– الرياض [email protected] غير خاف على الجميع أن الحكومة تعيش هذه الأيام أزمة اقتصادية خانقة لم يسبق لها مثيل تمسك بتلابيبها وتوشك أن تطيح بها، فالجنيه السوداني في هبوط مستمر وتقهقر أمام الدولار وبقية العملات العالمية الأخرى والغلاء يطحن المواطن الغلبان بعد أن نضبت موارد الحكومة من الصادرات وجف ضرع البترول بعد انفصال الجنوب. وفي ظل هذه الظروف العصيبة تنتشر الشائعات والخزعبلات التي يقصد بها تهدئة فورة الغضب عند الشعب، ومن ذلك ما نقلته الصحف قبل أيام عن اكتشاف كنز ثمين تحت بعض المنازل بحلفا الجديدة قدره 21 طن من الذهب الخالص.. وهلل المسئولون للاكتشاف وكبروا وقالوا إنه سيحل أزمة البلاد الاقتصادية واستجلبوا أجهزة الكشف عن الذهب وهدموا المنازل وبدءوا الحفر .. وأكَّدوا بأنهم سيبشروا أهل السودان بهذا الكنز خلال 24 ساعة. ويقود فريق البحث المعتمد السابق لنهر عطبرة والمعتمد الحالي ومعهم فكي (أعمي) هو الذي يرشدهم إلى مكان البحث .. وبالأمس تحدث المدعو بله الغائب المشهور بتسخيره للجن وزعم وجود أطنان كبيرة من الذهب مدفونة تحت عنابر سجن النساء بأم درمان تكفي لحل جميع مشاكل السودان حسب زعمه .. وعلى الفور قامت السلطات بشراء أجهزة الكشف عن الذهب وقررت هدم عنابر السجن في الأيام القادمة ونقل المسجونات منه الي دار الانتظار ببحري .. جدير بالذكر أن هذا المشعوذ الغائب الذي يقول عن نفسه أن الله أتى به رحمة للسودان (أنا بعتبر ربنا جابنى رحمة لناس المليون ميل مربع) كان قد كان قد شارك بورقة عن اشتراك الجن في اكتشاف البترول في السودان في مؤتمر الإستراتجية القومية الشاملة الذي انعقد في قاعة الصداقه في الخرطوم في 1990م .. وفي لقاء أجرته معه صحيفة الأهرام السودانية يوم 4 نوفمبر 2010م توقع الغائب هروب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير إلى دولة مجاورة لم يسمها ، كما توقع أن يصوت الجنوبيون للوحدة بنسبة عالية .. وتحدثت مجالس الخرطوم وخاضت في هذه النبوءة كثيراً حيث صدقها أقوام وكذبها آخرون وكتب الصحفي مكي المغربي في صحيفة السوداني بتاريخ 10 / 11 / 2011م مقالاً بعنوان عزيزنا سلفاكير .. ليست نبوءة فحسب بل توقعات ذات صلة بالواقع وقال فيه إن النبوءة هي علاقة مقدسة بين الخالق والخلق .. وكان قبل ذلك عند اختفاء طائرة قرنق في 2005م قال هذا الغائب إن قرنق لم يمت وإنه سيظهر.. وشاء الله أن يكذبه على الملأ .. وفي لقاء صحفي آخر ذكر هذا الغائب أنه زار الرئيس البشير وأنه كشف له أنه سيحكم السودان ثمانية عشرة عاماً وخمسة وعشرون يوما ودعا القوي المعارضة ألا تهدر وقتها وجهدها في محاولة تغييره، ثم عاد يقول: ومن فضل الله على البلاد أن المدة الأولية قد تمت زيادتها للرئيس البشير بعد أن أوفى وعده وحقق التنمية، وأنه - أي الرئيس البشير - سيحكم السودان لسبع سنوات قادمات .. وها هو الآن يقول إن المدة التي سيحكمها البشير واحد و ثلاثين عاما وخمسة وعشرون يوما لا تنقص يوماً.. وفي لقاء آخر سأله أحد الصحفيين عن مستقبل السودان فقال: بلة: - السودان دة ما فى أى دولة حتحصلوا في الثروة والرخاء ولا حتى دول الخليج ذاتها .. الصحفي: - وبالنسبة لأمريكا ومجلس الأمن؟ .. قال بله: - لا لا لا أمريكا ما جاياكم ما تخافوا .. الصحفي: - الأيام دي أظنك سامع بالقوات الأممية ؟.. قال بله:- يا ابني ما فى أي قوات دولية خاشة عليكم .. ودة خليهو سر بيني وبينك .. الصحفي: - لو سمحت لى ننشروا على الأقل دا يمكن يطمئن الناس .. بله:- قول ليهم ما فى أي قوات خاشة لا في غرب السودان ولا في العاصمة .. مما يؤسف له بحق أننا في القرن الحادي والعشرين ونعيش تحت ظل دولة الشريعة المزعومة وتستمع الحكومة إلى المشعوذين والدجالين بدلاً من القبض عليهم وإعدامهم .. http://www.youtube.com/watch?v=QhtozwvZfDk البشير سيحكم السودان 31 عاماً