حق الرد .. ( اسد علينا و فى الحروب نعامة ) بقلم / مؤنس فاروق [email protected] لقد عانينا و عانى السودان طويلا من نظام الانقاذ و مراهقته السياسية التى جعلته يتخبط كثيرا ..كيف لا وهو يمثل باكورة اول (بلوغ) للاسلاميين الى السلطة التى حاولوا الوصول اليها بشتى السبل ليس فى السودان فحسب بل فى المنطقة و العالم باثره فكان انقلاب يونيو 89 بمثابة المرتع الذى وجد فيه الاسلام السياسى ضالته المنشوده لتتقاطر جموع الاسلاميين و الارهابيين المبعدين و الهاربين من كل حدب وصوب نحو السودان بعد ان فتح نظام الانقاذ بقاع البلاد و سهلها ملجأ لكل هارب و ضال محولا السودان و شعبه الى دولة ترعى و تصدر الارهاب العالمى و تأوى المجرمين و القتلة .. لقد كانت نشوة الاسلاميين بالسلطة كبيرة و مسكره لدرجة انها افقدتهم تفكيرهم و اصبحوا من شدة تخبطهم (كالشخص الذى يريد ان يتعلم قيادة السيارة فى يوم واحد) فظهرت الشعارات الغريبة على شاكلة ( امريكا روسيا قد دنا عذابها ) و ( يا الامريكان ليكم تدربنا ) فسأت علاقة السودان بكل جيرانه جراء سياسات النظام المراهق التى كان يحاول من خلالها ان يسابق الزمن و يقيم سياساته العشوائية و مشروعاته الواهمة التى صورت لهم مقدرتهم على اقامة دولة الخلافة فى السودان ( المؤتمر الشعبى العربى الاسلامى ) دون ان نغفل عن جنون البقر الذى لازم سياسة الانقاذ الخارجية بداية من تأييد صدام فى غزو الكويت مرور بمحاولة اغتيال حسنى مبارك و زعزعة استقرار المنطقة و دول الجوار و قد ظل الشعب السودانى هو من يدفع فاتورة المراهقة المسعورة لنظام الانقاذ خارجيا ( عقوبات اقتصادية و سياسية و نفسية ايضا ) بعد ان اصبح اسم السودان فى قائمة الدول السوداء .. اما على الصعيد الداخلى فحدث ولا حرج عن ما فعلته مراهقة الاسلاميين السياسية من قتل و تشريد و تنكيل بالخصوم السياسيين و تسييس الخدمة المدنية و القوات النظامية و احالة كوادر و كفاءات الشعب السودانى الى الصالح العام و تدمير التعليم و مؤسساته بالكامل و خصخصة القطاع العام و القضاء على مشروعات البلاد الكبرى و تأجيج حرب الجنوب على نسق دينى و اشاعة الفتنة القبلية و نشر الفساد بالشكل الذى اصبح معه كل الشعب فقيرا و مريضا و و الكثير الذى لا يحصى او يعد من الخراب المدمر و الظلم المرير .. ثم تهبط علينا فجأة مفاصلة القصر و المنشية الشهيرة ( ما بين مصدق و مكذب ) و التى كنا نظن انها قد تنهى فصول تلك المراهقة المشينه و ان يصحح النظام من مساره و يلتفت الى قضايا الوطن الاساسية فى التنمية و السلام و الاصلاح السياسى و اخراج البلاد من حفرتها العميقة .. لكن هيهات (ان يستقيم الظل و العود اعوج) فنظام الخرطوم الذى ترك قضايا الوطن كافة ليكون خادما و عميلا لقضايا العرب و المسلمين اصبح الان عميلا للغرب و امريكا حتى يدفع فاتورة بقائه فى السلطة بعد الحرب العالمية على الارهاب و الدول التى ترعاه و يكفر عن سيئات مراهقته الباكره..و واصل النظام فى تخبطه و عشوائيته الفذه مشعلا للحروب و الازمات الداخلية لتعم شتى ارجاء السودان مستخدما كافة اشكال العنف و الابادة ضد شعبه الى درجة ان يصبح رئيس النظام و وزير دفاعه مجرمى حرب امام العدالة الدولية .. ورغم ذلك نجد ان نظام (المراهقة) الاسلامية الذى ادمن الان الانبطاح خارجيا فى كل الاتجاهات لا يقوى على رفع صوته سوى على شعبه الصابر المغلوب على امره .. فطائراته لا تطير و تضرب الا فوق روؤس المهمشين و المظلومين فى الجنوب (سابقا ) و فى دارفور و جبال النوبة حاليا لكنها لا تستطيع ان تحلق فوق الفشقة المحتلة او حلايب المسلوبة و مدفعيته لا تقصف سوى قرى الهامش و معسكرات النازحين الهاربين من جحيم النظام و جبروته . افبعد كل ما سمعناه من شعارات النظام السابقة و تصديهم لدول الاستكبار العالمى التى تستهدف عقيدتهم و منهجهم .. و ما تدربوه للامريكان و اسرائيل و ما اعدوه من قوة و من رباط الخيل ..تأتى طائرات ( اسرائيل ) و تتنزه فوق اجواء السودان تضرب كما تشاء و تكشف عورتهم الى ما فوق الركبة (الخرطوم) دون ان يعلموا لها عددا ناهيك ان يتصدوا لها .. الم يسمع و زير دفاعنا بالطائرة التركية التى اسقطت بمجرد دخولها الاجواء السورية ليأتى و يتحجج لنا بالظلام ( منذ متى كانت غارات الهجوم تشن نهارا ) و يتكلمون الان عن الرد و حق الرد ( اى عبث هذا فى ساعة الرد) لماذا لم تكسحو و تمسحو طائرات بنى صهيون (على الاقل كان تمسكوا طيار واحد حى و تسلمو حماس). اول رد كان من المفترض يكون استقالة وزير الدفاع و محاسبة المقصرين الذين ساهموا فى انتهاك عرض الوطن بتلك الطريقة السافرة و المخجلة لكن (لا حياء لمن ننادى ) لقد كشفت الغارة الاسرائلية مدى هشاشة النظام الاسلامى السودانى (الجعجاع ) وانه ليس سوى (نعامة تحاكى صولة الاسد) كما فضحت مدى كذبه حول ميزانية الدولة و الصرف على الامن و ان ما يصرف على الامن و الجيش و التسليح ليس لتأمين البلاد او ارهاب العدو ( باب النجار مخلع ) بل لتامين المال و السلاح الى حماس فى غزة . من حق (النعامة )الان ان تتمتع بحقها فى فرفرة المذبوح كاملة اما نحن فلن نظل فى انتظار ردا نعلم انه لن يأتى لكننا سنبقى على امل رسالة جديدة تحمل الينا بشريات الفجر الجديد الذى نأمل ! اسد على و فى الحرب نعامة .. فتخاء تنفر من صفير الصافر هلا خرجت الى غزالة فى الوغى ام ان قلبك بين جناحى طائر