.. [email protected] لست محللا نفسيا ولا حتى باحثا اجتماعيا ، ولكن تجاربي المتواضعة في الحياة والتعاطي مع الآخرين ،علمتني أن الشخص الذي لا يرى نفسه الا بعيونه هو ، ولا يسمع صوته الا بأذنه ، او من يطلق عليه بالانسان النرجسي الذي يعبد ذاته رغم أنه لا يملك من العلم ولا العقل الا مقدار ما يغذي تلك الروح المريضة بالمزيد من الوهم ، وليس فيه من الجمال الخارجي ولا المضمون الداخلي ، الا ما يصوره له الغباء الذي يسيطر عليه ، وفي النهاية تجده يحترق في نار انانيته التي تبلغ حالة الجنون ! وهكذا نجد الانظمة الشمولية على شاكلة نظام الانقاذ الذي بدأ الان يدفع ثمن ذلك الوهم وقد عاش فيه طويلا ، متصورا أنه أجمل الحكومات التي طافت على السودان ، رغم ما سببه من أذي لانسان هذا البلد الطيب وأرضه وتاريخه و سماحته ، وهكذا مثله ينحو النظام السوري الفاشي وقبلهما ، انظمة سادت طغيانا وقال سادتها ، أنا ومن بعدي يغلق كتاب تاريح العظماء والخالدين ! وكانوا في حقيقتهم نمورا من ورق صنعوا لانفسهم بالمال والجبروت طلاءات والوانا خارجية توحي للناظر من بعيد بانهم أقوياء ، ويزيد من ذلك الوهم ، الاعلام الببغائي والبطانات السيئة والانتهازيون المنتفعون الذين ارتبط مصيرهم ببقاء النظام او زعيمه وهلاكهما ! ولكن حينما هبت النفخة الأولي من صدور الجماهير المحتقنة لهبا وغضبا ، ما لبث نمر الورق وكل ثيران وأبقار حظيرة نظامه أن ترنحوا ، ورغم مقاومتهم كانوا يرتطمون بجدار الحقيقة المرة ولم يحمهم ، السور الكاذب من التلاعب بالمبادي والقيم والغقائد، ولا السلاح الذي ارتد الى نحرهم جميعا ! فكان السقوط الذي اذهبهم الى جحيم اللعنه التاريخية ! الان نظامنا يا شعبنا الغافل ، يمسك في هلع على ازاره المهتريء لسترة عوراته القبيحة، ويتلفت خائفا من ظلال القادم التي بدات تلوح في أفق عمره المتبقي القصير ، فالازمات الداخلية تخنقه والعزلة الخارجية تضيق عليه ، وهاهي الدول الافريقية ، تقول له كفي عيشا في الوهم ، فمصالح شعوبنا ، أهم من حماية رئيس لم يحرص على حياة شعبه ، وهو لايزال يتوهم أنه هو ونظامه ( صاح ) وكل العالم خطأ..! ويبقي السؤال وقد أدرك العالم كله تلك الحقيقة ، بل وقاربت مرارتها حلوق الكثيرين ممن كانوا يلعقون أحذية النظام ذاته ، فمتى يزول الخدر الذي تعيشه أنت يا شعبنا! وقد جاوز الظالمون المدى ، وبلغ سيلك الزبا ..! يا هداك الله من شعب طيب ، ما عهناك مصعرا خدك يوما لمن أذّل كرامتك وباع وطنك ، ولا زال يعتقد أنه هو الأجمل في تاريح حياتك ..وهو الصواب وكل العالمين غلط ! أعانك الله على ظلمه .. انه المستعان .. وهو من وراء القصد..