[email protected] اختطاف الثورات السودانية : هل خبا وهج الثورة فى دارفور بعد عدة اعوام من طلوع فجرها ؟ ام ان المتخوفين منها نجحوا فى تشويه صورتها ؟ ام ان الذين اختطفوها انحرفوا بها عن المسار الذى يلبى طموحات شعبها ومن صنعوها بصراعتهم الداخلية وصراع المصالح الذى لا ينتهى ...؟ هذه التساؤلات ما كانت لتطرح لو لم تمت الثورة كحق مشروع فى دارفور وتحول المطالبين بها الى صراعات جانبيه مع الاشارة الى عجز المجتمع الدولى لايجاد حل يتفق عليه كل الاطراف ... ما كانت هذه الاسئلة لو لم تندلع نزاعات وصراعات بين خاطفى الثورة والانتهازيين واسلامويين همهم الاول نجاح سياسة فرق تسد , لا يرد على ذلك بأن كل الثورات فى العالم والتاريخ مرت بمثل ما تمر به الثورة فى دارفور اى بمرحلة انتقالية تتناحر وتتخبط فيها القوى التيارات السياسية الجديدة وذلك لان العالم الان يختلف عن عالم القرون الوسطى عالم الترابط التكنولجى تترابط فيها مصالح الكل ومصائر الشعوب بشكل واضح بحيث ما يجرى فى دارفور الان يؤثر وبشكل واضح على جبال النوبة او اى اتجاه اخرى من اقاصى الهامش البعيد .... لذا علينا ان لا ننسى مايجرى الان من تحالفات قد تطيح بما تبقى نسيج اجتماعى ( امثال منبر السلام العادل وكتابات الوصى على البلاد ذلك الهندى ) وغيرها علينا ان ننسى تلك القوى التى ترى فى ثورات الهامش خطر عليها فهذه القوى وغيرها لا يسرها او يناسبها قيام انظمة ديمقراطية لذلك تحاول جاهدة فى ان يستشرى عدوة الانفصال الى دارفور وجبال النوبة والا كيف نفسر مواقفها السالبة ومواقفها المتعنته تجاه العلاقة مع دولة الجنوب .... فى مطلق الاحوال لابد لقوى الهامش ان نتمسك بوحدة صفنا رغم اختلافاتنا الاتجاهية وتوحيد ما يمكن توحيده من الصفوف والمواقف حتى نستطيع مجابهت ذلك المد السلبى لان ذلك سيكون لهو وزنه مستقبلاً ... قد يرى البعض فى ما ادعو اليه سذاجه لكن فلتعلموا ان ترك الامور تجرى فى اعنتها والتشاطر على بعضنا البعض سوف لن يحمل الى الاجيال الطالعة العلم والعمل والحرية ؟؟؟ صحيح ان نظام الحكم القائم و الذى قد يسقط تحت اى لحظة بسبب عوامل الطقس السياسى قد فشل فى تحقيق امانى شعبه المسحوق وانتشاله من لجة العذاب وكان يتذرع ولا يزال يتذرع بالاخطار الخارجية لكى يحرم شعبه من الحرية والكرامة لكن على الاقل حافظت على جزء من مصداقيتها بأنها هى التى جعلت من شعبه مغلوب على امره ... لكن ما نخشاه اليوم هو ان ياتى نظام جديد يحيد عن طريق الديمقراطية ويؤدى ذلك الى تفتيت ما تبقى من وحدة ويقسم كيانات الدولة القائمة ولا سيما وان هذه الكيانات تشد اواصرها الوطنية لكن تهددها الولاءات العرقية والمذهبية بالتقسيم ... لقد صفق السودان للثورات فى دارفور واعتبروا ذلك انتفاضة شعب وظاهرة تاريخية صحية مهمة على غرار الثورات الكبرى التى عرفها التاريخ ولكن هذا التصفيق بدء يخف ويفتر وترتفع فى الاجواء اسئلة وعلامات تعجب واستفهام كثيرة , كما توقف عداد التاريخ عند ما يجرى فى دارفور من صراعات داخلية وامراض الانتهازية والتى ما لم نشفى منها لن نتقدم خطوة حتى جاءت الف ضربة استباقية لاسرائيل على اليرموك .... ولكم حبى احمد محمد ادريس محمود المحامي