.. [email protected] لنا أن نتصور العالم بدون كاميرا ، الا يكون عالما أعشى ؟ وكم من صور الحياة العامرة بالأحداث كانت ستندثر ، ولن تستطع ريشات الرسامين مهما كثرت وطالت أنفاسها أن تلاحق خطى ما يستجد في أيام الناس التي تتجدد فيها المعطيات ، وتتقلب فيها الصور التي لن تتسع لها ذاكرة العيون البشرية ، ولا عقلية الانسان ليصفها بالحرف شعرا أو نثرا أو قصة أو مقالا، ولابد من أن تتسرب الكثير من المشاهد من بين ثقوب الذاكرة ، فتضيع ربما الجوانب الهامة من الحكايات النادرة ! كم من مصور فوتغرافي قبل ظهور أدوات التوثيق التصويرية الحديثة ، قد وثّق لحدث بلقطة واحد ة، هزت ضمير العالم ، مثل صورة الطفل الذي كان يحبو في رمضاء مجاعة جنوب السودان جراء الحرب والجفاف في ثمانينيات القرن الماضي وكان النسر الضخم الجائع ينتظره بدوره في قلق وترقب لخروج روحه ليسد رمقه من بقايا جسده النحيل ، فالتقط له أحد المصورين الأجانب لقطة ، فاز بها بجائزة عالمية ، ولكّنه انتحر من وخز الضمير ، فقط لشعوره لاحقا ، أنه قدّم فكرة التقاط الصورة على التقدم لانقاذ الطفل، وماذا لو كان حمله و مد له قطعة بسكويت وأعاده الى أهله ! الصورة أعلاه ، لا أدري من التقطها تحديدا ولكنها متداولة في بعض المواقع ، لكونها تعكس واقعا مريرا ربما ترأى للمصور الذكي وهو يستقريء بعيون كاميرته الثاقبة ، شتى التساؤلات والتأويلات التي قد تخطر على بال كل من يشاهدها من زاوية موقفه السياسي التي يقف منها ولابد أن يدور بخلده فكرة تعليق تختلف من شخص لآخر، لاسيما ونحن في ظروف حالة الاستقطاب الحالية ، بين حكومة المؤتمر الوطني التي على مايبدو تتأكل من شدة الاحتكاكات والخلافات ، بين حرسها القديم المتمسك بالخلود وبين الجيل الجديد التائق لدروب التغيير في الزمن الضائع ، وبين هذا الموقف وذاك ، وصل الطرفان الى طريق مسدود ، فوقفا خارج دراهما التي أوصدها صدأ التجريب والفشل ، في مواجهة الشارع ، الصابر على كليهما وهو الحاضر الغائب ، ولكنه قادم لا محالة ، فهل ينتظراه وقد وقف حمار كل منهما ، عند عقبة تنكيس الرأس من سوء المصير المشترك ؟ فما الجائزة التي يستحقها في رأيكم ، صاحب الكاميرا التي نطقت عينها بما يعجز عنه كل مقال ، وما تعليقكم ، دام فضلكم ، ولعل آخر من يعلم بسر الصورة هما الحماران المسكينان ، ولست أدري ما هي الشكوى أو الرسالة التي كانا يودان ايصالها لدار الحزب الحاكم ، غير ما كتباه عند الباب المغلق ( حضرنا ولم نجدكم ) وجمعة ، سعيدة ، قصدنا ان يكون حرفنا فيها خفيفا ، فالصورة أعلاه أبلغ من كل قلم . وشكرا لمصورها وناشرها ونستميهحما عذرا لتعميم المشهد والمعنى ..مع التحيات للجميع.. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : 548083_10150976989633687_1009678630_n.jpg