[email protected] السكر (بضم السين ) هذه الماده الحلوه معشوقة الجماهير فى وطننا الحبيب السودان وهى فاكهة الغلابه حيث يتم تعويض النقص فى الطاقه بهذا السكر الحلو وفى زمن قريب كان من اكثر المواد توفرا وباسعار فى متناول الجميع بدون فرز ولن تجد بيتا او حتى كوخا خاليا من تلك الماده الشعبيه . ومراعاة لشعبية السكر لم يتم التلاعب فى اسعاره لمدة تجاوزت العقدين من الزمان الحلو الى ان اطلت على الشعوب المغلوبه موضة الانقلابات الثوريه واشتهرت شهور تلك الانقلابات كشهرة مفجرى الانقلاب شخصيا . فى عهد الديمقراطيه الثالثه كان سعر المذكور السكر حوالى جنيه الا ربع اى 75قرش سودانى وشهدت البلاد عجزا فى المخزون وندرة فى المعروض وعليه تحركت اركان الحكومه الائتلافيه برئاسة السيد الصادق (دائما ) وتم استدعاء مدراء مصانع السكر ومديرى الانتاج الى حيث قبة البرلمان وذلك لاستجوابهم عن سبب القصور والندره ومعرفة معوقات الانتاج . وجاء دفاع الساده المديرين والمسئولين مبررا ومنطقيا الى حد كبير مما اقنع الجميع الا جماعة الجبهه القوميه -المؤتمر حاليا . وجاء فى المبررات ان تكلفة انتاج رطل السكر يصل الى حوالى جنيه ونصف 150قرش وتم التعهد بانه لو تم رفع السعر الى السقف المطلوب وهو قيمة تكلفة الانتاج سوف يتم توفير حاجة البلاد وفائض مقدر للتصدير وعليه تم طرح الامر على البرلمان للمصادقه على رفع سعر السكر الى جنيه وربع 125قرش وتمت الموافقه بالاغلبيه وعندها احتج نواب الجبهه ورفعوا شعار لا للتجويع وطلبوا من الشارع الخروج فى مظاهرات والتنديد بسياسة الحكومه التى تمارس الديكتاتوريه فى العهد الديمقراطى وعندها خرجت الجماهير الموجهه من قبل الجبهجيه واغلقت الشوارع واحرقت الاطارات القديمه وحطمت واجهات المحال التجاريه وعاثوا فى شوارع الخرطوم فسادا من اجل زيادة قيمة رطل السكر الحبيب ولم تمر على القرار سويعات حتى اعلن السيد الصادق رئيس الحكومه بانه تقرر ارجاع السعر الى ما كان عليه تمشيا مع رغبات الجمهور السودانى البطل --ولم تمضى على هذه الحادثه اشهر قلائل حتى هلت علينا بشائر انقلاب آخر بقيادة الجبهجيه وبنفس السرعه تم رفع الدعم عن كل السلع بما فيهم السكر الحلو وتم تغييبه عن الاسواق عنوة وبدلا عن كونه سلعه شعبيه اصبح لمن استطاع اليه سبيلا وتم رفع اسعاره عدة مرات حتى اشفقنا عليه من ان تصيبه غيبوبه او دوار الراس من شدة الارتفاعات الشاهقه التى لم يتعود بلوغها ولو فى الاحلام وعندها لم تحرق الاطارات ولم تخرج الجماهير الغاضبه بل خرجت المسيرات المليونيه والتى تنادى بان يكون شعار المرحله المزيد من التقشف ومقاطعة السكر الحلو والاستعداد للزمن المر . اللهم ياحنان ويا منان الهمنا الصبر على المكاره ---آمين