العصب السابع مؤتمر التأليم..!! شمائل النور أظن أنها كانت أشبه بابتدار جملة مرافعات في محاولة لتصريف أس مشكلة التعليم إلى مسارات أخرى، فقد شكت وزارة التربية والتعليم في مؤتمرها الصحفي قبيل المؤتمر العام للتعليم الذي سينعقد خلال الأيام القادمة، شكت الوزارة من تعدد مناهج كليات التربية وطالبت بإعادة النظر فيها وتدريب المعلمين، حسب خبر \"التيار\".. نعم إن المعلم ركن أساسي ومهم جداً في العملية التعليمية، لكن ولو تصححت جميع مناهج كليات التربية ولو بلغ هذا المُعلم مبلغاً عالياً رفيعاً من التدريب والتأهل والخبرة، ماذا بإمكانه أن يفعل وحده فسوف يقوم في نهاية الأمر بتأطير تدريبه وتأهيله وخبرته وفق المناهج الموضوعة بواسطة وزارة التربية والتعليم ووفق سياساته المنتجة في التربية والتعليم، أي لن يأتي بمنهج جديد، فكل الخبرة والتأهيل سوف تنصب في أساليب وطرق التعلم والمعرفة وكيفية حقن التلاميذ بمادة المنهج، فماذا يُفيد لو كانت هذه المادة نفسها بها من الخلل ما بها. عندما شرع مشرعو العملية التعليمية الجديدة في إحداث التغيير المطلوب في مضمون العملية التعليمية، أول وأكبر ما أُرتكب في حقها هو المناهج التعليمية، سحب المنهج القديم الذي لا يلبي حاجات المرحلة، ثم إدخال منهج جديد عمل بكل جهد على تجهيل الأجيال القادمة وتفريغ عقولها، وقد نجح وها هي ثماره الآن بين أيدينا، ثم إدخال مواد إنصرافية لا تتوافق أبداً والمرحلة العمرية التي هي بذرة ونواة المعرفة، وعليها إما أن تأتي أجيال تحمل عقول يُرتجى منها، وإما ضياع الأمم، ثم سياسة تغيير السلم التعليمي لزوم التغيير في الشكل، الذي أثبت أنه ما هو إلا \"حركة في شكل وردة\" حذف سنة ليختل السلم التعليمي ونتميز عن بقية دول العالم بأننا \"فاطين سنة\" هذه السنة التي تم دمجها بين مرحلتي الأساس والثانوي بعد تلاشي المرحلة المتوسطة، أحدثت فرقاً كبيراً وواضحاً أخل بالعملية ككل...لكن السلم التعليمي أمره قد يكون أقل خسارة رغم الملاحظات التربوية التي رصدها أهل التشريع أنفسهم خلال المنتديات التمهيدية لمؤتمر التعليم العام، أما المناهج فلا تقبل إلا مراجعات جذرية شاملة وجادة وحاسمة... هناك مواد دخيلة تم إدراجها دون دراسة عميقة حول جدواها المهم تجديد والسلام.. هذه المواد نحتاج إلى سحبها فوراً، وهناك مواد ينبغي أن يتم إدراجها كما يحدث في كل العالم، فالعالم لا ينتظرنا حتى نصحو من جاهليتنا. عندما ثار إبراهيم أحمد عمر خلال المؤتمر التنشيطي لقطاع الفكر والثقافة، صب كل غضبه على المناهج التعليمية، وقال يجب أن نجد إجابة هل هذه المناهج، مناهج تعليمية حقيقية أم أنها حشو؟، الآن حان وقت إيجاد الإجابة القاطعة، نتمنى مواجهتها بكل شجاعة والاعتراف بكل الأخطاء التي لازمت العملية التربوية، بكل مصداقية وإيجاد حلول لها عبر خبراء تربويين علميين تكنوقراط صرف.. كفانا أفكار جهنمية في التعليم. التيار