[email protected] بالرغم من كل المحاولات البائسة في جعل العلاقة بين الشمال والجنوب تصل ولو مرحلة القبول دون الرضى بعيد المنال، إلا وينبري منبر السلام العادل ورئيسه الطيب مصطفى وهو يكد ليل ونهار في قتل تلك المحاولات، فمنبر السلام العادل لم يرق بعد ليكون حزبا سياسيا له جماهيره، ولكن يمكن وصفه بجماعة الضغط المتمثلة في شخص الطيب مصطفى الذي يستمد قوته وتأثيره من صلة قرابته بالأسرة الحاكمة، لا يتجاوز في وصفه ان يكون امبيا تتكاثر عند ذكر دولة الجنوب وعلاقتها مع الشمال.. فالمراقب هذه الأيام وخاصة بعد توقيع الإتفاق الغطاري في أديس ابابا يجد ان مداخل كل كباري العاصمة قد علقت عليها تلك اللافتات العنصرية التي تحمل عبارات توضح مدى حقد وضغينة الطيب مصطفى فالرجل مصاب بشيزوفرينا تدفعنا للعودة بذاكرتنا إلى عهد النازيه في اربعينات القرن الماضي وكيف كانت المحرقة .. والآن يرغب المهندس العنصري في تحويل ماتبقى من البلاد إلى محرقة لعلها تطفئ نار قلبه التي تشتعل بعد وفاة إبنه في حرب هم قادتها، وكأن نجله اكرم من بقية أبناء الشعب السوداني الذين لقوا حتفهم من الجانبين في حرب الجنوب الطويلة. والآن.. يتكرر السؤال الذي طرحته من قبل للمهندس العنصري في مقالات سابقة بصحيفة التيار و أتمنى ان أجد إجابته..هل يكترث الطيب مصطفى إن اشرقت الشمس ذات يوم ووجد رطل السكر بلغت قيمته 10جنيهات بسبب حالات التراجع المستمرة للإقتصاد التي تعانيها البلاد منذ إنفصال الجنوب الذي بذل فيه الطيب مصطفى الغالي والرخيص، أو أنه وجد كيلو اللحم قد بلغ السبعين جنيه وهو الحال الذي ستؤول إليه البلاد في القريب العاجل أن سمحت الحكومة لهذا العنصري ومنبره بممارسة الضغوط عليها وإملاء مطالبه الشخصية بتهديداته المستمرة بالتعبئة الشعبية وخطاب الإرهاب الديني وهو الإسلوب الذي إنتهجه عندما وقعت إتفاقية الحريات الأربع الإطارية قبل شهور.. ويجب ألا ننسى المأزق الدولي الذي اوقع فيه الطيب مصطفى حكومة إبن أخته عندما حرض ذوي اللحى رفقائه بحرق سفارتي المانيا وبريطانيا وهناك فيديو في موقع يوتيوب يوثق للرجل خطابه وهو يحمل مايكرفون صغير ويدعو الغوغائيين برفقته لحرق السفارة الألمانية. لم يمل منبر السلام العادل طيلة السبع سنوات الماضية (عمر نيفاشا) من المضي في تنفيذ مخططه الرامي لفصل البلاد، ولم يتوقف عند هذا الحد بل ويحاول حتى هذه اللحظة لو يمحو كل سحنة سوداء في البلاد من على وجه البسيطة، ولكن هذه المرة لن يمحى الجنوب وحده بل سيختفي الشمال معه بسبب الضائقة الإقتصادية التي ستضرب الأخضر واليابس وستجتر صومال آخر في السودان تمزقه الحروب الطرفية والفقر المدقع والمجاعة في وسطه، هل يكترث الطيب مصطفى لذلك؟. وسؤال آخر.. لماذا تستجيب الحكومة لضغوط منبر السلام العادل في خطواتها السياسية ولا تستجيب لضغوط المعارضة المتكررة التي تطالب بالحكومة الإنتقالية والدستور القومي الدائم والإنتخابات النزيهة، هل يستند الطيب مصطفى على لوبي داخل الحزب الحاكم يعد الأقوى ويستطيع التأثير على مراكز إتخاذ القرار، هنالك إستفهامات كثيرة حول المساحة الواسعة التي يتحرك فيها الطيب مصطفى ومنبره العنصري، ولكن على هؤلاء ان ينتبهوا بأن التراجع عن أي محاولات للتطبيع مع دولة الجنوب سيدفع ثمنها الشعب السوداني الذي مل من دفع فواتير سلوك السياسيين الأرعن وقراراتهم المرحلية التي تنقصها النظرة العميقة والعين الثاقبة. في اللقاء التلفزيوني الذي بث قبل شهور و جمع المهندس الطيب مصطفى وسيد الخطيب لم يفت ذهن المشاهد الفطن في أن الدفوعات التي يطلقها المهندس كانت ثابته أكثرمن تلك التي يقدمها سيد الخطيب واول ما يتبادر للذهن حينها أن مايقوله المهندس لا يخرج عنه وحده وكأنما هنالك شركة راعية تغلف ذلك الحديث بالحماية، بينما يعبر سيد الخطيب عن موقف العقلاء القلة داخل السلطة وبدى أقل شكيمة من مناظره، كل تلك الأشياء توضح بما لايدع مجالا للشك ان جماعة الضغط الذي يقف منها الطيب مصطفى في الواجهة ليست منبرالسلام العادل وإنما آخرون أكثر قوة من منبره.