/ خواتيم يونيو 2012م [email protected] البطل القومي الشاعر الأستاذ/ محجوب شريف، شاعر الشعب، مُلهِم الثورات السودانية، الإنسان المبدع النظيف المرهف الشجاع، الرئة التي يتنفس بها الأحرار، متعه الله بالصحة والعافية وبارك فيه وفي أصله ونسله وهو يتحف الثورة السودانية المتفجرة لتوِها برائعة " أو فأنتظر" التي أقتبس منها العنوان أعلاه من ذروة سنام القصيد عندما يقول الشامخ محجوب: حكّم ضميرك يا ولد، أمشي إستحم وإعتذر، وأغسل يديك من كل ما يخليك أمام روحك قذِر!.. ما أروعك يا محجوب وانت تسدي النصح لمن لا ينتصح، مجرم سادر في غيه وشيعته من أسوأ خلق الله خُلقاً، هذه الثلة اللئيمة يجب أن نعبِّد لها الطريق إلي الفناء العاجل علي أيدي شباب ثورة الخلاص الوطني، ثلة فاسدة ومفسدة و والِغة في دم شعوب السودان إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب وبيوت أشباح وإغتصاب الحرائر وعنصرية بغيضة، وفساد لا يضاهيه فساد. لست ناقداً لنصح الشاعر الملهِم محجوب شريف، حبيب جميع شعوب السودان وشعره الثوري الذي يمنح الشعب الوقود وال Moral ولكني أنظر إلي بصيرة الشاعر محجوب شريف وحكمته وخبرته الطويلة في الكفاح والمقاومة فهو مدرسة فريدة في ذلك، ولكن رد الطاغية علي نصح محجوب جاء عاجلاً، عندما خرج للناس ليلة البارحة 24 يونيو 2012م وليته لم يخرج ليصف طلائع الثوار ب"شواذ الآفاق"، هذا هو الطاغية 23 عاماً من الإفلاس اللفظي والكذب والشتم والقتل والسحل والفساد، فيجب ألا يرجو الشعب منه غير ما يملك، ففاقد الشيئ لا يعطيه. هذا هو الطاغية وهذا الذي عنده، ففوق الذي عنده ماذا تطلبون. إن حنق شباب الثورة ونزقهم، ومعاناة الشعب وشعوره الطاغي بالظلم والمهانة يشعِر الفرد بالرغبة في الإنتقام من هذا النظام السرطان المُسمي المؤتمر الوطني. هذا، وقبل صدور القصيدة الجديدة والحكِمية "أو فأنتظر" كنت أقرأ رائعة أخري لمحجوب شريف، أحسب أنها أكثر تحفيزاً للثوار اليوم بعد أن إستفزهم الطاغية، وهي بعنوان: يا اللي بتسمع والما بتسمع، التي تحرك الدماء داخل العروق بسرعة جنونية وخاصة في (الختمة) حين يعلوا فيها القصيد إلي قمة شاهقة، يقول أبو الثورة والثوار محجوب شريف في نارية فاتحتها: لازم تفتح أضانك وتسمع، صوت الشارع لما يدَّوِي، كل قِلاع الخونة بتهوي، وكل جِباه الكهنة بتركع، وشمس الحق السرقو شُعاعها، بُكرة بأمر الشعب بتطلع.. ويتوهج لهيب القصيدة الحارق في مقطع آخر ليقول: دايرين نختم نحن كلامنا، ودايرين نختم نحن ختامنا، للأحرار نديها تحية، وللثوار تعظيم وسلام، ونحن فوق الشمس مقامنا، ونحن جبين الشمس مُرامنا، ونحن وقود الحارَّة ونارها، ونحن منِية الباغي سهامها، إلا إرادة المولي أرادت، حكمَت فينا وفي حُكامنا، بعد ما المهدي الصلَّي إمامنا، بعد الدُرر الضوو جبيننا، بعد الدُرر الزانو زماننا، جات البقرة عشان تحكِمنا، وأم رخم الله مشت قدامنا، جلَّ جلاله الملك الواحِد، يأتي وينزع، يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، يا البتسمع والما بتسمع، يومك قرَّب يا ظالمنا، وبكرة حنأخذ منك تارنا، وما بنرجاهو حساب الآخرة، داكا حساباً من غفارنا، يمكن يصفح ويمكن يسمح ويمكن يعِدَّك من أشرارنا، إلا انحن حسابنا براهو، يوم الحارة بتوقد نارنا، تحصد كل الداسو حقوقنا، تحصد كل الخربو ديارنا. دايرين نعرف وين شهدائنا، دايرين نعرف وين أحرارنا، والشرفا الراحو أونطة من طلابنا ومن أحرارنا، والآلاف الشردتوها من خبراتنا ومن أخيارنا. نحن عرفنا البير وغطاها، ونحن خلاص قررنا، ونحن حنضرب كل العملا، ونحن حنضرب كل الجهلا، ونحن حنغبن عصابة القتلة، ومن الباغي حنأخد تارنا، وعالية ترفرف راية العِزَّة، وغالية عزيزة حترجع دارنا، ونور الفجر القادم يسطع، يا البتسمع والما بتسمع. وفي مقطع آخر من القصيدة يبدع الأستاذ ويلهمنا بأسمي القيم حين يجود: الإنقاذ ما بالدبابة، ولا أحلام شايلاها سحابة، ولا أوهام عالَم كضَّابة، ولا أرقام خاوية و خلَّابة. والإصلاح ما جربندية، الإصلاح ما بالزِندِية، الإصلاح عدل وحرِّية، الإصلاح موضوع وقضية، الإصلاح عَزقة وطورية. شكراً الرائع محجوب شريف، فإن من البشر من يلهمهم الله قدرات وطاقات عظيمة لا تجتمع في شخص واحد إلا نادراً، إن إبراهيم كان أمَّة، فمحجوب كان وما زال رجلاً بطاقة أمة لا يكِلُّ ولا يمل الكفاح لأجل الحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية، متعه الله بالصحة والعافية. والنساء لا تلد أمثال محجوب كثيراً، فمحجوب شريف من صنف الماظ والمحجوب الكبير ودكتور جون قرنق والقِلة الذين أحدثوا نقلة نوعية في مفاهيم المجتمع وطوروا وعيه إلي الأفضل. وسلاح محجوب شريف إرادة واعية وشجاعة وعقل يفصح عن مكنونات الأشياء قريِضاً ونظماً مبيناً، وقلم ودواة وقرطاس. ولا تحسبن أن حاملي السلاح الناري من أبطال التحرير الوطني (freedom Fighters) بأشجع أو أكثر جرأة وإقداماً وتضحية من الذي يقاتل بالقلم من داخل عرين الأسد، كلا. لذا أيها الشباب الثائر، حيووا أبوكم الشاعر الفذ محجوب شريف، وادعوا له بطول عمر وصحة وسلامة، واطلبوا منه أن يشرع منذ الآن في إعداد قصيد بشارة النصر والحرية والخلاص. والتحية والتقدير لجماهير الثوار في بلدي وهم يزيقون العدو بأساً شديداً، والتحية لمُلهِم الثورة وحادي ركبها شِعراً الأستاذ الكبير محجوب شريف.