا المقامرُ في ضميرِ الاحمتالِ إلى الشِراكْ لكأنك المهووسُ دوما لا تُقاوِمُ رغبةً سفلى وبيعاً خاسراً سحبَا نضالَك منْ مداكْ كم كنتَ مكتنِزًا بلغوِ البيعِ ؟ كي يُحظى مناكْ كم كنتَ مضطربَ الخُطى ؟ لتعلّق الخيبةْ .. على وطنِ الحقائقِ والغرائبِ والشِباكْ في دفتيْ سِفرٍ تسربلَ بالغوايةِ من هواكْ نمْ ..) عروة علي موسى ،،،