صبرا آل بوشى فان موعدكم (الحريه)! د. لؤى المستشار [email protected] فى صقيع ليلة الامس البارده... اقسم لكم انه لم يكن هناك شئ على امتداد العالم الفسيح على الاطلاق ادفأ من حضن والدة بوشي ! لا شئ اقول (لا شئ) على وجه البسيطه يعدل فرحة كتلك التى تملا قلب ام حينما يعود اليها ابنها من براثن غياب قسري مجهول ! اربعه عشرون يوما وقلب الحاجه (كوثر) لا يكف عن التفكير فى فلذة كبدها .. و انا اجزم انه لا يستطيع اديب اريب ولا قلم بارع ان يصف ما دار فى قلبها ....خلجاتها ..اشواقها ...املها ...خوفها ... اضطرابها ....لوعتها .. تمتماتها بتحصين ابنها وهى تخشى ان يلحق برفيقه (محمد بن عبد السلام) فى اقبية لا تعرف الرحمه ولا تتذكر (يوما تتقلب فيه القلوب والابصار). عاد ابنها الا ان مشهدان علقا فى ذاكرتها , سيتعصى على الدهران يمسحهما من ذاكرتها العجوز: المشهد الاول...مشهد الجنود الذين يرتدون اوجه مطاطيه قاسية لا يبدو انها سمعت بشئ اسمه حقوق الانسان او حرية التعبير وهم ينتزعون ابنها وينطلقون , ومن بين قبضاتهم القويه تطل نظرات ابنها وكانه تقول لها لا تجزعى يا اماه ..فانت تعلمين ان ابنك (رجل) ! المشهد الثانى....عندما هرولت الام الى مبنى جهاز الامن لتسال عن ابنها ..خرج لها رجل ذو صوت اجش غليظ قائلا ان ابنك ليس هنا ولا نعلم شيئا عنه...قالت له انى لاجد ريح بوشى فى معتقلكم انتهرها وكأنه يعيد ما قاله (آل يعقوب) ليعقوب... ارحلى يا امرأه تالله انك لفى ضلال مبين! لملمت حزنها وقلبها المفجوع وانصرفت ثم حانت منها التفاتة الى استقبال جهاز الامن الذى كتب عليه بخط عريض قال الله تعالى : (والذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و اولئك هم المهتدون) حفظت ام بوشى الايه عن ظهر قلب لتقاضيهم امام من لا يظلم عنده احد ومضت ! صبرا آل بوشى فان موعدكم (الحريه)!