"الأورطة الشرقية" بديلة للقوة المشتركة.. خبراء: البرهان يدفع بورقة الميليشيات لإطالة الحرب    الخطوط العريضة لمؤامرة الكيزان على ولاية الجزيرة    الهلال السوداني ضمن قائمة الأندية العشرة الأفضل في افريقيا    موسيالا: أفكر بتمديد عقدي مع البايرن    مسرطنة وتهدد الخصوبة.. تحذير من مستحضرات التجميل    هل حرب السودان، علامة لآخر الزمان؟! (1)    حركات الكفاح المسلّح تعلن إيقاف هجوم خطير    تظاهرة سودانية في لندن ضد حمدوك    السودان..عملية نوعية لقوة من اللواء43 تسفر عن ضبط أخطر 5 متهمين    الصديق النعيم موسى يكتب: إلى عبد الماجد عبد الحميد!!    متى أدخر ومتى أستثمر؟.. 7 نصائح في عالم المال والأعمال    كأس الرابطة.. تأهل أرسنال وليفربول ووداع مفاجئ لمان سيتي    شاهد بالفيديو.. ملكة جمال السودان ترد على "مراهقة" سودانية وقعت في حب رجل يكبرها ب 13 عام    ياسر العطا وسط المشتركة وكتائب الإسناد: هذه الحرب تقودها الأمة السودانية بكل أطيافها ضد ( شيطان ) السودان المسمى بالجنجويد    "قد يقدم إجابات غير صحيحة".. كيف يتفاعل الطلاب مع "الذكاء الاصطناعي"؟    شاهد بالفيديو: ترامب يفاجئ أنصاره بمؤتمر صحفي من شاحنة قمامة في ولاية ويسكونسن    ياسر الكاسر    حركة مناوي: قواتنا المشتركة لم ولن تنسحب من الدبة    رحيل الموسيقار السوداني عبد الله عربي    أنبذوا التعصب ياهولاء؟؟)    مجلس المريخ يهنئ الأهلي المصري    وفاة الممثل مصطفى فهمي عن عمر ناهز ال82    عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم"الأربعاء" 30 أكتوبر 2024    أول إجراء قانوني ضد ماسك بسبب جائزة المليون دولار    الهلال السوداني يتربع على صدارة الدوري الموريتاني    تورط جبريل إبراهيم في عملية إرهابية بتشاد    5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد    وضعيات النوم.. تعرف على المزايا والعيوب وحدد ما يناسبك    صحفي سوداني في قبضة السلطات    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تجري جولة بأقدامها من "الحلفايا" وفي طريقها إلى "الأزيرقاب" وتطمئن المواطنين    شاهد بالفيديو.. نساء موريتانيا يتظاهرن بأحد شوارع نواكشوط ويهتفن باسم السودان ومتابعون: (شكرا من القلب لأجمل وأروع وأنبل نساء بالوطن العربي)    وفاة حسن يوسف.. تعرف إلى أبرز محطات مشوار الفنان المصري الراحل    السودان يقرّ ضوابط جديدة لتنظيم التجارة الخارجية    شاهد بالصور.. توقيف شبكة إجرامية تنشط فى إستلام المال المسروق بواسطة مباحث كررى    عمرو دياب يثير الجدل على مواقع التواصل بعد حذفه جميع صوره    صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش غير مسبوق للاقتصاد السوداني    الحرب في الميزان "الخضري"    قوات الدعم السريع – العلاج الكيماوي لسرطان الإخوان    شاهد بالصورة والفيديو.. التيكتوكر السوداني المثير للجدل "ميشو": (أتمتع بأنوثة أكثر من حنان حسن وسأقود متحرك للدعامة مع صلاح سندالة فاقد الرجالة وحمدوك أب كريشة الغليت العيشة)    الثروة الحيوانية ودورها في التنمية الإقتصادية في ولاية جنوب دارفور    السودان..الفرقة الثالثة تلقي القبض على متهم خطير    وزير المالية البنك الدولي إعادة إعمار ما دمرته الحرب بالسودان    منظمة دولية تدشن ورشة لتحسين اقتصاديات المجتمعات المحلية بالبحر الأحمر    إعجاز الحوار القرآني    الجيش الإيراني يقول إن ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران    كهرباء السودان تعلن عن برمجة مفاجئة    المخرج السوداني كردفاني يكشف أسرار نجاح وداعًا جوليا    اغتيال محمد صباحي    عبقرية العسكري متوسط الذكاء    الدفاع المدني والشركة السودانية للكهرباء بالقضارف يحتويان حريق في المحطة التحويلية    رجل أعمال يتعرض لسرقة اكثر من (70) مليون جنيه من حسابه عبر تطبيق بنك شهير    السلطات المصرية تنفذ حملة أمنية جديدة على المدارس السودانية    ماذا نعرف عن تفشي بكتيريا قاتلة في وجبات من "ماكدونالدز"؟    محكمة جنايات عطبرة تصدر حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت في مواجهة متهم بتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة ومعاونة القوات المتمردة    بالصورة مسيّرة "حزب الله" أصابت بدقة نافذة غرفة نوم نتنياهو    حيوية العقيدة    حسين خوجلي: ود مدني بين السواك والارتباك    الحياة الصحية.. حماية للقلب والشرايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيلين وفاحيما وحنين .. نساء فضحن أوباما ونتنياهو
نشر في الراكوبة يوم 11 - 06 - 2010

يبدو أن الديمقراطية المزعومة التي كانت تتغني بها أمريكا وإسرائيل ليل نهار باتت عارية تماما أمام شجاعة 3 نساء ظهرن فجأة على السطح وفضحن أوباما ونتنياهو أمام العالم أجمع .
ففي ذروة الغضب المتصاعد ضد إسرائيل على خلفية مجزرة "أسطول الحرية " ، فوجيء العالم بالصحفية الأمريكية المخضرمة هيلين طوماس وهي تخرج على الملأ في 7 يونيو / حزيران لتعلن استقالتها من عملها الذي جعلها عميدة المراسلين في البيت الأبيض منذ العام 1960.
وبالنظر إلى أن طوماس كانت تغطي أخبار كافة الرؤساء الأمريكيين منذ جون كينيدي وكانت الرئيسة السابقة لرابطة مراسلي البيت الأبيض ، فقد جاء نبأ استقالتها كالصاعقة على كثيرين وسرعان ما تكشف المستور وهو أنها عوقبت على إبداء رأيها الحقيقي في "إسرائيل" .
فمعروف أن هيلين طوماس وهي صحفية سابقة في وكالة "يو بي آي" وكانت تعمل قبل استقالتها في المجموعة الصحفية "هيرست نيوز سيرفيس" طالما حظيت بمرتبة شرف في قاعة الإعلاميين في البيت الأبيض الذي دخلته للمرة الأولى في 1961 وكانت تواظب يوميا على حضور المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم البيت الأبيض ، حيث عاصرت كل الرؤساء الأمريكيين منذ بداية الستينات في البيت الأبيض وعرفت بأسئلتها اللاذعة والذكية حتى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قرر في مرحلة غزو العراق مقاطعتها بعد أن أحرجته وسألته عن المبرر الحقيقي لاحتلال العراق .
وبالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد بدأ مهامه في البيت الأبيض وهو على ود مع هيلين ، بل إنه خلال الاحتفال بعيد ميلاده في أغسطس الماضي قام بتقديم طبق حلوى لها خاصة وأنها بدأت بتغطية أخبار البيت الأبيض في السنة نفسها التي ولد فيها أوباما أي قبل 48 عاما.
وحمل أوباما بعيد ميلاده ال 48 طبقا مملوءا بالحلوى وضع عليه شمعة وقدمه إلى عميدة الصحفيين في البيت الأبيض حيث كان يصادف عيد ميلادها ال 89 اليوم نفسه ، وتقدم حينها من عميدة الصحفيين وطلب منها إطفاء الشمعة قبل أن يجلس إلى جانبها وهو يتحدث إليها بود كامل ، وتجاهل أسئلة باقي الصحفيين عن أمنيته هو في عيد ميلاده ، قائلا :" هيلين تتمنى حلول السلام في العالم ، ولكن لدينا أيضا أمنية مشتركة ، لقد قالت لي إنها تأمل بإقرار مشروع قانون إصلاح النظام الصحي " .
إلا أنه سرعان ما تغير كل ما سبق وباتت هيلين توصف بالسخيفة لمجرد أنها قالت رأيها الحقيقي في إسرائيل ، ففي 27 مايو / أيار الماضي وخلال "احتفال التراث اليهودي" الذي جرى في البيت الأبيض وردا على سؤال عما إذا كان لها "أية تعليقات حول إسرائيل" ، قالت هيلين :" قولوا لهم أن يخرجوا من فلسطين ، تذكروا أن هؤلاء الناس (أي الفلسطينيين) يقبعون تحت الاحتلال وتلك هي أرضهم" ، وتابعت "يمكنهم (الإسرائيليون) العودة إلى ديارهم في بولندا وألمانيا وأمريكا وأي مكان آخر".
وعلى الفور ، ثارت عاصفة غضب ضدها داخل إدارة أوباما وخرج المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس ليصف تصريحاتها بأنها "مسيئة وتستحق الشجب وسخيفة " ، مشيرا إلى أنها لا تعكس آراء الصحفيين العاملين في البيت الأبيض ولا موقف الإدارة الأمريكية ، كما انتقدت رابطة مراسلي البيت الأبيض تصريحاتها وأكدت أنه لا يمكن الدفاع عنها.
وبعد يومين من الهجوم السابق ، عادت طوماس "89 عاما " التي تنحدر من أصول لبنانية مهاجرة وأعربت عن أسفها للتصريحات السابقة ، قائلة :" إنها لا تعكس إيماني العميق بأن السلام سيأتي إلى الشرق الأوسط فقط عندما يعترف كل طرف بالحاجة إلى الاحترام المتبادل والتعايش ، آمل أن يأتي ذلك اليوم سريعا".
ورغم التراجع السابق ، إلا أن الهجوم عليها وخاصة من اللوبي الصهيوني لم يتوقف وسرعان ما أعلنت استقالتها ، وهو الأمر الذي يؤكد زيف الديمقراطية الأمريكية فالإساءة للأديان وخاصة الدين الإسلامي تعتبر من حرية التعبير أما انتقاد إسرائيل فيعتبر جريمة كبرى تستجوب العقاب الفوري.
قصة فاحيما
طالى فاحيما طالى فاحيما وبجانب قصة هيلين ، فإن هناك قصة أخرى من داخل إسرائيل تفضح هذا الكيان العبري أكثر وأكثر ، ففي 7 يونيو / حزيران ، خرجت الناشطة اليسارية الإسرائيلية طالي فاحيما وهي يهودية من أصل مغربي على الملأ لتعلن إسلامها في مدينة أم الفحم ذات الأغلبية العربية داخل الخط الأخضر .
وعن سبب إسلامها ، أكدت فاحيما أن معرفتها بالشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر هو ما جعلها تحب الإسلام وأشارت إلى أنها عندما رأت الشيخ صلاح لأول مرة شعرت بشيء ما هزها من الداخل ، قائلة :" رغم أن هذا الرجل لم يكلمني كلمة واحدة ولكن قسمات وجهه وتواضعه وكل شيء فيه كان يناديني إلى الإسلام ".
وقد اشتهرت فاحيما بالدفاع عن القضايا الفلسطينية والدينية خاصة بعد مرافقتها قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين زكريا الزبيدي خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ودعمها له.
وفي تصريحات أدلت بها لقناة "الجزيرة" ، قالت فاحيما :"لقد خضت رحلة طويلة ، فقد كنت صهيونية في السابق إلى أن جئت إلى مخيم جنين وقابلت مقاومين من كتائب شهداء الأقصى وقد سجنت أيضا وأطلق سراحي عام 2007، والله هداني إلى دينه الإسلام وانتشلني من الصهيونية، ومنحني القوة للتعامل مع الوحشية".
وأضافت أنها دخلت الإسلام عندما قابلت الشخص الذي يطبق الإسلام وهو الشيخ رائد صلاح ، وأوضحت أنها كانت تبحث عن حلول تتعلق بالحياة وعندما قابلت الشيخ صلاح عرفت أن الإسلام هو الذي كون شخصيته ، قائلة :" أنا أؤمن بالخلافة الإسلامية وأعرف أن الشيخ رائد صلاح يسير في سبيل الوصول إلى خلافة إسلامية".
وبشأن تأثيرات انتقالها إلى الإسلام ، قالت فاحيما :"عندما اخترت أن أقف إلى جانب المقاومين لكم أن تتخيلوا أن الوضع كان صعبا ، فالصهيونيون زجوا بي في السجون وأرادوا قتلي ولكن الحمد لله رب العالمين الله حماني وحفظني" ، واختتمت قائلة : " إن القرآن هو الكتاب الخاتم للكتب السماوية كما ورد في القرآن نفسه".
تصريحات فاحيما السابقة تؤكد أن إسرائيل التي تدعي أنها ديمقراطية لا تحترم الحريات الأساسية لمواطنيها وخاصة ما يتعلق بحرية العقيدة .
شجاعة الزعبي
بل إن ما حدث مع النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي يكشف بوضوح الصورة العنصرية لهذا الكيان الصهيوني من الداخل .
وكانت حنين الزعبي تشارك على متن أسطول الحرية وسارعت فور الإفراج عنها إلى اتهام إسرائيل بأنها حضرت مسبقا لارتكاب مجزرة في أسطول الحرية بهدف منع أي حملة مستقبلية لكسر الحصار عن غزة.
وطالبت الزعبي بتشكيل لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة لفضح ما قامت به إسرائيل ، محملة كامل المسئولية عما حدث من اقتحام ووقوع قتلى وجرحى على الجيش الإسرائيلي وحكومته.
وأضافت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في الناصرة في مطلع يونيو أن هذا النوع من الجرائم لا يمكن أن يبقى رهنا للتحقيقات الإسرائيلية , مبرزة وجود 60 صحفيا عالميا ضمن هذا الأسطول وثقوا حقيقة ما حصل.
وناشدت المجتمع الدولي ممارسة الضغوط على إسرائيل للإفراج عن مئات الرهائن من المتضامنين العرب والأجانب والسماح لهم بالإدلاء بشهاداتهم لكشف حقيقة ما حصل.
وفندت الزعبي التي كانت على متن السفينة التركية التي اقتحمها الإسرائيليون الرواية الإسرائيلية بأن الجيش تعرض للاعتداء من قبل بعض المتضامنين ، مؤكدة أن الرصاص أطلق بشكل عشوائي ومكثف من قبل الجيش الإسرائيلي صوب السفينة قبل أن تتم عملية الإنزال والاقتحام.
وواصلت الزعبي شهادتها حول ما حصل ، قائلة :" لم أتخيل شخصيا وجميع من كانوا على متن السفينة بأننا سنكون عرضة لهذه الانتهاكات والإرهاب العسكري الذي تواصل على مدار 14 ساعة، حيث كنا منقطعين عن الاتصال مع العالم".
وأضافت "إسرائيل حضرت وعلى مدار أيام لهذه الحملة العسكرية، وروجت بأن ال600 متضامن ممن كانوا على متن السفينة إرهابيون، وهيأت الرأي العام الإسرائيلي والعالمي لهذه النتائج التي رأيناها".
واستطردت " توقعنا أن يتم إيقاف أسطول الحرية من قبل إسرائيل ، لكننا لم نتوقع هذا العنف العسكري بهذه الضخامة والعتاد والقوات ، وقد أيقنا أن الهدف ليس فقط منع الأسطول من الوصول إلى غزة، وإنما التسبب بأكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين".
وتابعت الزعبي "توقعنا أن يتم إيقاف أسطول الحرية من قبل إسرائيل، لكننا لم نتوقع هذا العنف العسكري بهذه الضخامة والعتاد والقوات، فمن خلال حجم القوات وأسلوب عملية الإنزال أيقنا أن الهدف ليس فقط منع الأسطول من الوصول إلى غزة، وإنما التسبب بأكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين لردع أي مبادرة لفك الحصار في المستقبل".
وأضافت " هناك 600 شاهد على ما حصل معتقلين في سجن بئر السبع، لا تسمح إسرائيل لهم بالإدلاء بإفاداتهم وشهاداتهم أمام الصحافة العالمية، فإسرائيل تدعي أن هناك حقيقة خاصة بها، لكن ل600 شاهد توجد لديهم حقيقة أخرى ، عندما كان أسطول الحرية على بعد 130 ميلا عن السواحل وكان في عمق المياه الإقليمية الدولية ، لاحظنا أضواء سلاح البحرية الإسرائيلية".
تفاصيل المجزرة
وسردت الزعبي تفاصيل العملية ، قائلة :" الساعة كانت بعد منتصف الليل ، دخلت إلى غرفة القبطان الذي تلقى اتصالا من البحرية الإسرائيلية , طالبوه فيه بالتعريف بالسفينة وتحديد موقعها ، لاحظنا وجود أضواء لسفن إسرائيلية حيث كنا في عمق المياه الدولية ونبحر بموازاة غزة، كنا على يقين بأن إسرائيل لن تدخل المياه الإقليمية الدولية".
وأضافت " في قرابة الساعة الثالثة فجرا، لاحظت وجود 14 ضوءا لسفن إسرائيلية، بقينا بعيدين حيث لاحظنا أن القوات ضخمة وأيقنا أننا لن ندخل إلى مياه غزة ، وقرابة الساعة الرابعة فجرا وبدون أي سابق إنذار أو تحذير من قبل الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم السفينة عنوة ، اقتربت منا ثلاث سفن وسمعنا إطلاق رصاص كثيف صوبنا وأصوات انفجار القنابل ، على الفور نزل الجميع إلى الطابق السفلي الثالث بطلب من المنظمين والمرشدين، ولم يبق على السطح إلا الصحفيون".
وأشارت إلى أنها تواجدت خلال عملية الاقتحام على الطابق الثاني وقرب غرفة الصحفيين في منطقة تطل بشكل مباشر على البحر, وقالت إن الموجودين على متن السفينة أرسلوا إشارات للسفن الإسرائيلية بأنهم لا يريدون أي مواجهة.
وتابعت "تواجدت في الطابق الثاني وفي الساعة الرابعة والنصف فجرا، أخذت مروحية عسكرية تحلق فوق السفينة، والزوارق الحربية الإسرائيلية تقترب من الأسطول.. تمت عملية الإنزال وخلال ذلك استمر إطلاق الرصاص الكثيف من قبل أفراد الجيش، قوات كبيرة اقتحمت السفينة بدون أي سابق إنذار أو تحذير".
وأردفت تقول :"في أول عشر دقائق من الاقتحام كانت هناك ثلاث جثث والعديد من الجرحى، عملية الاقتحام تواصلت واستمرت قرابة ساعة واحدة فقط، وخلال ذلك سمعنا أصوات إطلاق رصاص، ومن ثم كانت هناك مشاهد لجثث وعشرات المصابين بالرصاص الحي ".
وأوضحت الزعبي أن العلاجات والإسعافات لم تقدم لأي من الجرحى بعد سيطرة الجيش على السفينة، وأكدت أنها شخصيا كتبت لافتة بالعبرية وطلبت العلاج لسبعة جرحى أصيبوا بجراح خطيرة، لكن أفراد القوات رفضوا ذلك، وتوفي اثنان بسبب عدم تقديم العلاج ، قائلة :" أنا شخصيا كتبت لافتة بالعبرية وطلبت العلاج لسبعة جرحى أصيبوا بجراح خطيرة، لكن أفراد القوات رفضوا ذلك، وتوفي اثنان بسبب عدم تقديم العلاج " .
وأضافت "خلال عملية الإنزال تم ضخ المياه من قبل المروحية الإسرائيلية لإخلاء سطح السفينة ، كنا عزلا ومجردين من أي سلاح أو هراوات، وعلى مدار ساعتين ونصف أجروا تفتيشا مشددا بمساعدة الكلاب الخاصة ولم يعثروا على شيء، والمسدس الذي عثر عليه يتبع لجندي إسرائيلي ، وخلال عملية الاحتجاز تم تجميع المتضامنين في قاعات الطابق السفلي، وتم تكبيل أيديهم باستثناء النساء والكبار في السن، وخضعوا لتفتيش مهين وبقوا على هذا الحال قرابة عشر ساعات حتى رست السفينة في ميناء أسدود".
وتابعت الزعبي "كان واضحا أن الهدف ليس إيقاف السفينة ومنعها من الإبحار باتجاه غزة، وإنما إيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين، وقد راودنا الشعور بأننا لن نخرج أحياء من على متن السفينة".
وعلقت على المزاعم الإسرائيلية التي تحدثت عن استفزاز للجنود من قبل المتضامنين قائلة :" لم أر أي استفزاز، رأينا أشخاصا يعيشون حالة من الخوف والهلع، وهذا المشهد كان الكفيل بردعنا لكي لا نستمر في الإبحار نحو سواحل غزة، فأمامنا 14 سفينة عسكرية إسرائيلية".
وخلصت إلى القول :"أدعو لتكثيف النضال والحملات الدولية لكسر الحصار عن غزة، فهذه مشاركتي الأولى لكنها لن تكون الأخيرة، فإنني أتهم الجيش الإسرائيلي بقتل الأبرياء وأحمل كامل المسؤولية للمستوى السياسي الإسرائيلي الذي اتخذ قرار تنفيذ عملية الاقتحام الإرهابية".
اعتداء وشتائم وعقوبات
وبعد يومين من إدلائها بالتصريحات السابقة ، فوجئت الزعبي في 3 يونيو خلال جلسة للكنيست خصصت لبحث الهجوم على أسطول الحرية بعدد من النواب يهاجمونها ويحاولون إنزالها بالقوة من على المنصة .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن النائبة العربية التي فضحت إسرائيل في مجزرة "أسطول الحرية " تلقت وابلا من الشتائم والصراخ في وجهها ، كما اتهمها هؤلاء النواب بالخيانة العظمى وهو الأمر الذي دفع النواب العرب للتدخل ومبادلتهم الاتهامات وبدأت حالة من الهرج ، مما أجبر رئيس الكنيست على إنهاء الجلسة .
وفي 7 يونيو ، أعلنت لجنة برلمانية بالكنيست الإسرائيلى عن تجريد النائبة العربية حنين الزعبى من امتيازات نيابية بسبب مشاركتها فى قافلة "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وتم اتخاذ القرار بأغلبية 7 أعضاء ومعارضة عضو واحد فى اللجنة، علما بأن النواب العرب- بمن فيهم حنين الزعبى - قاطعوا هذه الجلسة .
وهذه الامتيازات الثلاث هي : سحب جواز السفر الدبلوماسي منها وعدم تغطية الكنيست النفقات المترتبة على أي عملية قضائية تجري بحقها وحرمانها من حق حرية التنقل إلى الخارج في حال كانت في طريقها لارتكاب مخالفة.
ولن يسري مفعول هذه العقوبات البرلمانية إلا حال موافقة الكنيست بكامل أعضائه عليها ، وفي حال تجريد حنين الزعبي من حصانتها البرلمانية فإنها قد تكون عرضة للمحاكمة وفقاً لمساعد المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ران نيزري الذي سبق أن أوضح أن مشاركتها في رحلة السفن الدولية لم تكن لائقة.
وبعد ساعات من تجريدها من امتيازات نيابية ، أكدت الزعبى أن هذا القرار يؤكد مدى ارتباك إسرائيل بعد المجزرة التي ارتكبتها ضد نشطاء الحرية ، وتابعت قائلة :" إن موقف لجنة الكنيست بشأنى يشير إلى موقف إسرائيل المرتبك الذى لا يعبر عن ثقة سياسية بالنفس ، إن حدود قوة إسرائيل تكمن فى صورتها أمام المجتمع الدولى".
وأكدت استعدادها للمحاكمة ليس فقط داخل إسرائيل بل وخارجها، مطالبة بلجنة تحقيق دولية للوقوف على الانتهاكات الإسرائيلية ضد قافلة أسطول الحرية.
والخلاصة أن مجازر وجرائم وتهديدات إسرائيل لم تردع الزعبي عن قول الحقيقة وهو ما فعلته هيلين وفاحيما أيضا ، فتحية تقدير وإعجاب لشجاعتهن وجرأتهن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.