تراسيم.. شكرا سيدي الرئيس!! عبد الباقي الظافر بعيد نكسة يونيو 1967 خرج الرئيس المصري جمال عبدالناصر، معلناً استقالته من منصب رئيس الجمهورية.. ناصر كان في ذلك القرار يتحمل بكل شجاعة مسئولية الهزيمة النكراء في حرب الستة أيام.. مصر خرجت عن بكرة أبيها ترفض استقالة الرئيس.. سواء كانت تلك الخطوة حقيقة أم تكتيكاً فقد عدت من أمجاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. حكمة عبدالناصر غابت عن الرجل الذي بسط حكمه على مصر بعد موت عبدالناصر بنحو عقد من الزمان..حسني مبارك بعد ثلاث عقود من السيطرة المطلقة لم يختار النهاية التي تحفظ تاريخه..حتى بعد ان بلغ من العمر عتيا فكر في توريث الجمهورية لنجله جمال..النتيجة ان ذات الجماهير التي منحت عبدالناصر ولاية رئاسية خرجت تملأ الافاق لتزيح حسني مبارك من عرش مصر. أمس الأول تحدث رئيس الجمهورية المشير البشير للراية القطرية..المشير اكد بوضوح انه لن يكون رئيساً في الدورة الرئاسية القادمة.. بل تقدم الرئيس خطوة حاسمة للأمام وأعلن أن مؤتمر حزبه العام في عامنا المقبل مطلوب منه تسمية خليفة.. هذا القرار الشجاع سيكتب في سجلات البشير .. البشير يدرك أكثر من غيره أن شعبنا ملول.. وأن ربع قرن من الإقامة في بيت الضيافة طويلة جداً. ما إن جدد الرئيس البشير عزمه للتنحي حتى تعالت أصوات أن مثل هذا القرار يجب أن تتخذه أجهزة الحزب.. وغداً سيهمس كثير من أصحاب المصالح أن الوطن سيغرق إن غادره المشير.. ولكن مثل هؤلاء هم الذين كتبوا على رؤسائنا من العسكريين أن يمكثوا في القصور إلى أن يخلعهم الشعب في انتفاضات شعبية. في تقديري أن على الحزب الحاكم أن يستوعب رغبة الرئيس في الترجل.. وأن هذا الانسحاب يجب أن يشمل طائفة من الذين احتكروا الساحة العامة منذ ليلة الإنقاذ الأولى.. وأن قرارالبشير في مغادرة الساحة يجب أن يشمل أترابه في الأحزاب.. يغادر الإمام الصادق ويتنحى الشيخ الترابي ويستقيل محمد إبراهيم نقد.. الأجيال الجديدة تبحث عن فرصتها فامنحوها ذاك طوعاً.. بلدنا في أمس الحاجة إلى تجديد الدماء. آمل من الرئيس أن يقود تغييراً في ذهنية أركان حزبه.. يصبح الحديث عن خلافة الرئيس لا حرج فيه.. هذه الخطوة يمكن أن تتحقق إذا طلب من مؤتمرات الحزب الحاكم على مستوى الولايات أن تقدم مرشّحيها لمنصب الرئاسة.. مثلاً أن تقدم ولاية البحر الأحمر الدكتور عبدالرحمن الخضر مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية.. وتختار ولاية الخرطوم المهندس شرف الدين بانقا خياراً لها في قصر الرئاسة.. أو أن تختار شمال دارفور الحاج آدم لمنصب الرجل الأول في السودان.. ويمكن للنيل الأبيض أن تعضد الرغبة في رؤية الحاج آدم رئيساً لكل السودان. هذا السيناريو يجعل إمام المؤتمر العام للحزب الحاكم عدداً من الخيارات.. ويمكن أنصار حزب الشجرة من فحص الرؤية الوطنية لكل المتسابقين.. ويقدم لجموع الشعب السوداني نموذجاً يستحق الاحترام. إلى هنا (كتر خيرك) سيدي الرئيس. التيار