الفوضى وغياب ألخدمة الطبية شعار مستشفى ودمدنى .. عبدالجليل على محمد عبدالفتاح [email protected] * ذهبت برفقة الوالدة للمستشفى للقيام ببعض المراجعة الطبية وقضيت سحابة النهار كُله وخرجت محزون مكلوم مأزوم لما رأيته من تدمير شامل و كامل وهائل ومزعج لمواطن المدينة ولاشك أن المجال الذى تعرض لأسوأ دمار بولاية الجزيرة لهو مرفق (الصحة) والذى بلغ دماره مرحلة مخيفة تجعل الولدان شيبا .. فالعلاج داخل المستشفى صارت رحلة من العذاب والمعاناة* قد تكلف المريض حياته لأنها باتت خرابات ومستنقع أمراض تُصيب من يقترب منها*. فالمنظومة الصحية فى (ودمدنى) ماتت إكلينيكياً* ولم يبقى إلا اعلان الوفاة ومراسم الدفن والتشييع فلا أجهزة ولا أطباء ولا علاج ولا أى شىء يمكن أن تقدمه للمرضى الفقراء الذين لا يجدون بديلا*!! ولا شك أن فشل وزارة الصحة واضح في عدم الاستفادة من المنشآت الطبية التى أهدرت فيها المليارات من الجنيهات ولم تُستغل حتي الآن بل وتحولت لمساكن للأشباح* لا يوجد شىء داخل الصروح الطبيةتقدمه للمرضي سوى الفساد والإهمال* وأصبح الداخل مفقوداً* والخارج مولوداً* فلا علاج فى (مدنى) إلا للقادرين* !! فالسادةالأطباء والجراحين تركوا الواجب لاطباء الامتياز وانشغلوا هم ب*(البيزنس*) وباء العمائر وركوب فاخر السيارات فالكل فى ودمدنى مستفيد إلا(المرضى)فحال مستشفيات الولاية كمرض خبيث يصعب علاجه* ..كتب متخصصون ومهتمون كُثر بمسألة الصحة فى مدنى كُتبت كثيراً من الدراسات والمقالات الرصينة حول تدهور النشاط الطبى متعرضين بإسهاب للأسباب ومن ثم آفاق المعالجة ويكاد لا يمر شهرا اٍلا ونجد كاتب حادب ومشفق قد قام بتناول الموضوع ولكن مسائل الصحة تسير كما هى عليه فى السابق ويبدو أن الولاية لها أجندتها ذات الأسبقية التى تعلو على مسألة الصحة وكما هو واضح ووفقا لتقديرى الشخصى فالمعالجة في مستشفى ودمدنى (بائسة) ولا ترقى لمستوى مواطن محترم وكأن ادارة الولاية تفتقر للإحساس الحقيقى لما هو واقع في قطاع الصحة بالتحديد ..اننا نتساءل ونهدف فى الأساس للفت الاٍنتباه وقرع الأجراس لما يدور فى مجال العلاج من حولنا بالطبع الصورة قاتمة وتبعث على القلق وتعكس صورة الدمار النووى الذى حظى به قطاع العلاج مثله مثل قِطاعات أخرى كثيرة فى زمن الاٍنقاذ الردىء.. * وتُصر وزارة الصحة بالولاية أن تواصل نومها الكهفى العميق بغيابها التام وتتمسك بالبقاء داخل كهفها المظلم كسحفاة مقيدة اليدين والرجلين لا ترى ولا تتحرك لتتابع الوضع الصحى بمستشفى ودمدنى التأليمى أيُعقل أن يكون لهذة الوزارة (وزير)؟ جيوش جرارة من العاملين والكوادر وفوق هذا وذاك تردى مريع ومخيف للبيئة الطبية الفاقدة للصلاحية .. تجولت بعنابر المشفى انها مدينة للأوساخ ومسرح كبير للنفايات فالتدهور جدُ مريع ولا أحد من مسؤولى الصحة من أعلى القمة لأسفلها لن يتجرأ ليترجل من عليائه ليرى هذة الفوضى التى ترسم صورة شائهة للقُبح فى كل عنبر.. * يبدو أننا سنواصل بودمدنى متابعة مسلسل المخازى والمآسى والمعاناة التى بلغت مرحلة ما لا عينُ رأت ولا أذن سمعت وكل ذلك بسبب فئة باغية أعماها الباطل عن الحق يحتار المرء فى الإهمال التام لصحة الإنسان كأهم عناصر التنمية .. فقطاع الصحة على وشك الانهيار تماماً بودمدنى افادات عديدة وشواهد كبيرة وكثيرة تؤكد قرب الانهيار الموعود للقطاع .. * حيث شكلت هجرة الاطباء وسوء الخدمات الصحية والطبية وضف اليها سوء ورداءه البُنى التحتية للقطاع صارت معلم بارز مما جعل الكثير يبحث عن علاجه خارج المستشفى فى السعى خلف الخدمات الجيدة والتشخيص السليم الذى يتبعه علاج سليم وكذلك تقليل الانفاق وصاحب هذا التدهور فى القطاع الصحى تدهور في الخدمات والرقابة الصحية حيث تفشت كثير من الامراض وخصوصا المستعصية.. رغم تقولات أرباب النظام بالبناء والدعم والخدمات ليبقى النظام جاهلاً ومتجاهلاً لكل الأصوات التى تناشد إدارة (الولاية) بحل بات شبه حلم للخروج من الأزمات اليومية. والأزمة الصحية ليست شيئا جديدا على مواطن (الجزيرة) ولذا كان وجوب إحداث ثورة وإنقلاب جذرى داخل المؤسسة الصحية هو أمر بات شبه مؤكد لما تحمله الحاجة الماسة وما يؤكده التراكم المرير للمعاناة الإنسانية داخل المؤسسة الصحية وخاصة مستشفى (الاطفال) أللواء 20 .. فالفوضى عارمة وطرقات متهالكة وخدمة طبية مفقودة هى سِمة مميزة للمستشفي العام علي الرغم من أنها تحصل علي الاعتماد المالى سنوياً إلا أن الواقع مرير للمرضى الباحثين عن رعاية صحية مناسبة في هذه المستشفيات .. وعبر (الراكوبة) نُطالب المسئولين بوزارة الصحة بالتحرك السريع للانتهاء من هذه الإصلاحات خاصة الطرق المؤدية لغرف العمليات وأقسام حجز المرضى بسبب المعاناة التي يتحملها أهل المريض فى نقل مرضاهم عقب اجراء العمليات حتي السكن المخصص لحجز المرضى بالعنابر.. كانت (مأساة) عند اجراء جراحة لمريضة حيث قام أهلها بتوصيلها لقسم النساء عقب اجراء العملية نظرا لأن الطريق الموصل كان مليئاً بالكسور والأتربة ولولا عناية الله كادت أن تسقط من بين أيديهم ولكانت المأساة كبيرة.. هذا غير أرتال السيارات الخاصة والملاكي والتاكسي تظل تدور بداخل المستشفي وهناك حالات مرضية تحتاج لدخول بسيارة لقسم بعينه وعند دخوله لا يعرف الوصول نظرا لكم السيارات الكبير الموجود أمام هذه الاقسام.. * أما الحالة المزرية كانت بمشفى الاطفال أللواء20 والذى تحولّ إلي ما يُشبه(خرابات) ومأوى للقطط الضالة والقمامة وليس مشفى تقوم بعلاج أطفال مرضى ففى العنبر العام رقم (4).. يُمكننى وصف المرضى الخاضعون للعلاج داخل هذه العنابر بأنها ليست إلا مستنقعات للمخلفات الطبية.. فبالله كيف يكون المستشفى لشفاء الأطفال وهو مصدر لمرضهم فالقمامة مصدر لإمراض خطيرة وتجلب الحشرات التى هى أهم ناقل للإمراض المعدية لتؤكد ان رحلة العلاج اصبحت رحلة عذاب بمستشفى الاطفال أللواء20 .. أن العلاج فى مثل هذه المستشفيات غير (الآدمية) اصبح مكلفا للمريض ونتسائل كواطن أين وزارة الصحة وأين دورها فى حصول المواطن على سبل العلاج له ولأسرته وتوفير الدواء له بسعر في متناول يده.. * ونُطالب الوالى(الزبير بشير طه) أن يتكرم ويتنازل ويزور مشافى ودمدنى ليلاً بدون (مافيا) الوزارة لتضع حداً لهذه الحالة المزرية الذى لم يعد يقدر الاطباء والمرضى علي تحملها وألله سيسألك يوم السؤال يازبير فلن ينفعك النظام ولا أربابه!! * * عبدالجليل على محمد عبدالفتاح .. (الجعلى البعدى يومو خنق) ودمدنى السُنى الخميس 22نوفمبر