[email protected] هو أمر يثير الحيرة والعجب، ذلك المتثمل في عدم ظهور السفاح السوري بشار الأسد إبن الجزار حافظ الأسد، على شاشة التلفزيون كي ينعى القتلة من قادته والذين أوغلوا في دماء أطفال الشعب السوري قبل أن ينتقم المولى لأطفال سوريا من أولئك القتلة الذين قضوا أثناء اجتماعهم في مكتب الأمن القومي الأسبوع الماضي. عجيب حقا أن لا يخرج علينا الأسيد الصغير ناعقا أو ناعيا أولئك القادة الهالكين من أمثال آصف شوكت وبقية قتلة النساء والأطفال السوريين الأبرياء. فآصف شوكت لمن لا يعرفه جيدا، هو الذي كان الرئيس الفعلي للاستخبارات السورية التابعة لنظام الأسد المهترىء، وهو الذي كان يقول للجنود المغرر بهم: أن افعلوا ما تريديون بشأن حمص وأهلها، افعلوا كل شيء سوى الرحمة، كما أنه كان من حضر إلى الديوان الملكي الأردني مهددا بضرب المدن الأردنية بالصواريخ التي قال إن بلاده تمتلك منها الكثي، فهلك، وخسئ، وخسئ مسعاه. ونحن بطيبعة الحال لا نشكك أبدا في أن الثورة الشعبية السورية المنتصرة بعونه تعالى، وأن جيشها الحر هو من كان وراء الوصول إلى مقر القادة القتلة، والتمكن من قتلهم ومن جرح ماهر الأسد الذي كان من ضمن المجتمعين، نحن لا نشكك في انتصار الجيش الحر ضد بقايا قادة الأسيد المهزوم، ولكن هناك من يزعم أن بشار الأسد نفسه ربما كان وراء مقتل القادة من الرعيل الأول، وأنه أراد القضاء عليهم كي لا يطمعوا في السلطة، وذلك في أعقاب تلويح المجتمع الدولي بضرورة تخلي أو تنحي بشار عن السلطة وتسليمها إلى آخرين. وربما حلقة برنامج الاتجاه المعاكس لهذا الأسبوع تجيب على الكثير من التساؤلات بشأن من قتل آصف شوكت ومن قتل بقية القتلة من بقايا نظام بشار المنهار، وبشأن من فجر مقرهم وزلزل الأرض من تحتهم. ولمن لا يعرف، فآصف شوكت هو زوج أخت بشار الأسد، فهل يكون النسيب قد قتل نسيبه يا ترى؟ على جميع الأحوال، ها هي عناصر الجيش السوري بدأت بالانشقاق وبالالتحاق بالجيش الحر وبالثورة الشعبية، وها هم الثوار السوريون الأبطال على وشك تحرير بقايا أحياء حلب الشهباء، وعلى وشك تحرير بقايا أحياء دمشق العروبة، وذلك كي ينتهي بذلك كابوس ظل يجثم طويلا على صدور الشعب السوري الأبي، وها هم السفراء السوريون ينشقون الواحد تلو الآخر، فالشعب السوري الأبي، كله بات ثائرا ضد بقايا نظام الظلم والطغيان. بقي القول إنه لا أحد يشكك أبدا بأن الشعب السوري الأبي، وبالتالي إن الجيش الحر هو من صنع كل هذه الانتصارات، وهو الذي بدأ يحرر المنافذ والحدود من كل الجوانب والأطراف، وأما وزارة الدفاع الأميركية أو البنتاغون فتحذر نظام الأسيد، والذي قريبا سيصبح مخلوعا أو راحلا، يحذره من حتى مجرد "التفكير ولو لثانية"واحدة باستخدام الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية التي اعترف بامتلاكها. كما أن إسرائيل تراقب أجواء سوريا، خشية أن يقوم النظام السوري المنهار بتهريب السلاح الكيماوي أو الجرثومي إلى قاتل الأطفال السوريين وناكر جميل الشعب السوري الجريح، المدعو حسن نصر الله في حزب الله اللبناني. ثم إن لله حكمة عظيمة، سبحانه وتعالى، حكمة في أن لا يهدي الطغاة والمسبتدين والظلمة إلى سواء السبيل أو إلى حُسن الاختيار، ومن هنا هرب الطاغية شين الهاربين التونسي وهلك الطاغية الفرعون المصري وهلك من قبله الطاغية القذافي، ثم انخلع الطاغية اليمني، فأرانا المولى في كل منهم آية مختلفة، فكيف ستكون آية الله في الطاغية السوري بشار المنهار يا ترى؟ *إعلامي أردني مقيم في دولة قطر. [email protected]