بسم الله الرحمن الرحيم ميكافيلية صحيفة الانتباهة أحمد عيسى محمود [email protected] النظم العسكرية كما عودتنا في بلادنا والبلدان الأخرى تعيش فيها كل أنواع الطفيليات، وهي ترمرم في فتات موائدها وتدافع عنها حتى آخر رمق ليس حباً فيها ولكن المسألة عندها صراع وجود، فهذا ما قادني إلى الرد على الطيب مصطفى صاحب صحيفة الانتباهة ((حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)) لإشعال نيران الفتن ما ظهر منها وما بطن فيما تبقى من أرض الوطن، فكان شعاره ساعة الانفصال ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) فأدى صلاة الشكر ونحر الإبل في قارعة الطريق ابتهاجاً ببداية جني ثمار ما خطت يداه، وما خُفي أعظم ولكن قرائن الحال تقول وعلى الباقي من أرض الوطن تدور الدوائر وتحقيق مثلث حمدي غاية تهون من دونها المهج، فهذا ما جاء في عموده زفرات حرى تحت عنوان ((بين خليل والصادق المهدي والثوابت الوطنية)) بتاريخ الثلاثاء 9/2/1433ه الموافق 3/1/2012م، وحتى لا ينتزع المقال عن مقصوده فبيننا قوله تعالى: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))، فالمقال مليء بالتناقضات، فكاتبنا لم تعرف الاستقامة يوماً طريقاً لتفكيره فهو حاد الزاوية في تناوله لأي موضوع، فلي عنق الحقيقة سمة من سمات قلمه المعوج، فقد أنكر على الصادق المهدي قولة ((الحبيب)) للدكتور خليل إبراهيم، بالله عليك كيف تحاكم الصادق المهدي وقد أطلقت كلمة ((الشهيد)) على ابنك الذي مات في الجنوب أيام الهوس الديني، بل عندما كنت مسئولاً عن البوق الإعلامي ((التلفاز)) أجبرت المشاهد السوداني على المشاركة في أعراس الشهداء فهذه فرية لم يأتِ بها الأوائل من فقهاء الأمة المحمدية إلا في عهدكم الميمون؟؟؟. ثم انهالت صخور قلمك المشئوم على الصادق فعاتبته عتاباً شديداً عندما قال الصادق: ((أن خليل فقد لكل السودان)). فكيف لا يكون فقداً للسودان، وهو الذي يدافع عن المهمشين والأرامل والثكالى والأطفال اللقطاء وغيرهم في بقاع ما تبقى من الوطن جراء الحكم الرشيد لابن أختك؟؟؟. كيف لا يكون فقداً للسودان وهو قد مات على صهوة جواده فأرسى بذلك أدباً جديداً في القيادة، فعلى القائد من اليوم أن يكون وسط جنده مازجاً النظرية بالتطبيق، وليس قيادة المعركة من داخل الغرف المكندشة وسط العذارى!!!. ثم تتحدث في آخر المقال عن الثوابت الوطنية، فنحن لا نمانع في الاتفاق حولها إذا صدقت النوايا منكم، ولكن الدمغة التي تحملونها ((الطابور الخامس)) مازالت معشعشة في ذهنكم المريض، فحتى ما تبقى من الوطن لم تتركوه لنا حتى نعيش فيه بسلام، بل مازالت حوافر خيلكم تدك الحصون الاجتماعية شرقاً وغرباً وشمالاً، وصراحة ما أضحكني أنك تحرم الخروج على الحاكم.... في الوقت الذي فيه هللت وكبرت عندما سقط مبارك وبن علي والقذافي ومازالت صحيفتك تنفث في خبث فكرك صباح ومساء من أجل إزالة الأسد في سوريا، في الوقت الذي فيه إذا حاول أحد أن يقول كلمة حق أمام حاكم المسلمين في السودان المعز لدين الله، فالويل والثبور!!!. ((وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ)). فما هو الفرق بين هؤلاء الظلمة وابن أختك؟؟؟. هل كان ابن أختك رحيماً بنساء وأطفال دارفور؟؟؟. هل كان صادقاً مع شيوخ الشرق؟؟؟. وهل كان عادلاً مع شباب الوسط؟؟؟. وبالجملة هل كان أميناً على إنسان السودان طيلة فترة حكمه؟؟؟. وأيضاً من المضحكات مطالبتك بأن نبني دولة محترمة، فلم تضع لنا المعايير لبناء الدولة المحترمة. هل هي دولة مدنية أم دينية أم مدغمسة كما كانت تسير بنا الإنقاذ طيلة حياتها. دغمسة في دغمسة!!!. وإيماناً منّا لبناء الدولة المحترمة يجب محاسبتك أنت شخصياً على تلك الجريمة النكراء التي ارتكبتها بحق الشعب السوداني عندما عزلت الموظفين من التلفاز القومي بحجة أنهم شيوعيين ((برنامج محاكمات بقناة هارموني الحلقة قدمها الإعلامي هيثم كابو مع شخصك الكريم)).. بالله عليك كم هي عدد الأسر التي تضررت جراء همجيتك اللعينة؟؟ وكم عدد النساء اللائي انحرفنا؟؟؟ وكم عدد أطفال المايقوما الذين جاءوا إلى الدنيا من بعد الله سبحانه وتعالى بقراراتك المشئومة؟؟؟. فهل بعد ذلك احترام في السودان؟؟؟. أما آخر ما تقيء به قلمك في المقال الآنف الذكر هو الدعاء بذهاب الأذى والعافية بالانفصال.. والله هذه الجزئية ليعجز المرء أن تنطق شفتاه بأي شيء، فبيننا قول الشاعر: إنَّ الَّلبِيب إذا تفرّق أمره *** فتق الأمور مناظراً ومشاورا أخو الجهالة يستبدّ برأيه *** فتراه يعتسف الأمور مخاطرا