[email protected] جال بخاطري أن المرء كلما تقدم به العمر أتاحت له الظِروف التعرف على كثير من الأمراض (حمانا الله جميعاً وعافانا) بل الأدهى انه اصبح يميز بين مجموعات الامراض الأربع وهي أولاً أمراض نفسية وعصبية (تصيب النفس وهي ألتقاء الروح بالجسد وهي كثيرة جداً منها ألاكتئاب ،السادية ،النرجسية وغيرها) ثانياً أمراض روحية (تُصيب الروح فقط مثل العين ،الحسد والسحر وغيرهم) .... ثالثاً أمراض عضوية (تُصيب الجسد فقط مثل السكر ،الضغط ، الإلتهابات وغيرها الكثير) واخيراً أمراض القلب|النفس وهي ليست نفسية ولا قلبية إنما تعني النفس التي ذكرها الله سبحانه و تعالى وأقسم بها في أطول قسم بِداخل الكتاب الكريم في سورة الشمس "ونَفسٍ َوما سَوََاهَا7 فأََلهَمَهَا فُجوُرَهَا وَتَقَواهَآ8 قََد أَفلَحََ مَن ذكََّاهَا 9 وَقََد خَابَ مَن دَسَّاهَا10 " صدق الله العظيم . هذه النفس التي مكانها القلب هي مكان التقوى أو الفجور بداخل الانسان وبمثابة الدينمو الذي يُحركه . من أمثلة هذه الامراض،الحسد ،الغيرة،الظن ،الكِبروالرياء وغيرها ولا يفوتني أن أقول أن هذه المجموعات كلها مُتداخلة في الأعراض وتأثيرها على الفرد مُتشابه أي من يُصاب بمرض روحي يتأثر جسده والعكس عندما نُصاب بصداع مثلاً تجِدنا همدانين روحياً وغير مبتهجين ؛ذلك بالطبع لأن الإنسان عبارة عن نِظام واحد يتكون من جسد،روح ،إلتقاء هذا الجسد بالروح وأخيراً القلب وهوموضع النفس ..... كل المعلومات آنفة الذِكر بإمكاننا الحصول عليها فقط من تجاربنا ،إطلاعنا أوالمجتمع من حولنا ولكن لا يمكن أبداً أن نحصل عليها من وزارة التربية والتعليم وأقصد هنا السلم التعليمي ....لا أنكراننا عرفنا ونحن نعتلي درجاته بعض الامراض مثل أمراض سوء التغذية ..الكواش والإسقربوط وبعض المعلومات المُختصرة عن غيرها ولكن أكثر ما يعشش بخيالي مرض الإسهال (معذرة عزيزي القارئ) و الذي اُصيب به طه القرشي وهي قصة بكتاب الكشكول بالصف الرابع وأذكر أن والدتي رحِمها الله علقت على هذا الموضوع بِقولها "يا حليلو طه دا ليوم الليلة مريض".....مع العلم أن أختي الكبرى وفرق السن بيننا أربعة عشر عاماً قد درست نفس المنهج .......... كنت أظن وأنا بمرحلة الإبتدائي أن هذه الشخصية هي نفسها شخصية الشهيد بثورة 64 طه محمد احمد القرشي وأتعجب لِماذا يُلصقون بهذا البطل مرض سخيف كهذا ومن هو المسئول عن تلك القصة بكتاب الكشكول للصف الرابع والآن أتسآل هل كان تطابق الاسماء هذا صدفةً ..... كُل تلك الأفكار جالت بخاطري عن قِصور مناهجنا الدراسية وضعفها في إعداد فرد صالح ..واعي بما يُمكن أن يتعرض له وجعله قوياً مُلِماً بما يُمكن أن يقوم به لمجابهة صِروف الحياة وأولها مشاكله الصحية وأتسآل هل هذا الضعف أدى إلى إنكار المجتمع للمرض الروحي والنفسي وإهماله ممايزيد من تفاقم الأمراض لدى المصابين..؟؟!! (هذا بالطبع موضوع خطير يحتاج لمساحة كبيرة لِمناقشته كما يقول عادل إمام موضوع كبير بتاع خمسين كيلو )...... سامح الله واضعي المناهج المعاقة كان كل همهم ان يحشو عِقولنا بهذه السيتا والالفا وعمتهم البيتا الذين لم تِحن ساعة لقياهم للآن مُنذ أن تركت مقاعِد الدراسة .... تعقيب: التعليم العقيم الذي يجهل إحتياجات الفرد والبلد وسوق العمل لقد أدخل مفهوم المكاتب والافندية ، الأطباء والمهندسين لقلوب الشباب و صبغ بها عقل المجتمع ...رفض الجميع المهن والحِرف الاُخرى والتدريب المهني فازدادت نسبة البطالة ،الكل يريد ان يُعلق سماعة ويحمل المساطروالادوات الهندسية فكانت النتيجة أن الجميع يريدون النزوح للعاصمة فتدهور الإقتصاد وتدهور البلد التي من المفترض أن يقوم إقتصادها على الزراعة ، الثروة الحيوانية والتعدين وبعض الصناعات ....هذا الوطن الذي غزاه المستعمر من قبل لاجل قوة سواعِد أبنائه وقدرتهم على الإنتاج ما هو مآلهم اليوم؟ غير أكفاء بمجالاتهم غير مؤهلين ضعفاء الإرادة لا يجدون من يقودهم لخيرهم وخير البلد...........تعظيم سلام للبيتا و الاسقربوط والذبابة المُغمى عليها.