بسم الله الرحمن الرحيم الوطني سقوط القيم قبل الأشخاص بقلم / محمد ابراهيم نور الدين طراي [email protected] لا أريد ان أناقش انحرافات الأشخاص ولكنني بصدد التحدث عن الانحراف عن الفكرة والافلاس في عالم القيم الذي يؤدي الى حافة الهاوية كما قال صاحب معالم في الطريق الشهيد سيد قطب ان الحادثة التي شغلت أهل البحر الأحمر وجعلتهم في جدل بين رافض وشامت ومشفق على حال الرجل يبحث له عن التبريرات بحسابنها مؤامرة وأمر دبر بليل اتهمت فيه جهات كثيرة بانها كانت تتأمر للثأر من الرجل ، ليس مقصودنا من هذا المقال ان نناقش قضيته فالله مخير مع عباده انشاء عذبهم وانشاء غفر لهم ولعل الرجل قد تاب توبة نصوحه لو وزعت على أهل المؤتمر الوطني لكفتهم ، ولكننا بصدد الحديث عن سقوط القيم داخل هذا الحزب بعد ابتعادهم عن المنهج السليم وهذا هو مربط الفرس ومكمن الداء ان الوطني قد انحرف عن جادت الطريق وسقطت المبادي والقيم وأصبحت شعارات فقط يرددها في المناسبات والملمات السياسية وتزين بها الحوائط وتكتب في لافتات من القماش الفاخر الوانها تسر الناظرين وهذا هو مكانهاالطبيعي عندهم لا يحسونها و لايطبقونها واقعاً في حياتهم لتحيا بها انفسهم التي قتلتها شهوة السلطة وحب المال ان سقوط القيم داخل الوطني لأخطر من سقوط الأشخاص لأن القيم والاخلاق والأفكار هي التي تضبط تصرفات الفرد وان الجماعة التي تجتمع من اجل قيمة أكبر وغاية أسمى هي التي يتناصح أفرادها ( يأمرون بعضهم بالمعروف ويتناهون عن المنكر ) أما من يجتمعون لدنيا يصيبونها أو إمرأة ينكحونها يتناطحون ( لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) وهنا عندهم تبرر الغاية الوسيلة . بعض قاصري النظر وضيقي الأفق ممن ههم داخل الوطني الذي يعتبرون انفسهم من الصفوة من ابناء الحركة الإسلامية يعتقدون ان سقوط الأشخاص هو انتصار للقيم ولكننا نرى عكس ذلك فسقوط المبادئ والقيم والابتعاد عن المنهج الحق هو الذي ادى الى سقوط الأشخاص لأن الفكرة السليمة والمنهج القويم الذي ينتمي اليه الفرد هو الذي يقوم سلوكه ان كانت الفكرة سليمه أو الجماعة صالحة قياساً على الصلاة فان صلحة صلح سائر عمل العبد وان فسدت فسد عمل العبد ان جملة الانحرافات في المنهج لدى المؤتمر الوطني من الطبيعي ان تؤدي الى جملة من الانحرافات في سلوك الأفراد على مستوي القاعدة والقيادة لذلك غابت عن هذا الحزب القيادات الربانية وضيعوا ارثاً قد بناه من قبلهم رجال كما قال الشهيد الفاتح حمزة وللاسف لايوجد داخل الوطني من لهم الجرأة على محاربة الفساد لا الصمت على الأخطاء وكلنا يعلم بان زيداً ليس بأفضل من عبيد وان عملية الاصلاح لمن هم داخل الوطني أصبحت فرض عين وان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ، ولكنكم تدفنوا رؤوسكم في الرمال لان مصالحكم الدنيويه قد اصبحت أولى من مصالح الدين وقدمت على كل شئ والدليل على ذلك كيف لمن ينتسبون الى الاسلام ويدعون انهم حزب اسلامي ان يغضوا الطرف عن القيادة التي تقودهم في الولاية أو تقود حزبهم وكل يعلم بانها قيادة قد أهدروا أموال الشعب وضيعوا الوقت وأماتو الدين لأنهم انصرفو الى الدنيا بقولهم (شغلتنا أموالنا وأهلونا ) وكنا نظن بان بعض من المجاهدين ممن يظنون بالوطني خيراً وبان الدولة اسلامية قد فاقوا من غيبوبتهم بعد اعلانهم المشاركة في مبادرة المجادهين ( السائحون ) رغم اخذهم الاذن لكنهم لم يكملو المشوار دون ان يبرروا أسباب انسحابهم وأنا أتعجب كيف لمن قدموا أرواحهم وواجهو الموت ان يرهبهم بطش السلطان فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال ( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) ان المسؤلية كبيرة وان سكوتكم على الباطل لمفسده فالساكت عن الحق شيطان اخرص اليس فيكم سعيد بن جبير الذي وقف في وجه الحجاج فمن منكم يقف في وجه الحجاج ليقول كلمة الحق ، فقد غابت سنة المناصحة عندهم وان المناصحة تعتبر رأي سياسي يصنف من يجاهر بها ويمكن ان يتم ابعاده من منصبه ان كان له منصب ومن موقعه ان كان صاحب موقع ويصنف على انه ينتمي الى الحزب الفلاني أو من القبيلة العلانية كل هذا نتاج لما ذكرناه وهو سقوط القيم فلا تفرحوا بسقوط الاشخاص فما زالت السماء ملبده بالقيوم .