التيارات الأسلاميه فالحين فى المعارضه خايبين فى السلطه! تاج السر حسين [email protected] مدخل لابد منه: علماء السياسة يقولون "لكى يبقى النظام الفاشل لأطول زمن ممكن، فلابد له من عدو خارجى أو داخلى، حقيقى أو مختلق وأن يضخم من حجم ذلك العدو ومن اثره وأن يتكأ على نظرية المؤامرة وهذا ما يحدث الآن من نظامى السودان ومصر (الأسلامويين)، الأول ظل يواصل الفشل منذ 23 سنه، والثانى ثبت فشله وأن ذاهب لذات الطريق قبل أن يكمل ستة اشهر. ومن بعد اقول .. لا أدرى ماذا جرى للمثقف والمفكر الليبرالى المصرى، الذى كان قائدا لقضايا التنوير فى المنطقة، فعدد كبير من الليبراليين المصريين وقفوا الى جانب مرشح (الأخوان المسلمين) فى المرحله الحاسمه لأنتخابات رئاسة الجمهورية دون أخذ ضمانات كافية يلتزم فيها ذلك المرشح بتأسيس دوله مدنيه ديمقراطيه حديثه ودستور يتوافق عليه كآفة المصريين بالطبع لن يرضى عنه (السلفيون) الذين لا يؤمنون بالدوله الحديثه أو (الديمقراطيه) لذلك كان الواجب يقتضى عدم مشاركتهم فى لجنة أعداد وصياغة الدستور والأكتفاء (بالوسطيين) من الأسلاميين قدر المستطاع .. وكأن المثقف الليبرالى المصرى لم يسمع بما حدث فى السودان طيلة 23 سنه من الدمار والخراب الذى انتهى بانفصال الجنوب وكيف نقض الأسلامويون العهود وأنقبلوا على كل من والهم وظن فيهم خيرا، بل اصبحوا كالنار التى حينما لا تجد ما تأكله، تأكل نفسها وتتحول الى رماد .. حيث شاهدنا كيف فى السودان انقلبوا على أنفسهم ورفاقهم وشيخهم واصبح حالهم يشبه حال من قالت عنهم الآيه (عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ). الآن النظام السودانى وفى كل صباح يوم جديد، تسمع له عن عدو خارجى أو داخلى وعن (مؤامرة) احبطت، اذا كان ذلك حقيقة أم كذبا ، ونفس الشئ تسمع به فى (مصر) من نظام يتبنى ذات المنهج الذى لا يتناسب ثقافة العصر وأنسانية القرن الحادى والعشرين، بل يعاديها تماما ولذلك يتخبطون وينفون ويثبتون الفتاوى التى صدرت من (فقهاء) اميين وأنصاف متعلمين فى عصور مضت، تتحدث عن مشروعية زواج قاصره فى سن تسع أو عشر سنوات ، اذا بلغت الحيض أو لم تبلغ. ويتحمل مسوؤلية ما جرى فى مصر ومن قبل فى السودان ، عدد من المفكرين والمثقفين الليبراللين، فاذا كان العذر لأؤلئك فى السودان أن النظام (الأسلاموى) الظلامى المتخلف، أغتصب السلطه عن طريق انقلاب عسكرى، وأرهب وعذب وقتل المفكرين، وأشترى الأرزقيه وضعاف النفوس منهم، فلا عذر للمثقف المصري الذى كانت لديه الفرصه خلال فترة تحول ديمقراطى فرضته (الثوره)، وجيش وطنى يقف على مسافة واحده من الجميع، أن يستوعب الدرس ولا يكرر تجربة السودان المريره ويعمل على عدم وصول (الأسلامويين) للسلطه، لأنهم لن يفرطوا فيها بكل السبل عن طريق الأغراء والترغيب والتحفيز وشراء الذمم، أو عن عن طريق التعذيب والأرهاب والقتل الذى يصل درجة الأبادة كما حدث فى جنوب السودان ودافور المنطقتان اللتان اباد فيهما النظام (الأسلاموى) فى السودان حوالى 3 مليون انسان، والعرب والمسلمون وفى مقدمتهم المصريين وجماعة (حماس) لا زالوا يدعمون نظام (البشير) ويقضون الطرف عن جرائمه، فى وقت يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسبب ما جرى فى (سوريا) التى نرفض نظامها الشمولى الديكتاتورى ونرجو تغييره بنظام ديمقراطى افضل، لكننا نرفض وصول تنظيم (القاعدة) والجهاديين الى السلطه كما نشاهد الآن من لحاهم، فيحدث ما حدث فى السودان ومصر. وأكثر ما استعجب له هو خروج عدد من المثقفين والأعلاميين المصريين على الفضائيات مشيدين بالنتيجة الباهره التى توصل اليها الأخوان المسلمين فى مصر، ونجاحهم فى (الوساطة) بين الفلسطينيين والأسرائيليين، اكرر مرة اخرى (الوساطه)، بعد أن سحبوا سفيرهم من أسرائيل وطلبوا فى حياء وأدب من السفير الأسرائيلى مغادرة مصر. وماذا كان يفعل نظام مبارك غير ذلك؟ وغير أن (يتوسط) بين الأسرائيليين والفلسطينين، عند اى صدام، من خلال جهاز (المخابرات)؟ وأين الجهاد الذى كانوا يتحدثون عنه وعن رفضهم لأتفاقية (كامب ديفيد) التى قتل بسببها السادات؟ أحد قيادات (الجماعات الأسلاميه) خرج مؤيدا تصرف الرئيس المصرى (مرسى)، ولم ينس أن يؤكد بأنهم سوف يحررون (القدس) !! فى الوقت المناسب. وهذا يعنى أن تسمع اسرئيل (المغفله) هذا الكلام وأن تبقى مكتوفة الأيدى وتتركهم يجهزوا انفسهم ويعدوا لها ما استطاعوا من قوة و(رباط الخيل)، وأن يدخلوا فاتحين ومحررين للقدس التى قدم فيها سفير مصر اوراق اعتماده ، فى وقت انكروا فيه ذات الفعل على دوله صغيره وجديده على المجتمع الدولى ليست اسلاميه أو عربيه هى دولة (جنوب السودان)، التى يدعم العرب والمسلمين تحرش نظام (طالبان) السودانى بها، والعمل على تركيعها، حتى لو جاع الشعب السودانى كله فى الشمال والجنوب. وبالأمس القريب وقع النظام المصرى (الأسلاموى) على قرض ربوى من البنك الدولى بفائدة 2 % .. هكذا الأسلاميين بكافة فصائلهم، متاجره بأسم الدين ومتاجره بالشريعه و(فالحين) وشطار جدا فى المعارضه والمزائدات على انظمتهم الديمقراطيه وغير الديمقراطيه، لكنهم فى السلطه فاشلون وخائبون. من قبل حاربوا الطاغية جعفر نميرى وحاربوا معته الشعب السودانى وكان يرمون بالسلع التموينيه والمواد الغذائيه فى (النيل) لكى يختلقوا الأزمات، ثم وصل بهم الأمر لحمل السلاح والتعاون فى ذلك مع دوله اجنبيه هى ليبيا، وشوهد القيادى (غازى صلاح الدين) وقتها يحمل السلاح ويقود مجموعة داخل دار الهاتف فى الخرطوم ، وضغطوا على (النميرى) حتى اعلن لهم عن (الشريعة) المدغمسه، وأحتفلوا بها وايدوها وقالوا انها (شريعة) صحيحه مليون فى المائه، وجعلوا من (النميرى) خليفة وملكا .. وتأمروا معه فى قتل المفكرين، وفى اذلال الشعب وقطع ايادى البسطاء والمحتاجين فى بلد كان (السوس) داخل رغيف الخبز أكثر من الدقيق، وكانت (حنفيات) المياه تصفر، بسبب شح المياه واذا جاءت بالماء كان مخلوطا بالطين، وكانت الكهرباء مقطوعة بصوره دائمه فى بلد تصل درجة الحرارة فيه الى 46 درجه ، وحتى لا ينفش (اسلاميو) نظام (البشير) ريشهم، نسألهم عن (السد) الذى كان بمثابة (الرد) على قرارات (اوكامبو) لماذا بعد صرف أكثر من 3 بليون دولار، يسعون لأستيراد الكهرباء من اثيوبيا؟ الشاهد فى الأمر زال النميرى وسقط نظامه فى انتفاضة شعبيه انحاز فيها جيش السودان الوطنى لشعبه كما حدث فى مصر أخيرا. لكن (ألسلامويين) الين تحالفوا مع النميرى وكانوا معه الى آخر لحظة، سرقوا (الأنتفاضة) وبدأوا فى ارهبوا القوى الوطنيه والأحزاب السياسيه ومنعوها من الغاء الشريعه (المدغمسه) التى عرفت بقوانين سبتمبر، والشريعه (الصحيحه) والسليمه مليون فى المائه لا تصلح لأنسانية هذا العصر ولا تناسبه ولا تحل مشاكله – اعنى بالطبع احكام الشريعه لا العبادات أو الجانب العقائدى. وكل من يتحدث عن (تحكيم) شريعه كاذب ومنافق و(خائب) وسوف يسقط فى اول امتحان كما سقط نظام الأخوان فى مصر، (بالوساطة) بين الفلسطينين والأسرائيليين وبالتوقيع على قرض ربوى من البنك الدولى. اصبحوا وسطاء بين الفلسطينيين والأسرائيليين لا (مجاهدين) ينحازون للحق ويطلبون الشهاده، واذا كان عذرهم هو عدم الأستعداد والجاهزيه، فهل بلعوا حديثهم وخطبهم الرنانة عن فأن الفئة القليلة التى حققت النصر فى (بدر) وكانت تتكون من 317 فردا مقابل 1000؟ ايها الكذبه المنافقون .. الزمن ليس الزمن والثقافه ليست الثقافه، لذلك الحل فى (الديمقراطيه) وفى الدوله المدنيه الحديثه التى اساسها المواطنه المتساويه لا (الشريعة) مدغمسه أو صحيحه، وكل من يسعى لغير ذلك فأنه مهزوم ومفضوح، لأن الله هو القائل (ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الظالمون) وحكم الله هو (العدل) المطلق، الذى لا يجعل مواطنا مغبونا أو مهمشا لأنه مسيحى وجد اباءه علىا ذلك فاتبعهم أو لأنه ليبرالى أو علمانى، بينما يميز (الأسلاموى) حتى لو كذب، كما فعل (القيادى) السلفى الذى ادعى أن جماعة أعتدت عليه فاتضح انه اجرى عملية تجميل أو كما فعل القيادى (السلفى) الذى يطالب (فكره) بتاسيس جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فقبض عليه متلبسا يمارس الرزيله فى الطريق العام مع فتاة (ليل) فى منطقة خلوية، لكنه لم يكتف بتلك الفضيحة بل أعتدى على الشرطه التى قبضت عليه، ثم بعد كل ذلك يخرجون ويقولون لك هذا تصرف شخصى لا دليل عدم صلاحية (منهج)!!