إليكم . الطاهر ساتي [email protected] كمان عندهم مساجد ..!! ** قال بان كي مون، قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، مخاطباً منتدى ثقافة السلام بالأمم المتحدة، بالنص : من العار إستغلال حرية التعبير في إثارة التعصب وتغذية العنف وسفك الدماء، ويجب من خلال التعليم تعليم أطفالنا التسامح والبعد عن الكراهية، وأن نربي أجيالاً من القادة يتصرفون بالحكمة والرحمة، وبالتعليم يمكننا أن نؤسس ثقافة دائمة وصحيحة للسلام..هكذا كانت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، ولم يستهدف بلهاء منبر السلام العادل بالخرطوم، ولكنه إستهدف بتلك الأسطر سفهاء الفيلم المسئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..!! ** نعم ليس من الدين، ولا من مكارم الأخلاق التي أتمها الدين، ولا من كل المواثيق والقوانين الدولية والإقليمية والمحلية، أن يتم إستغلال حرية التعبير في إثارة الفتن والتعصب والكراهية وتغذية العنف وسفك الدماء في المجتمع.. ولذلك، ليس من العدل - ولا العقل - بأن نسمي أفعال وأقوال سادة منبر السلام العادل بأنها حرية تعبير، بل أفعالهم وأقوالهم بمثابة أسواً إستغلال غير حميد لحرية التعبير..وقلتها قبل كذا سنة، وأعيدها اليوم : لو نبت منبراً كهذا بأية دولة ديمقراطية ذات أجهزة تحمي حرية التعبير من الإستغلال غير الكريم، لما قامت له قائمة و لأُجتث من جذروه، وذلك صوناً للحرية وتقديراً لحرية التعبير ..ولكن، - للأسف - في السودان، حرية التعبير إما مقيدة أو مصادرة، بيد أن إستغلال حرية التعبير مصرح به بحيث يكون - الإستغلال الخبيث - صحفاً ومنابراً ..!! **ولا يكتفي منبر السلام العادل في إثارة الكراهية بالمجتمع وتغذية الحرب بين السودان وجنوب السودان عبر صحيفته وندواته والملصقات التي إمتلأت بها جدران مرافق العامة منذ الخميس الفائت، بل يتمادي في إستغلال حرية التعبير إلى إستغلال المساجد ومنابر الجمعة أيضاً.. نعم إنهم، كما قال عضو وفد التفاوض الحكومي إدريس عبد القادر، وكما إعترفت أقلامهم بإنتباهة البارحة، إنهم يحرضون أئمة المساجد - عبر هواتفهم السيارة - على رفض الحريات الأربع، وكذلك يوجهونهم على تحريض الرأي العام ضد تلك الحريات.. كنت أظن بأن خطب الكراهية التي يبثها بعض منابر الجمعة في المجتمع - تحتفي بها الإنتباهة يوم السبت من كل أسبوع - محض إجتهاد شخصي صادر عن خطيب المسجد..ولكن للأسف، ها هي الأيام تكشف بأن هواتف سادة منبر السلام العادل هي مصدر تلك الخطب .. !! ** شئ مؤسف للغاية، ليس إستغلال حرية التعبير فحسب، ولا إستغلال منابر الجمعة لنشر ثقافة الكراهية فحسب، بل المؤسف هو أن يرتضي بعض الأئمة لأنفسهم (دور البوق)، بحيث يكتفي أحدهم ببث توجيهات منبر السلام العادل- والقادمة عبر أثير الهواتف السيارة - بلا تفكير فيها وبلا تحديق في محتواها وبلا تحميص لأثارها على أمن البلاد وسلامة شعبها..هؤلاء لايختلفون كثيراً - من حيث المظهر طبعاً - عن بعض ظل يخطب إلى وقت قريب ثم ينهي خطبته سائلاً الرحمة للسلطان عبد الحميد، ليسأل الحاضر الغائب : (السلطان عبد الحميد ده منو؟)..ولكن من حيث الجوهر، خطب هؤلاء الأئمة أخطر على الناس والبلد، ولم لا وهي الخطب التي خطيبها لايجتهد بحيث يخرج من العلم ما ينفع الناس والبلد وينشر في مجتمعها قيم التسامح والتصالح والإخاء، بل ينفذ أجندة منبر السلام الداعية إلى الفتنة والكراهية والحرب حتى بعد الإنفصال ؟..وكل هذا يحدث تحت سمع وبصر السلطة المناط بها حماية حاضر البلاد ومستقبلها من آثار هذه الخطب المستوحاة من أجندة منبر الكراهية والمرسلة بهواتف سادته.. إلى متى يحدث ما يحدث أيتها السلطة المسؤولة عن المساجد؟.. بل، إلى متى تدعم السلطة الحاكمة هذا المنبر العدائي ؟.. عفواً، ربما إلى أن تلتحق النيل الأزرق وجنوب كردفان - وغيرها - بركب الجنوب .. !!