أجندة جريئة. أنقذوا حواء المنصورية..!! هويدا سر الختم هناك في الوطن داخل منازل بسيطة من الطين ووسط الجروف الممتلئة بالخضرة عن آخرها.. وبين أشجار النخيل التي تثقل أفرعها مجموعات التمر بمختلف طعمه وألوانه.. كانت تعيش حواء المنصورية في استقرار كامل وسعادة كبيرة.. وتكتمل سعادتها وسط (غنيماتها) حينما تطعمهن بيديها فتبادلها غنيماتها هذا الحب والكرم بألذّ حليب.. تعود به حواء إلى دارها.. تعدّ به شاي الصباح لأبنائها قبل مغادرتهم إلى المدرسة.. ثم تعود لتكمل بقية يومها بين الجروف مع زوجها.. وما أن يعود أبناؤها من المدرسة حتى يلتئم شمل الأسرة في تلكم الدار العامرة بالحب.. هكذا كانت تعيش حواء المنصورية.. آمنة مستقرة راضية.. وبعد تشييد سد مروي غمرت المياه أرضها فأزالت معها منزل حواء العامر بالحب وغنيماتها التي تعشقها.. وشرد أبناؤها من مدارسهم بعد أن اختفت من الوجود. فاعتلت حواء المنصورية قمة الجبل تحتضن أبناءها.. وتمد بصرها بعيدًا بعيدًا نحو الأفق تبحث عن منزلها الدافئ وعن غنيماتها، فيرتد إليها البصر خائباً وهو حسير.. عاشت حواء المنصورية أسوأ فصول السنة بين تلكم الصخور الصماء فاختفت ضجات الأطفال وخيّم الحزن على المكان.. بالأمس تشرفنا في صحيفة التيار بزيارة وفد رابطة المرأة المنصورية.. والمرأة المنصورية ظلت طيلة فصول هذه القضية جزءًا أصيلاً في المشاركة المباشرة في القضية.. والمشاركة غير المباشرة لربات المنازل من خلال دعم رجال القبيلة.. و(حراسة العقاب). هناك وسط الجبال المغمورة بمياه السد بتحمّل كامل للمسؤولية..! تصريحات السيد رئيس الجمهورية بخصوص قضية المناصير في اللقاء التلفزيوني الذي أجراه نهاية الأسبوع الماضي.. ضربت قضية المرأة المنصورية في مقتل.. وأدت آمالها وأحلامها في السلام والاستقرار الذي افتقدته طيلة السنوات الماضية.. وعمّقت من حجم المعاناة التي عاشتها.. موقف السيد الرئيس من القضية كان الورقة الأخيرة بالنسبة للمتأثرين في الهيكل الحكومي.. خاصة بالنسبة للمرأة المنصورية التي انتزعت العهد بالتوطين في الخيار المحلي واستلام التعويضات (كاش). وتكملة جميع الخدمات الضرورية.. من لسان السيد الرئيس مباشرة في زيارته للخيار المحلي قبل عدة سنوات مضت..! الآن السيد الرئيس أرجع الكرة مرة أخرى إلى ملعب وزارة السدود.. ومعلوم للمناصير وللمراقبين موقف هيئة السدود المتعنت من قضية المناصير.. وبذلك تصبح حقوق المناصير معرّضة للضياع وبات حلم المرأة المنصورية بالاستقرار كوابيس تطاردها فيها أشباح إدارة السدود.. هذا الإحساس القاتم جعل المرأة المنصورية تنتفض للدفاع عن وطنها وعن استقرارها الأسري.. وهي تريد أن تلعب دوراً محورياً في هذه القضية بعد أن اتخذت منحًى خطيراً..! مأساة شعب المناصير يتابعها جميع الشعب السوداني وربما شعوب أخرى بالقدر اليسير الذي عكسته أجهزة الإعلام.. ولكن فصولها الدقيقة لا يعلمها إلا أهلها الذين يعيشونها كل يوم.. ميدان الصمود الذي يقبع فيه الآلاف منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. ما لشيء إلا للمطالبة بأبسط الحقوق لا يعلم معاناة من يفترشون أرضه ويحملون هموم الأبناء الذين يعيشون مع الحشرات السامة هناك وسط الصخور.. إلا هؤلاء الرجال الشرفاء البسطاء..! إليكم أيها الشعب السوداني الممتلئ بالشهامة والمروءة والكرم.. نوجه رسالتنا اليوم.. ممثلين في رجالكم ونسائكم وأبنائكم الطلبة والطالبات.. شعب المناصير يناديكم أنقذوا حواء المنصورية.. وردوا إليها وطنها الآمن.. فهلا استجبتم..!! التيار