السودان.. فريق دوليّ يتلقى رسالة خطيرة من منسقية القرار 1591    بعد مؤشّرات الخلاف..حزب المؤتمر الوطني المحلول يصدر بيانًا    وفد عسكري سعودي رفيع في إيران    وزير الخارجية يلتقي نظيره السوري    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تبكي خوفاً من سخرية صديقاتها منها بعد أن تزوجن وتعرض نفسها للزواج على الهواء: (يا جماعة مافي واحد بعرسني بالساهلة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تضرب السلاح وتشعل الحفل بوصلة رقص مثيرة والجمهور يتغزل (سلطانة زمانك وهز يا وز)    ليفربول يعزف على أحزان السيتي ويبتعد بالصدارة    الامين العام للشباب والرياضة يشهد ختام دورة تأبين فقداء نادي الخناق    نجوم حي العرب يواصل تميزه في دورة كأس بلدية كسلا    انتخاب اللجان العدلية لاتحاد الدمازين والرصيرص    بعثة شباب السكة حديد تتعرض لحادث سير    بنك السودان يطرح عملة نقدية لفئة الألف جنيه ويسحب القديم تدريجيا خلال الفترة القادمة    عثمان ميرغني يكتب: كيف فاز ترمب… ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟    عام علي معركة عاشوراء 2023/11/5 (3)    بنك السودان المركزي يعلن فئة نقدية جديدة ويحدّد موعد إيقاف التعامل بعملات    قرار إداري في نادي المريخ السوداني يحدث جدلاً واسعًا    أنشيلوتي يرفض انتقاد مبابي.. ويعلّق على قرار مدرب فرنسا    وسط مخاوف بشأن التمويل.. الأمم المتحدة تترقب بحذر "عودة ترمب"    مواجهة واعدة للهلال السوداني في الدوري الموريتاني    أردول: فوز ترامب سيوقف التدخلات الخارجية السالبة فى ملف السودان    أوباما بأول تعليق على فوز ترامب:ليست النتيجة التي كنا نأملها    تصريح خطير لمبارك أردول بشأن حميدتي    شاهد بالفيديو.. فنان سوداني: (إذا خيروني في الزواج من إحدى الفنانات المتزوجات سأختار ندى القلعة لأنها برستيج وفخامة وسأختار هذه الفنانة ".." من المطربات الغير متزوجات لأنها "لهلوبة")    أخطر انتخابات أميركية: قلق من العنف السياسي بعد إعلان النتائج    قِصّة رحلة لا تُنسى..استغرقت (29) ساعة في الأجواء...تكاتفت الجُهُود فكان تحليق صقور الجديان بدار السلام    انحياز مؤثر لقائد القوات الخاصة بالجيش (كوبرا) ل "الدعم السريع"    قرار حاسم لوالي الخرطوم بشأن المصانع    البرهان يخاطب المنتدى الحضري العالمي ويعلن بشريات جديدة    بالفيديو.. سيدة سودانية: (مراهق شاب يعمل سائق ركشة قام باستدراجي إلى منزلهم بحجة وجود "حنانة" معهم وبعد أن وصلنا صدمني خاله الكبير وهو يسخر مني "بقيت بتاع خالات كمان")    بقيمة 3 تريليون جنيه .. إدارة المباحث الجنائية بشرطة ولاية الخرطوم تسجل بلاغ سرقة "سكسك" – صورة    هل حرب السودان، علامة لآخر الزمان؟! (1)    السودان..عملية نوعية لقوة من اللواء43 تسفر عن ضبط أخطر 5 متهمين    متى أدخر ومتى أستثمر؟.. 7 نصائح في عالم المال والأعمال    رحيل الموسيقار السوداني عبد الله عربي    وفاة الممثل مصطفى فهمي عن عمر ناهز ال82    تورط جبريل إبراهيم في عملية إرهابية بتشاد    5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد    وضعيات النوم.. تعرف على المزايا والعيوب وحدد ما يناسبك    صحفي سوداني في قبضة السلطات    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تجري جولة بأقدامها من "الحلفايا" وفي طريقها إلى "الأزيرقاب" وتطمئن المواطنين    شاهد بالفيديو.. نساء موريتانيا يتظاهرن بأحد شوارع نواكشوط ويهتفن باسم السودان ومتابعون: (شكرا من القلب لأجمل وأروع وأنبل نساء بالوطن العربي)    وفاة حسن يوسف.. تعرف إلى أبرز محطات مشوار الفنان المصري الراحل    شاهد بالصور.. توقيف شبكة إجرامية تنشط فى إستلام المال المسروق بواسطة مباحث كررى    صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش غير مسبوق للاقتصاد السوداني    الحرب في الميزان "الخضري"    قوات الدعم السريع – العلاج الكيماوي لسرطان الإخوان    الثروة الحيوانية ودورها في التنمية الإقتصادية في ولاية جنوب دارفور    السودان..الفرقة الثالثة تلقي القبض على متهم خطير    منظمة دولية تدشن ورشة لتحسين اقتصاديات المجتمعات المحلية بالبحر الأحمر    إعجاز الحوار القرآني    الجيش الإيراني يقول إن ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران    المخرج السوداني كردفاني يكشف أسرار نجاح وداعًا جوليا    رجل أعمال يتعرض لسرقة اكثر من (70) مليون جنيه من حسابه عبر تطبيق بنك شهير    السلطات المصرية تنفذ حملة أمنية جديدة على المدارس السودانية    ماذا نعرف عن تفشي بكتيريا قاتلة في وجبات من "ماكدونالدز"؟    حيوية العقيدة    حسين خوجلي: ود مدني بين السواك والارتباك    الحياة الصحية.. حماية للقلب والشرايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(النساء و الهدوم..العقل المأزوم بين باريس و الخرطوم


(النساء و الهدوم)
العقل المأزوم بين باريس و الخرطوم
الدكتورة : آمال جبر الله سيد أحمد
محاولات فرض زي محدد على النساء تحت مسميات التقاليد أو الدين أو القانون أو التحرر أو المساواة ليست جديدة. و هي جميعاً تهدف إلى السيطرة على المرأة من خلال السيطرة على جسدها. يتم ذلك ضمن آليات إختزال المرأة إلى جسد و إختزال جسدها في الجنس و بالتالي تعامل كآلة جنسية و إنجابية يرى البعض ضرورة تغطيتها و حجبها كعورة و ملكية خاصة للرجل أو الأسرة. و فريق آخر يرى كشفها كوسيلة إغراء و متعة و دعاية للمزيد من الربح. لكن الفريقين يشتركان في مفهوم المرأة كجسد و في سلب المرأة الحق في أن تقرر في أخصَ دقائق حياتها و هو جسدها و لبسها و يتفقان أيضاً في كيفية الاستفادة منها لتكريس أوضاعهم. لذلك ليس غريباً أن تتصاعد في الآونة الأخيرة حملات مناصرة الحجاب و أخرى مضادة تنادى بمنع الحجاب. في أبريل من هذا العام صوت أغلبية البرلمان الفرنسي لصالح قرار منع النقاب في الأماكن العامة و ذلك بعد حوار استمر لمدة عام كامل شاركت فيه وسائل الإعلام حول لبس النقاب. و يرى مؤيدو القرار أنه ضروري للمحافظة على هوية فرنسا و ثقافتها في مواجهة زيادة عدد المسلمين المتشددين. و يرى المعارضون للقرار أن لبس النقاب و الحجاب أصبح عادياً في فرنسا وأن القرار يستهدف المسلمين بما فيهم المسلمين الحائزين على الجنسية الفرنسية. الجدير بالذكر أن القرار تضمن الغرامة بمبلغ 150 يورو لأي امرأة تلبس النقاب في مكان عام و قد تمت محاكمة امرأتين بهذه التهمة حتى الآن. لقد دافع الرئيس الفرنسي ساركوزى عن هذا القرار و إدعى أن الهدف هو منع اضطهاد المسلمات في فرنسا و تأكيد مساواة المرأة و مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى دواعي أمنية. في فرنسا صدر قراراً في عام 2004 بمنع أي رموز دينية في المدارس العامة و قد شمل لبس الصليب للمسيحيين و لبس غطاء الرأس مما أدى إلى إجبار عدد كبير من الطالبات المسلمات لترك المدارس الحكومية و الإلتحاق بالمدارس الإسلامية ، يبدو أن حكومة ساركوزي لم تدرك نتائج هذه التجربة ، فالمدارس الدينية هي التي تفرخ المتشددين و المتزمتين كما أن انفصال الطلاب في مدارس خاصة يجعل من الصعب اندماجهم في المجتمع الفرنسي ، و بالمثل فإن منع النقاب سينتج عنه انسحاب عدد كبير من المسلمات من المجال العام إلى الاحتجاب داخل المنازل ، و لا يؤدى إلى مساواتهن أو تحررهن كما زعم ساركوزي ، بالإضافة إلى سيطرة الخوف و العنف على المسلمات في فرنسا. هذا ما حدث عندما فرضت سلطة الجبهة الإسلامية الحجاب على النساء في السودان و فرضت قانون النظام العام لقهر النساء و مطاردتهن. فالمادة 152 من الباب الخامس عشر من القانون الجنائي لعام 1991 بعنوان (جرائم العرض و الآداب العامة و السمعة) و المتعلق بالأعمال الفاضحة و المخلة بالآداب العامة و بموجبه تم تكوين محاكم النظام العام و شرطة النظام العام ، هذا القانون الذي أذلَِ النساء بوقع السياط على ظهورهن و الغرامات و التشهير و التحقير.
كما أن هناك حكومات مماثلة أصدرت قوانين متعلقة بالزي و المظهر مثل اندونيسيا و إيران و السعودية و الشيشان Chechnya)) رغم أن ذلك يتعارض تماماً مع مواثيق حقوق الإنسان و التي تتضمن حرية الاعتقاد و حرية التعبير عن ذلك باعتباره حق لكل إنسان.
بينما يستعرض ساركوزي عضلاته أمام النساء المسلمات في فرنسا فإنه قد غض الطرف عن الكثير من الأمور التي تهم النساء فيها خاصة الآثار المدمرة للأزمة الرأسمالية التي تعيشها بلاده ، و أن النساء هن من حملن عبء هذه الأزمة من زيادة معدلات العطالة و تردى الأجور و خفض ميزانية الخدمات المتعلقة برعاية الأطفال ، لقد رفض ساركوزي مقابلة المجموعات التي تعمل على حماية الأطفال من ضحايا الاتجار بالبشر من أجل البغاء و رفض ساركوزي قيام وزارة خاصة بشئون المرأة في فرنسا. كان الأهم مساعدة المسلمات في فرنسا و تحسين أوضاع الأسر المسلمة التي ترتفع بينها البطالة ، مساعدتها وفق برنامج واضح ترصد له الموارد. هذا يكشف زيف موقف ساركوزي و تضامنه مع الصحفية لبنى حسين ضد فرض الحجاب ، فالحملة التي صاحبت قضية لبنى هدفت إلى رفض أي وصاية على المرأة و أي محاولة لتحديد زي لها ، ذات الشئ الذي يفعله ساركوزي اليوم. و أن الطريقة التي يتزيأ بها الناس ، نساءً كانوا أم رجالاً يمكن أن تكون جزء من التعبير عن ثقافة أو دين أو هوية أو اعتقاد بالنسبة للشخص المعين ، و بالتالي يحق لأي إنسان التعبير عن هذه القيم بدون قيود أو ضغوط. و إن على الحكومات المختلفة الالتزام باحترام و حماية و ضمان هذه الحقوق بما فيها حرية اختيار الزي ، كما على الحكومات إتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم فرض أي زي على أي شخص من قبل المجتمع أو الأسرة تحت أي حجج.
حكت لي الخالة فاطمة (أطال الله عمرها) أنها كانت تسكن إحدى قرى الجزيرة أيام صباها و أنهن كن يلبسن “القرقاب" و أن إحدى قريباتها اشترت فستان و عبرت عن فرحتها به لكن أمها تصدت لها بالرفض و قالت لها (والله ده إلا تلبسيه هناك في مدني ، إنتى دايرة تجيبي لينا الفضيحة؟). فالزى يختلف من مكان لآخر و من زمان لآخر، و تحكم ذلك آليات كثيرة تاريخية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية، كما أن تقييم الزى سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل يختلف سواء كان من الناحية الجمالية أو الوظيفية. و معرفة تاريخ أي زي أو أزياء لمجموعة اجتماعية محددة تساهم في إلقاء الضوء على تلك المجموعة و تطورها. كما هو الحال بالنسبة لأزياء النساء التي اكتسبت مدلولات ثقافية مختلفة عبر التاريخ.
الميدان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.