م. عبدالرحمن الماحي / الامارات العربيه - ابوظبي [email protected] اصدرت وزارة الخارجيه السودانيه قرارا وزاريا بالرغم 8 للعام 2012 بتاريخ 29/2/2012 ممهورا بتوقيع السيد الوزير الهمام فضل عبد الله فضل وزير الدولة بوزارة التجارة الخارجية السودانيه يقضي بحظر استيراد الاسبيرات المستعمله (السكند هاند) بحجة تقليل منصرفات الدوله من النقد الاجنبي وحجه اخري مفادها انهم في وزارة التجاره لا يريدون للسودان ان يكون مكبا لنفايات العالم,, ولكن يبدو ان هنالك حجج ومبررات اخري مسكوت عنها,, اذ ارتفع سعر الاسبير الجديد بنسبة 10% (رغم اسعاره المرتفعه اصلا) بمجرد صدور هذا القرار,, بالمقابل فانه لم يحدث اي ارتفاع لسعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار ,, بل علي العكس اذ انه من المتوقع ان يزيد الطلب علي الدولار في الفتره المقبله لمقابلة احتياجات استيراد الاسبير الجديد,, ما قد يفاقم من المشكلة المزعوم علاجها باصدار هذا القرار.. الغريب في الامر ان وزارة التجاره ظلت تستخرج شهادات الاستيراد للمستوردين الجدد دون ان تخطرهم بأن هنالك قرار يتم الاعداد له قد يحظر عليهم استيراد مثل هذه السلع,, وهذه معلومه يتوقعها اي شخص من اي مؤسسه محترمه ينوي التعامل معها في مقبل ايامه.. بطرفي اوراق احدي هذه الحالات (التي اعرف صاحبها جيدا) تفيد بأن اصدار شهادة الاستيراد كان بتاريخ 14/2/2012 وان هذا الشخص (بعد ان انفق كل ما لديه للاستثمار في هذا المشروع) وبعد ان قام بتسديد كل الرسوم المفروضه عليه من قبل الدوله,, غادر الي كوريا وشرع فعلا في شراء جزء من الحاويه(50% تقريبا) قبل ان يفآجأ بهذا القرار الجائر والذي يستثني فقط من كانت بضائهعم بالمواني بتاريخ 1/3/2012 او قبل ذلك .. بنظره سريعه لتداعيات مثل هذه القرارات الارتجاليه غير المدروسه وآثارها السالبه في الناحيتين الاقتصاديه والاجتماعيه علي المواطن البسيط ,, نجد ان بعض الاجهزه الحكوميه اصبحت تمعن التعنت والاصرار علي كل ما من شأنه ان يثقل كاهل هذا الشعب المغلوب علي امره والذي تعمل به شريحه لا يستهان بها في هذا القطاع بطريقه مباشره من موردين – تجار اجمالي وتجار تجزئه – فنيين صيانة السيارات و الشاحنات والمعدات الثقيله من ميكانيكيين وكهربائين وفنيي السمكره والحمالين وغيرهم,,اضافه الي الذين يعملون بهذا المجال بطريقه غير مباشره مثل اصحاب المركبات العامه والخاصه واصحاب الشاحنات وغيرهم ,,كل هؤلاء اضافة الي المواطن الذي سوف ينعكس ذلك وبطريقه مباشره علي حركته اليوميه والمعتاده,, حيث سيترتب علي كل ذلك زياده في مقدار ما سيدفعه من منصرفات تنقله وترحيل مستلزماته... ومن المعلوم ان تجارة قطع الغيار المستعمله رائجه جدا في كثير من دول العالم ممن هم افضل اقتصاد منا,, خذ دوله مثل دولة الامارات العربيه مثلا,, ورغم الفارق الكبير في مستوي دخل الفرد فيها عنه في السودان نجد ان اسواق الشارقه تعج بتجارة المستعمل المرغوب بنسبة 90% عن الجديد ,, ولم نسمع يوما عن نفايات ولا عن غيرها من افتراءات او مبررات وهميه.. ختاما ان البوعزيزي لم يشعل شرارة الثوره الا عندما تمت مضايقته في رزق يومه ,, وان معظم النار من مستصغر الشرر..