إليكم فيقل أحدكم ( سلاماً) .. أو يصمت ..!! الطاهر ساتي [email protected] ** فلنستمتع بإحدى لطائف العرب، وهي تصلح بأن تكون مدخلاً لإحدى مواجعنا..كان للأعمش زوجة مليحة، فتخاصما ذات يوم، فغضبت الزوجة وغادرت الي بيت أبيها..لم يطق الأعمش فراقها، وطلب من صديقه أبي حنيفة بأن يتدخل بينهما بالصلح والتصالح، فأستجاب لطلبه، ورافقه الى الي حيث المليحة..بعد السلام والتحية، فتح أبوحنيفة باب النقاش مع زوجة الأعمش، وفي مسعاه الحميد لإقناعها بالعودة الي بيت زوجها الأعمش، قال مخاطبا إياها : (هذا سيدنا وشيخنا الأعمش، فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه، وحُموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، و...)..قبل ان يسترسل أبوحنيفة في الفضح البليغ، صاح فيه الأعمش : ( تبا لك يا هذا، قم عنا، لقد ذكرت لها من عيوبي مالم تكن تعرفها) ..!! ** وهكذا تقريباً لغة الوفد الذي أرسلته الحكومة لأثيوبيا لتفاوض قطاع الشمال بالحركة الشعبية على السلام والوئام..فالوفد برئاسة كمال عبيد، وما أدراك ما كمال عبيد !!!..نهج هذا الرجل، في رمضان الفائت، لم يطق السر قدور وبعض شباب الغناء بحيث يصنعوا بعض الفرح المفقود عبر برنامجهم الرائع (أغاني وأغاني)، فكيف يطيق ذات النهج بياسر عرمان ومالك عقار وعبد العزيز الحلو، بحيث يكونوا شركاء في صناعة القرار الوطني ؟..نعم، إن كان بالحزب الحاكم حمائم وصقور، فان هذا العبيد هو (شيخ الصقور)..ولم يكن مدهشاً حين ضاق صدره من الأستاذ عثمان ميرغني في برنامج حتى تكتمل الصورة، بأن يختم الحوار - بعد إنتهاء البرنامج - قائلاً لعثمان ميرغني أمام جمع من الشهود العدول بالنص : ( ياحيوان).. إن كان هذا نهجه في محض حوار تلفزيوني ومع محض إعلامي لايختلف معه في كثير شئ، فبالتأكيد الذين يحاورنه بأديس على السلام - عرماناً كان أو عقاراً - يستحقون (العطف والشفقة)، إذ منهم من صار - منذ بداية الجولة والى يومنا هذا - حيواناً أو طيراً، حسب نهج كمال عبيد ولغته..على كل حال، بصراحة كدة : الحكومة لم تحسن إختيار رئاسة هذا الوفد، ومن ينتظر سلاماً يأتي به كمال عبيد كمن ينتظر أبوحنيفة ليعيد تلك المليحة الى بيت الأعمش..!! ** ذاك شئ، والشئ الأخر : ما سر خطب المساجد التي تستنكر الحوار مع قطاع الشمال منذ الجمعة الفائتة؟.. من يقف وارء هذه الخطب وشيوخها؟، ولمصلحة من؟..و ما سر الفتاوى التي تحرم الحوار مع قطاع الشمال؟، ومن يقف وراء شيوخها؟، ولمصلحة من؟..وما سر بيان المسماة بهيئة علماء السودان الرافض للحوار مع قطاع الشمال؟.. ثم سؤال مهم جداً : أين كانت تلك الخطب والفتاوى والبيانات وشيوخها قبل وبعد نيفاشا؟..يعني بالبلدي كدة : لماذا التهليل والتكبير عندما حاورت الحكومة قرنق وسلفاكير وباقان ، ثم - فجأة كدة - التنطع والتكفير حيث تحاور ذات الحكومة ياسر وعبد العزيز مالك ؟..لست مفتياً، وكذلك اتفق مع الشيخ يوسف الكودة في إبعاد الأراء الفقهية والفتاوى عن الخلافات السياسية، ومع ذلك نجاري شيوخ تلك الخطب والفتاوى - مؤقتاً - حسب فقههم وفهمهم لدين الله الحنيف، ونسألهم بمنتهى البراءة : (ليه الحوار مع قرنق وسلفا كان حلالاً ومباركاً، ومع عبد العزيز ومالك حرام ولايجوز شرعاً؟)..ليست هناك إجابة غير أن تلك الأبواق هي لسان حال الحكومة..نعم، كل شيوخ تلك الخطب والفتاوى والبيانات بمثابة (خادم فكي)، بحيث يحللون الشئ - حواراً كان أو غيره - بأمر الحكومة، وكذلك يحرمونه بأمر الحكومة.. !! ** يا سادة يا كرام، ليس من المعقول واللامنطق رفض هذا الحوار - وأي حوار آخر - من حيث المبدأ، وقبل أن يبدأ..و من العقل والعدل والحكمة أن ينتظر هؤلاء الشيوخ النتائج، ثم يدلون بدلوهم - خطباً للتحريم كانت أم فتاوى للتكفير- في تلك النتائج..الى هذا الحد يستلذون بأرواح البشر التي تزهق بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، وكذلك تبتهج نفوسكم بمشاهد دماء الضحايا.. لو أغبرت أقدامكم ساعة في سوح تلك المعارك وذاقت أنفسكم ويلها وإكتوت أسركم بنارها نزوحاً وجراحاً، لقال لسان حال خطبكم وبياناتكم وفتاويكم في المساجد والصحف ( سلاماً )، أو لصمت ..!!