حكايا صدقي البخيت [email protected] وعن هجرة الاطباء نحكي ..!! جاء في الاخبار قبل ايام ان مسئولين في وزارة الصحة واخرين في جامعة الخرطوم وصفوا هجرة الاطباء بالكارثة والمصيبة في اعقاب استقالة عدد مقدر من الكوادر وتفضيلهم الهجرة على العمل في الاجواء الحالية ... بهذه المناسبة نعيد على القارئ الكريم نفس المقال الذي تناولنا فيه حديث السيد وزير الصحة والذي تضمن تشجيعه لهجرة الكوادر بدعوى ان وزارته تعاني من فائض العمالة ... .. تفضل عزيزي القارئ : السيد وزير الصحة بولاية الخرطوم (مامون حميدة )خلال زيارته للجنة الصحة والتعليم دعا الاطباء دونما حياء الى الهجرة ومغادرة البلاد وكأنه عنقالي في اسواق البادية وليس وزيرا مسئولا يقع على عاتقه عبء النهوض بمرافق الصحة في بلد الغرائب والعجائب , حجته في ذلك ان وزارته تعاني من فائض عمالة . والشاهد , على العكس تماما ان كل منشات البلد الصحية سيما في الولايات والقرى النائية تعاني نقصا جليا في الكوادر على اختلاف تخصصاتهم . وان كانت مستشفيات العاصمة الحكومية احسن السيئين , الا انها تقبع في موضع اسوأ السيئين اذا ما قورنت باكثر دول العالم سوءا , اذ ان حميدة ووزارته التي يجب ان تأخذ جل الاهتمام وكل الرعاية هي اسوأ وزارة في بلد تلاشت فيها الامانة واندثرت القيم واصبح مواطنها بلا قيمة حيا كان أو ميتا .. عندما تم تعيين ذاك ال (حميدة ) وزيرا لتلك الصحة استبشر الكثيرون خيرا وانبرت بعض الاقلام الساذجة تعظم الوزير المرتقب وتجعل المواطن يحلم بواقع صحي مميز وعلاج دائم وخدمة (فايف ستارز) ودواء متوفر و.. و... وكان ردنا حينئذ ان السيد حميدة لو كان يريد خيرا بالوطن والمواطن لساهم في ذلك دون ان يكون صاحب منصب دستوري , يكفيه ان يفتح ابواب ( الزيتونة ) يوما في السنة لفقراء ومحتاجي بلادي , ولكن انى له ذلك وهو يستثمر في حياة البشر , وها قد سنحت له الفرصة ليواصل استثماره ( ولكن في موت البشر هذه المرة ) وفق منصب دبلوماسي ودستوري . الحال الذي الت اليه العاصمة صحيا بلاشك مخجل ومزر ,, لا يحتاج الى وقفة فحسب . بل هو في حاجة ماسة الى خطوة جريئة وحاسمة لتدارك ما يمكن , وهذا التدارك لن يحدث الا باعفاء المدعو وزير الصحة بمرافقة والي الخرطوم من مناصبهما على الفور . هجرة الاطباء قد تعود على الطبيب نفسه بالنفع المادي والراحة المعنوية في عمله بما سيتوفر له من امكانيات ومعدات , بيد انها تأخذ من حق الوطن والمواطن , فالبلد في اشد الحوجة لكل كوادرها اطباء ومهندسين وتقنيين وحرفيين ومعلمين , ولكننا درجنا على ان نقذف بمواهبنا بعيدا ان لم يكونوا يتشاركون في الانتماء الى حظيرة الحزب الحاكم , وهو أمر خطير طفحت تبعاته على الاسطح منذ أمد , الا انه يفيض يوما بعد اخر فوصل الى حد الاستفحال وما له من حل , فيارب دمر هذه الحظيرة بمن فيها ومافيها انت مولى ذلك والقادر عليه .