[email protected] وزير الزراعة والثروة الحيوانية بالولاية الشمالية بروفسير عبد الفتاح عبدالله طه ، صرح ل(اس ام سي ) وبحسب ما أوردته صحيفة السوداني أمس الأول ، ذكر أن الطفرات الكبرى في الولاية الشمالية بعد الطرق تمثلت في كهربة المشاريع الزراعية والتي غطت المحليات الجنوبية للولاية من مروي وحتى البرقيق وأن 75% من هذه المشاريع دخلتها الكهرباء، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض تكلفة الإنتاج إلى الثلث بجانب النواحي البيئية والصحية للإنسان والحيوان. وذكر الزيادة المطردة في المساحات المزروعة لمحاصيل الثوم والشمار والقمح والفول المصري والطماطم والبصل والفاصوليا ، إلى هنا والأمر جيد إلا أن ما أحزنني هو قوله في البطاطس! ، فقد ذكر (بجانب زراعة ثلاثة آلاف فدان بمحصول البطاطس و بالرغم من أنه محصول جديد على الولاية إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً) ، السيد الوزير لا يقصد انه جديد بالمعنى الحرفي وإنما يقصد أن زراعته ليست منتشرة و مألوفة لدى المزارع وهذا طبيعي لان استهلاكه محمرا مثلا ليس معهودا كثقافة عامة ، ليس في الشمالية فحسب بل في كل السودان ، بالرغم من إنتاجه الموسمي الكثيف في بعض الولايات! ، منذ تخرجنا من الجامعة نتابع المؤتمرات او توصياتها عن أسباب انتشار السرطان بالولاية الشمالية نجدها تنحصر في ثلاث ، العامل الوراثي والكيماويات والثقافة الغذائية وهنا بيت القصيد ، البطاطس المحمرة تغيب كطبق رئيسي عن المائدة (ومعها الخضروات بالطبع) ، ليس في الشمالية فحسب بل في كل السودان وهي وجبة عالمية تضيفها محلات الوجبات السريعة مع الدجاج ، شخصيا بلغ من ولعي بها انه عند تحميرها أظل رايح جاي من المطبخ والتهم منها أثناء التحمير ، ومع البطاطس المحمرة يغيب صحن الحمص ، نحن نزرع الحمص (الكبكبيه) ولكننا لا نعد ولا نعرف او ليس معهودا عندنا بصورة واسعة صحن الحمص ، الذي يسهل ويمكن إعداده بالمطاعم أو حتى في المنازل فقط بسلقه بالماء المغلي ثم سحنه مع الطحينة وإضافة شرائح الطماطم ومسحوق السماغ الأحمر لزوم الوجاهة والكمال ، البطاطس المحمرة وصحن الحمص هما وجبة الأغنياء والفقراء في معظم بلاد الله ، سواء في الفنادق الخمس نجوم أو المطاعم الشعبية ، منتشران في تركيا وبلاد الشام ومصر ومطاعم بلدان الخليج المتقدمة والعملاقة ، إلا في السودان! ، البلد الذي فيه جني لابد لأهله لشقائهم كمجتمع غير مبتكر، إضافة لإشقاء الحكومات المختلفة لهم ، في السودان عندنا لا الأغنياء ولا الفقراء يهتمون بهذين الطبقين وكان يمكن أن يكونا وجبة بسعر رخيص ولكنها ذات سعرات حرارية عالية للطلاب والطالبات الفقراء في الجامعات بديل أو إضافة لسندوتش الطعمية الفقير ، ثقافة الفندقة وإعداد ألوان الطعام المختلفة كفن ليجيده الشباب من الجنسين ما زالت عندنا ضعيفة ، طاقات الشباب عندنا معطلة و.... قصر مشيد. صحيفة الوفاق السودانية