.. [email protected] اليوم العشرون من اكتوبر تنقضي سبعة واربعون عاما على قيام ثورة 21 أكتوبر 1964 وغدا يدخل العام الثامن والأربعون ..من سنوات التعثر بين شوك الديمقراطيات التي أصابت أقدام المسيرة بوخزات المشوار المتقطع وبين صخور الديكتاتوريات التي جثمت على الأنفاس وحبستها في دائرة تجاربها الفاشلة لدورات ثلاث ! حيث كانت الأولى التي أطاحت بها أكتوبر قد قفزت لهدم منصة عرس الوطن قبل أن تكمل فرحة الاستقلال اعواما ثلاث ! جاءت أكتوبر كزفرة حرى أطلقتها الصدور نشيدا عالى الصوت ونداءا للحرية وكانت وقتها حياة الناس المعيشية في رخاء ، فقالت حيال الكبت الطويل حناجر الشارع ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ! تضافرت أكف الناس لا فرق بين رجل وامراة ولا شعب وجيش أو قوات نظامية ! وكان الاضراب المدني السلاح الأمضى لحسم الموقف لصالح نداء الأحرار ! وكان ايمان الثوار بالله هو ما وطد ايمانهم بالشعب الحبيب والأب ، حيث أحتشد البسطاء في ساحة المجد ،فزدنا عددا و توافد الشرفاء وقد أقتحموا النار فصاورا في يد الشعب مشاعل ، وتساقط الشهداء نياما لا موتى فعاشوا في ثرى الوطن أبدا ! وتوالت الشعارات التي ولدت من رحم الثورة ، فعادت حقوق المرأة لتزين الوطن بأولى نائبات النصف الآخر شمعة تلاليء تحت قبة البرلمان الأول بعد أكتوبر ! التي مضت قبل أن تسكب ورودها رحيق الأمل في قوارير الغد ، فذبلت في صيف التناحر وتساقطت أوراقها بعيدا عن بيدر الحصاد بعد أن عطش الحقل ! وتحركت في عثرات درب ديمقراطية مابعد أكتوبر عجلات المجنزرات من جديد وغابت ملامح الطريق مع انطفاء شمعات الأمل لستة عشر عاما حسوما ! لتنتهي بابريل التي أنتهت هي الآخرى الى مدافن التامر والتجاذب ! وهاهي ساقية الفشل تدور خالية من كل قطرة أمل يمكن أن يحي زهرات أكتوبر في عيون الوطن ، حيث أنكفأ الشارع على صياح المصارين و تصلبت العقول وانحبست خلف حوائط الحيرة ن فانتكست حقوق المراة التي اتت بها اكتور من دروب الضياع ، لتعيش مهيرات السودان عهدا يجلدن فيه أمام السابلة وتبث صرخات استجدائهن المختلطة بضحكات الجلادين عبر قنوات الأسفير ، في زمان تذكرت فيه الدول أننا من أطلق الربيع في دروب الخلاص من كل ظالم ، فانطلقوا على وقع خطانا القديمة ، فيما تكبلت أقدامنا نحن من جديد وبتنا نحترق في لهيب الذكرى ..بعد أن ذاب ربيع أكتوبر ونسمات ابريل في جحيم الأنقاذ الطويل الذي صهر كرامة الوطن وأهله وصبهما في قنوات الليل الطويل الذي لن ينجلى باحلام اليقظة وانما بعزم النضال ..! الصورة الرئيس عبود لحظة تسليم الحكم لسر الختم الخليفة كأول رئيس وزراء مدني بعد ثورة أكتوبر.