اليوم الثامن المشير سوار الدهب و المشير طنطاوي .. تطابق الموقف و المواقف ..!!! أسامة عوض الله [email protected] شدني بشدة و أسرني حوار المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر الشقيقة ، و الذي أجراه معه رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية الأستاذ مصطفى بكري .. و هو أول حوار و حديث للمشير طنطاوي الرجل العسكري الصامت و الصارم الملتزم الذي تولى مسئولية قيادة مصر في مرحلة تاريخية خطيرة و حرجة ، و في فترة تاريخية فارقة. لقد إلتزم المشير طنطاوي بما وعد به هو و زملاءه ضباط مصر العظام أعضاء المجلس العسكري. و لا أدري لماذا بعد ثورة 25 يناير المصرية دائماً أقارن بين المشير طنطاوي في مصر ، و المشير سوار الدهب في السودان. إن الرجلان عندي يتشابهان .. يتشابهان تماماً .. يتشابهان في كل شيء .. تشابه كربوني .. أو كأنهما نسخة واحدة تم تصويرها .. إنهما يتشابهان في إنحيازهما للشعب و خياره في الثورة .. و هذا ما عناه المشير طنطاوي في حواره حينما قال لمصطفى بكري : (الشعب هو أصل الشرعية .. و قد انحزنا للثورة لأنها كانت ثورة شعب .. وكان انحيازنا لها انحيازاً للشرعية .. لقد تصرفنا التصرف الذي يليق بالمصريين وبجيشهم الوطني ، لقد استُشهد الكثيرون منا في الحرب ، والذين لم يدخلوا الحروب لديهم رغبة في الشهادة دفاعًا عن هذا الوطن ، ومن أجل ذلك أخذنا علي نفسنا عهدًا بالحفاظ علي مصر والحيلولة دون إراقة قطرة دم واحدة .. و أحمد لله أننا أوفينا بما تعهدنا به ، أجرينا انتخابات نزيهة وحرة ، وسلمنا السلطة إلي الرئيس المنتخب في الموعد المحدد) .. و هذا هو ما حدث بالضبط من المشير سوار الدهب ، و سبق عليه صنوه المشير طنطاوي ، حينما قاد المشير سوار الدهب قبل قرابة ربع قرن و ذلك في رجب أبريل من العام 1985 م حينما قاد القوات المسلحة السودانية حينما كان قائداً لها و وزيراً للدفاع (نفس مناصب المشير طنطاوي) للإنحياز لخيار الشعب السوداني الذي قام وقتها بالثورة (سبحان الله كانت الثورة ضد الرئيس الراحل المشير نميري عليه الرحمة .. و الرجل كان صنو للرئيس المصري السالق الفريق طيار حسني مبارك و صديق شخصي له .. و في زمنهما تم تطبيق ما عرف بالتكامل و الذي كان خطوة جريئة و كبيرة و عظيمة و متقدمة من الرجلين الرئيسين السابقين). يومها في رجب أبريل من العام 1985 م إنحازت القوات المسلحة السودانية لخيار الشعب السوداني في ثورته التي عرفت ولا تزال تعرف ب (الإنتفاضة) . و كانت إنتفاضة رجب أبريل هي بحق (ربيع عربي) متقدم عرفه الشعب السوداني ، و سبق به كل الشعوب العربية و الاأفريقية في الربيع. و ليس هذا فحسب لم تكن إنتفاضة رجب أبريل هي أول ربيع عربي بل كانت الثانية بعد أول ربيع عربي و هو كذلك (سوداني خالص) و ذلك قبل قرابة نصف قرن ، و به أعني ثورة 21 أكتوبر التي إندلعت في الحادي و العشرون من أكتوبر من العام 1964 م و مرت أمس الأول ذكراها الثامنة و الأربعون .. إذن نحن السودانيون سبقنا كل الربيع العربي و كنا الرواد فيه و قدمنا خلال النصف قرن الماضي ربيعان عربيان خالصان كاملا الدسم بمعدل ربيع في رأس كل ربع قرن. مستشار تحرير أخبار اليوم السودانية