بروفيسر /نبيل حامدحسن بشير [email protected] القلق الذى ينتاب البشر فى كل العالم عن النمو السكانى لايعتبر شيئا جديدا. فى العام 1798م قام توماس مالتوس بنشر مقالة عن أساسيات العشائر. أشار فى كتابه الى أن العشائر الانسانية تنمو بمتوالة هندسية بينما الموارد المتوفرة لهذه العشائر تنمو بمتوالية حسابية. تحت هذه الظروف فان العشائر الانسانية بالضرورة ستتفوق فى نموها نمو الموارد اللازمة لتغطية احتياجاتها, افترض مالتوس فى ذلك الزمان أن نمو العشائر كان متفوقا على انتاج الغذاء فى القرن الثامن عشر بانجلترا. كما تنبأ بأن أن النمو السكانى بالضرورة سيقود الى استنفاذ الأراضى الخصبة وسيقود فى النهاية الى انتشار المجاعات والأمراض والحروب. كتب مالتوس هذه المقالة كرد فعل لما كان يعتقد بواسطة المتفائلين فى عصره بأن مقدرة الانسان على التحكم فى بيئته مقدرة ليست لها حدود. لكن التقدم والتحسن فى مجالات الزراعة والثورة الصناعية كانتا من الأسباب التى أجلت من ظهور الكارثة التى توقعها مالتوس قبل أكثر من مائتى عام. وكلنا يرى الآن وبوضوح نتائج نظرية مالتوس فى عالمنا الحالى: المجاعات والأمراض الغريبة والحروب المنتشرة بكل القارات، وقريبا نسمع عن حرب المياه. ماهى قدرة الكرة الأرضية على تحمل المزيد من السكان؟ أحدى الطرق لحساب هذا الأمر هى حساب صافى الانتاجية الأولى. هذا المصطلح يعنى الكمية الكلية للطاقة الشمسية التى تتحول الى طاقة كيموأحيائية عن طريق التمثيل الضوئى للنباتات مطروحا (مخصوما) منها الطاقة التى تحتاجها تلك النباتات حتى تسنمر فى الحياة. هذا يمثل الكمية الكلية للمورد الغذائى فى الكرة الأرضية. تم حساب هذا الأمر قبل تأثير النشاطات الانسانية عليه فوجد أن صافى الانتاجية الأولى كان حوالى 150 بليون طن من المادة العضوية كل عام. نتيجة ازالة الغابات والانشطة المدمرة الأخرى نتج عن ذلك أن الانسان دمر 12% من صافى الانتاجية الأولى على اليابسة. أما الآن نتيجة الاستخدام للغذاء وانتاج الألياف وتحويل الأراضى المنتجة الى أغراض أخرى (سكن وصناعات..الخ) فقد فقدنا اضافة الى السابقة 27% من هذه الطاقة. بمعنى آخر فقدنا 40% وتبقى لنا حوالى 60% وهى تستغل بواسطة النباتات والحيوانات الأخرى. نخلص من ذلك أننا الآن فى حدود 40% من هذه المقدرة على تحمل سكان على سطح الأرض. عليه فان الحد الأقصى النظرى لحمولة الأرض من السكان حوالى 15 بليون نسمة. من المتوقع أن نصل الى هذا الرقم خلال القرن القادم اذا ماسارت المعدلات كما هى الآن.