[email protected] هذه الايام الحكومة بين نارين -اي من النارين احر من الاخري -ان ترفع الاسعار وان تخفض المناصب الدستورية ...النار الاولي يمكن ان تولع الشارع ( الاصلو مولع وتلج هجليج وانتهي زمانه ) والنار الثانية هي نار المؤتمر الوطني الداخلية هذه كالمرجل او التنور والعياذ بالله من فورة التنور !!!! *اول زيادة علي سلعة استراتيجية كانت في السكر في مرحلة الديمقراطية الثانية وفي حكومة الصادق المهدي اواخر الستينيات من القرن الماضي ويومها لم يتكلم احد ولسبب بسيط وجوهري هو ان الحكومة كانت شفافة فقدقال وزير ماليتها حمزة ميرغني حمزة ان الزيادة ناتجة عن احتراق عدد من الافدنة من قصب السكر بمشروع خشم القربة واعطي معلومات دقيقة وان تلك الخسارة تكلفنا زيادة سعر السكر قرش واحد اي من سته قروش الي سبعة قروش وبفترة محددة !!!! *الزيادة الثانية في سعر السكر وكان سلعة استراتيجية اكثر من البترول تمت في اوائل عهد مايو ويومها تمت الزيادة ضربة لازب هكذا من غير شفافية ولا معلومات لتغطية اشياء لا تهم الناس بل تهم النظام وحمايته وقد كانت الزيادة كبيرة نسبيا بملغ وقدره خمسة قروش دفعة واحدة اي قفز الرطل من سبعة قروش الي 12قرش ويومها حدثت احتجاحات من نقابيين داخل الاتحاد الاشتراكي مما ادي الي غضب الرئيس نميري وقيل انه اغمي عليه لدرجة ان البعض قاموا بعمل (الهبابه) بدل المروحة وعلا صوت حرائر الاتحاد الاشتراكي بالبكاء حزنا علي القائد الملهم والخوف من موته ويمكن ان تضيف لهذه الرواية الاستاذه آمال عباس كثيرا فقد كانت احد البواكي ولكن علي الجانب الآخر اي جانب الشعب فقد احتج الناس احتجاجات محدودة وهنا لا بد ان اذكر ان احد اجدادنا لم يسمع خبر الزيادة وجاء ليلا علي العشاء فوجده ماسخا فسال ابنته اين السكر فردت عليه انت من زمن السكر النميري زادو فقال لها زادو كم قالت زادو الي12قرش فتشهد واكمل عشاءه وظل جالسا علي (قوزه) يلعن في نميري وثورة مايو طول الليل حتي آذان الفجر فخرج الناس يا حاج ما بتنوم فرد عليهم ( النوم الجاكم شنو والشقي دا زاد السكر )واشهد للرجل كان ضد مايو حتي سقوطها بسبب هذه الزيادة *كذلك هناك زيادات اخري في بعض السلع التموينية في عهد مايو ووزير التجارة البرف محمد هاشم عوض الذي تضاربت الاقوال هل استقال ام اقيل والشاهد ان الرجل احتج علي تلك الزيادات وترك منصبه لانه لم تتم استشارته في ذلك ويومذاك كان بيت البرف هاله من الفرح ومظاهرة كبيرة تدل علي مكانته وانه اتخذ القرار الصحيح !!!!!!! *آخر الزيادات في عهد مايو هي التي اودت بالنظام للهاوية ومزبلة التاريخ وخرجت المظاهرات يومها (اتنين عقر غلو السكر )وكانت الهتافات تقصد الرئيس نميري ومحافظالخرطوم مناع !!!!!!! *في الديمقراطية الثالثة تمت الزيادات ايضا في عهد وزير المالية الراحل عمر نور الدايم من جنيه الي 3جنيه وكانت تلك توفر للخزينة 7 مليار جنيه ورغم الشفافية والمعلومات الا ان ضغط الشارع ومن ورائه الجبهة الاسلامية لتجهيز المسرح للانقلاب جعل الحكومة تتراجع !!!!!!! وجاءت الانقاذ ومعها الوعود البراقه والاماني السندسية التي تمت زراعتها في مشروع سندس الزراعي والذي لم يثمرشيئا حتي الآن رغم ان مديره يملأ شاشات القنوات الفضائية شعرا ونثرا وبعد 23عاما من المسغبة ها هي النيران تولع من جديد ولكن هذه المرة اصبحت في سلعة البترول الذي اصبح استرتيجية بفضل الصرف اللامنتهي في الامن والحروب والمناصب الدستوريةوهكذا لم تجد الانقاذ في نهايات الحلم الضائع شيئا تضيعه غير الانسان السوداني تري علي اي مرفا سترسو بلادنا الطافية علي بحور من الاحزان والخذلان واسوأ من كل ذلك غياب الامل وبوصلة الطريق !!!!!!!