بشفافية حديث كرتي.. جزء من النص مفقود حيدر المكاشفي الجزئية المتعلقة بمثلث حلايب التي وردت في حديث السيد وزير الخارجية على كرتي لبرنامج مؤتمر اذاعي الذي أذيع الجمعة والتي قال فيها أن الوقت غير مناسب للمطالبة باعادة مثلث حلايب نسبة لظروف «المخاض» التي تمر بها مصر، يشبه تماماً رسائل ال «SMC» الناقصة والمبتورة والتي تأتيك مذيلة بالعبارة المحفوظة «جزء من النص مفقود»، وقد ذكرني حديث كرتي المكرور حول حلايب بحكاية المحادثة التي دارت بين المسنوح وخطيبته، قيل قالت الخطيبة لخطيبها وهي تشرح له اهتماماتها وأهم الأشياء عندها أن أكثر شيء يهمها هو «الاخلاص» فرد عليها الخطيب قائلاً: «وأنا أهم شيء عندي «الحمدو» وهكذا كان كرتي فرغم آلام «المخاض» التي تعانيها مصر إلا أنها لم تمنعها من المضي قدماً و«باخلاص» في تمصير حلايب بالكامل هذا إذا لم تكن قد تمصرت وإنتهت، بينما السيد كرتي «يحمد» لها هذا الصنيع ويقول ليس من الاخلاق إزعاج الحامل، ربما هي غفلة كرتي «و«طيبته» التي جعلته لا يتصور أن مصر التي «تتمخض» الآن قد تلد حلايب بين من سينجيه مخاضها هذا الذي أشار اليه، فمصر الرسمية لم تكف لحظة من اعادة بناء حلايب على الطراز المصري «من ما جميعه» - بنايات وثقافة وادارة... الخ، وكلما صرخ السودانيون أن أدركوا حلايب أجابتهم مصر ببناء شيء جديد، غير آبهة بل وواثقة من تبعية حلايب لها، مثل ثقة الزعيم الراحل أبو الوطنية ورافع علم الاستقلال اسماعيل الازهري في براءته من تهمة الفساد التي بدأ يشنشن بها البعض عندما رأوه يحاول تكملة تشييد منزله وهم لا يدرون أنه قد إستلف المال من أحد التجار، فكان يقول كلما سألوني من أين لك هذا أجبتهم بطابق آخر، وعلى هذا المنوال مضت قضية حلايب، مصر الرسمية تبني و«تتوهط» بينما الرسميون السودانيون يلتمسون لها الاعذار.. ولكن كيف يُعذر من لم يرفع يده عن حلايب حتى وهو في حالة «مخاض» لم تمنعه الآلآم من أن يهتم بتلك البقعة القصية مثل اهتمامه بالقاهرة، وكيف يُعذر من رمى بكل التفاهمات التي جرت حول حلايب لجعلها «منطقة تكامل وتعاون» بدلاً من أن تكون محلاً للتنازع والتجاذب خلف ظهره ولم يعرها أدنى اهتمام بل أسرع في إحتوائها ومصرنتها لا يلوي على شيء ولا يعترف بشعارات التكامل اللهم إلا من باب كسب الوقت ولا يعتمدها إلا كصيغة للاستهلاك، ولو ان مصر ما بعد الثورة قد أبقت الاوضاع في حلايب على ما كانت عليه قبلها ورفعت يدها عنها لحين الفراغ من «مخاضها» لجاز حينها للسيد كرتي أن يقول ما قال، اما أن يقول ذلك في ظل عمليات التمصير الجارية بلا هوادة ولا توقف، فهذا ما لا فرق بينه وبين قول أحد المصريين الساخرين ماذا لو أهدانا السودان قطعة الارض هذه كما أهدانا قطعان الماشية فحلايب ليست أعز من مثلث اليمي والفشقة كما قال... الصحافة