نور ونار شروق الأمل ..صياغة لمجتمع جديد .. مهدي أبراهيم أحمد [email protected] في روايتها المشهورة(قصة حياتي) تحكي السيدة هيلين كيلر تجربتهاو معاناتها في التعليم حيث انها ولدت صماء وبكماء وعمياء وفي روايتها تحكي عن إجتهاد أستاذتها معها وكيف أنها عانت في سبيل توصيل المعلومة إاليها حيث كانت تأخذها بعيدا لتحسس واقع الأشياءبالأنامل ومعاناة (المعلمة) والمتعلمة تصبح قصة مشهورة ومعجزة من معجزات الدنيا تدل علي قوة العزيمة وقهر الصعاب ومحاولة الوصول الي النجاح مع أن الطريق وعر والعثرات كثيرة ولكن قليلا من المعاناة قد تولد الإبداع الحقيقي .. قبل فترة وصلتني دعوة من منظمة شروق الأمل لرعاية الصم والبكم لإحتفال يخصهم وكنت سعيدا وأنا بينهم حيث لمسنا مع من حضر الإبداع المهول الذي جسدته تلك الشريحة ولعل أبلغ لوحة شكلها أولئك هي تحية العلم حيث أجبروا الحضور علي الوقوف تحية للرمز وتحية مقدرة لهم وتحية معظمة لأساتذتهم فالجهد المبذول منهم كان كبيرا والأخراج الفعلي كن باهرا وجميلا ماجعل مشاعر الجميع ساعتها مابين الإعجاب السافر والتصفيق الداوي المختلط بالفرح والدموع .. ومضت المنظمة في سعيها حثيثا حيث كانت تصلني دعواتهم في في مناسباتهم وفي أحتفالاتهم المستمرة التي جعلت من المدرسة منارة تهوي إاليها أفئدة الناس وأصحاب الحاجات فقد أثبت أهل الأحتياجات الخاصة أنهم حقيقة أهل للأبداع بعد أن نفض شباب المنظمة والأساتذة عنهم الغبار العالق بهم فجلوهم علي الملأ شريحة يعتمد عليها في تقديم الكثير وينتظر منها الكثير في تحقيق الآمال والغايات المنشودة .. وقد سعدت جدا وأنا أري ذلك الجهد يطل عبر قناة الشروق وفي برنامج شراع الأمل والذي كرس الحلقة بكاملها للتعريف بذلك المجهود الجبار ولعل مصدر سعادتنا أن مسيرة البذرة االتي بذرها الشباب وتعهدوها بالسقاية والنمو قد أينعت وصارت ظلا وثمرا يصل خيره الي القريب والبعيد ....فقد أعطي أولئك ولم يستبقوا شئيا لتلك الفكرة التي ربما كانت غريبة بعض الشئ علي مجتمع أهمل تلك الشريحة وسعي في حرمانهم من أبسط الحقوق من تعليم وخلافه ولكن عزيمة الشباب أعادتهم الي الأضواء شريحة يشار إاليها بالبنان ويقع عليها عبأ كبيرا في تحقيق أهدافها القاصدة .. ولعل االحلقة المشاهدة لفتت الأنتباه الي تلك المدرسة الفريدة والتي ربما تكون نواة لتكوين أجسام مشابهة أخري في ولايات عديدة ومدن بعيدة ..فقد أعطت منظمة شروق الأمل بأسمها الجديد الضياء للكثيرين للأقتداء بتلك التجربة ولفت نظر الخيرين فأبواب الخير مفتوحة وأجمل أفعال الخير سرور تدخله علي أولئك الذين كاد المجتمع أن يغمطهم حقهم وأن يهيل التراب علي مواهبهم وآمالهم في الحياة ... وأن كان ثمة فخر وتحية فأننا نسوقها لطاقم تلك المنظمة بشبابها الواعد بقيادة ربانها الباشمهندس صالح أبراهيم ولكل الجنود المجهولين من الشباب حفظهم الله جميعا , وللأستاذة هبة مديرة المدرسة والتي كان في طلتها إشاعة لنور حياة الكثيرين الذين تسربلوا بالظلام حين من الدهر ، فقد بدأ حقيقة مجتمعنا يتعافي بتكامل الأدوار وبزرع الأمل في كل النفوس بتقديم أفضل مالديها لخير البلاد وحاضرها المستقبلي ...