[email protected] لقد شهد العالم بمستوياته الثلاثه وبكافة مكونات المجتمعات المدنيه والثقافيه واصحاب الهم السياسى والاعلامى بالعرس الليبى المتمثل فى الانتخابات الحره النزيهه التى انتظمت البلاد بعد التخلص من حكم الفرد الذى تربع على عرش ليبيا لاكثر من اربع عقود --تلك العقود الاربع التى شهدت ميلاد اجيال من الجنسين وموت اجيال من الجنسين وراهن الكل على انه لا يمكن تغيير نظام العقيد مهما كانت الظروف لاعتقادهم بارتهان الشعب الليبى باكمله للعقيد وكتابه الاخضر الذى اصبح مادة اساسيه فى نظام التعليم الليبى واصبح منهجا للحياة فى كل جوانبها . لقد انقلب الشعب الليبى على تلك الاسطوره وجعل التغيير واقعا بعد دفع ثمنا غاليا من دماء ابنائه وبناته واستحقت النتائج ذلك المهر الغالى ولن يندم الشعب الليبى على ثورته المباركه طالما كانت النتائج بذلك الابهار والتحضر الواضح . وباصطحاب التجربه الليبيه الحديثه ومقارنة بالتجارب السودانيه الطويله والناجحه فان اية حركه للتغيير سوف يكتب لها النجاح شريطة ان يتجاوز الجميع تلك الاسئله الوهميه التى تعمل على تصبيط الهمم وطرح الاسئله من شاكلة ثم ماذا بعد ومن القادم الجديد والبديل للنظام وتجريب المجرب واسئله كثيره تثار هنا وهنالك اما بحسن نيه او بدوافع مدفوعة الثمن لاطالة عمر النظام الشمولى المتمكن من رقاب العباد بقوة السلاح والاجهزه الامنيه . لا نقلل من همة وحنكة وتفانى الشعب الليبى ولكن نقدر تلك التجربه الرائده من شعب جل مكوناته تحكمه القبيله والعرق وجاء ميلاد غالبيته فى عهد الطاغيه العقيد وتربى على منهج العقيد الاخضر وبالمقارنه بشعب السودان فان جيل ابريل وبعضا من جيل اكتوبر مازالوا على قيد الحياه ويعملون ويتفاعلون مع الاحداث وفيهم من يقود المسيره وبهذا فالمقارنه شبه معدومه او بعيده بكل المقاييس وعليه فان كل المخاوف والعقبات التى يضعها البعض امام حراك الشعب لا اساس لها من الواقع وعلى طلائع الثوار ان لا يلتفتوا لتلك الاراجيف والمثبطات فالشعب السودانى القائد صاحب تجارب ومرت به مصائب ومشاكل لم تمر على الشعب الليبى الشقيق والشعب السودانى صبر على قهر الحكام وضنك العيش وسوء الاحوال الصحيه وتدهور التعليم واخرى ونكرر ونعيد ما نطرحه دائما بان فعاليات المجتمع المدنى والاحزاب والنقابات تجاوزت مرحلة القيادات التاريخيه والزعامات الى مرحلة الشباب المتطلع للغد المشرق وبطرح جديد لمستقبل الامه السودانيه مع عدم اغفال الدور التاريخى لتلك القيادات الوطنيه وحقها فى ان تستشار وتحترم . اما البديل فهو الشعب واختياره والديمومه والاستمراريه لاصحاب المواقف الوطنيه البازلين والمتفانين من اجل الوطن والا فالتغيير وبالديمقراطيه التى اتت بهم واعمال قانون المحاسبه الوطنيه والعزل لكل من يغرد خارج منظومة الوطن مهما كان موقعه ووضعه والبقاء للاصلح . اللهم يا حنان ويا منان الطف بشعب السودان ----آمين