[email protected] المثل السودانى عندنا يقول (جا يكحلها عماها) .. لا أدرى أن كان جيل (حرامى القلوب تلب) الذى حرمه النظام من (الثقافه) ومتعة القراءة ، يفهم مثل هذا المثل أم نستعين بمترجم! وفى مشهد من مسرحية (شاهد ما شفش حاجه)، أدلى ضابط المباحث الذى كان يحقق مع الممثل الكوميدى (عادل أمام) بمعلومات تبرأه من تهمة قتل راقصه تسكن بجواره، لكن (عادل امام) من نفسه تطوع وسأل الضابط: (ومال الدم اللى على البنطلون ده جا من فين)؟ الشاهد فى الأمر .. شاهدت بالأمس برنامجا على قناة النيل الأزرق ضيفه (والى القضارف) والى جانبه وزير زراعته.. وكان (الوالى) يتحدث بعنجهية وكبر وتعال غريب .. وكأن ولاية القضارف بل السودان كله اقطاعية مملوكة لسيادته ولو كان فوقه مسوؤل يتابع ذلك البرنامج ويجيد فهم الخطاب من عنوانه وتهمه مصلحة الوطن لأعلن على الهواء ابعاده عن ذلك المنصب، فمثل ذلك الوالى الذى يتحدث عبر اجهزة الأعلام بهذا الصلف محقرا جميع الصحفيين ومسيئا اليهم، كيف يتعامل مع أصحاب الحاجات ومن لهم غرض أنسانى وزراعى وتجارى اذا طرقوا باب مكتبه؟ وما هو انكأ من ذلك أن هذا (الوالى) الذى ظهرت عليه ملامح الراحه والترطيب أكد بنفسه فساد النظام ودون الحاجه الى دليل. فقد ذكر بأن مرتب الوالى لا يزيد عن 3 مليون و400 الف جنيه وأن مرتب رئيس الجمهوريه 10 مليون – بالطبع بالسعر القديم – وقبل الحرب التى افتعلوها مع الجنوب من أجل تحجيم المعارضه السودانيه وحرمانها من ظهر تتكئ عليه وهى تمارس النضال المشروع من أجل ازالة نظام الفساد ، بعد أن ضيقوا على المعارضين فى العديد من دول الجوار، تارة بالضغط علي تلك الدول وأستغلال مشاكلها مع بعضها البعض كما هو الحال بين اثيوبيا وارتريا، وتارة باغداق الهبات والعطايا والمنح والصرف بلا حدود من مال البترول وعقد (النكاح سياسى) كما حصل مع (تشاد) واساليب أخرى معلومه مع دول أخرى، والهدف من كل ذلك أن يبقى (نظام) الفساد والأستبداد متشبثا بكراسى السلطه ليواصل المزيد من نهب المال العام ومن تمزيق الوطن وتشظيه. ومن يخدع هذا الوالى بربكم ؟ وهل منصرفات (العصابه) وصرفها البذخى وأغداقها على الأرزقيه والعملاء، تكفيه تلك الثلاث مليونات أو العشره التى يتقاضاها المسوؤل أو الرئيس، اذا كنا نعرف بعض الجهلاء و(المصلحجيه) الذين يطبلون للنظام صباح مساء ويحصلون على مئات الملايين، فهل نصدق أن (الوالى) أو رئيسه يكتفون بما يحصلون عليه من مرتبات مثل التى ذكرها؟ وتساءل (الوالى) بذات (الصلف) قائلا : لا أدرى لماذا لا يعلن المسوؤلون من أنفسهم مرتباتهم ومخصصاتهم حتى يعرف الشعب ماذا يحصلون؟ والوالى (الطيب) لا يعلم بأن اعلانه هذا سوف يثير دهشة ابسط الناس فى السودان، ويؤكد فساد (العصابه) لأنهم يعرفون بأن (افراد العصابه) فى جميع المواقع يصرفون المال بلا رحمه يمينا وشمالا، وينكحون النساء مثنى وثلاث، فهل يتم ذلك بالماء والبلح؟ ثم حاول (الوالى) الطيب .. أن يعدلها ، فقال الناس لا يعلمون بأننا نصرف من مدخراتنا ومن أعمالنا الخاصه (الخاسره) ، فلم أفهم كيف يصرف انسانا من مجال خاسر، مثلما لم افهم، هل غيرت (حكومة السودان) أرثها الذى عرفت به وقوانينها فسمحت للمسوؤلين الحكوميين بممارسة التجاره والأعمال الخاصه، أم تحولوا الى (كفلاء) بالأضافة الى وظائفهم ، مثلما يحدث فى بعض الدول العربيه؟ وأخيرا .. ماهى قصة أخونا (حاج آدم) نائب الرئيس الذى – كان - وحتى وقت قريب جدا معارضا شرسا ومطاردا ومطلوبا لنظام الفساد .. هل لدى الرجل احساس بأن النظام لا يثق فيه، لذلك لم يهدأ اللعب لحظه منذ أن استلم منصب نائب الرئيس الثانى – وطوالى متور نفسو وقائم بنمرة 5 - فى أى قضية تدخل فيها، حتى أنه أعلن محاربة الجنوبيين والعمل على عدم بقائهم فى الشمال قبل الدخول فى الحرب الأخيره، وعلى عكس ما كان يردد رئيسه واصحاب القرار فى نظام الفساد؟ على (حاج آدم) أن يتذكر بأنه من ابناء (الهامش) وبالتحديد من دارفور التى تعانى مثل الجنوب، وربما يأتى يوم تفصل فيه (العصابه) التى يعمل معها الآن ذلك الأقليم وربما انبرى وقتها (معارض) عائد مثله لدائرة الشر وطالب بعدم بقاء أهل دارفور فى الخرطوم وحرمانهم من الأبره والخيط، فكيف يكون موقفه وقتها؟ يا حاج .. روق وأهدأ فقد اقتنعت العصابه بأنك مخلص ولن تعود لحمل السلاح مرة أخرى، فدخول القصر الجمهورى و(الكندشه) وأكل الأيسكريم ليس مثل أكل (الفول) و(البوش)!