بقلم محمد سلمان القضاة [email protected] رسالة مفتوحة إلى أوباما.. فمنذ أكثر من عشرين شهرا وحمام الدم يتدفق من أبناء وبنات وأطفال الشعب السوري الذي خرج يطالب بالحرية والديمقراطية، وهو ما فتئ يسعى بكل السبل السلمية وغير السلمية للتحرر من نير حكم الطاغية بشار الأسد ومن نظامه الظالم المقيت، وأما شعوب الأرض، بمن فيهم الشعب الأميركي، فما فتئ يتفرج على جراح أطفال سوريا الأبرياء النازفة، فهلاّ وصل صدى صرخات أطفال سوريا إلى مسامعكم أيها الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ وربما يمكن التماس بعض المعذرة لكم بشأن فترة الانتخابات التي مضت، ولكنك الآن في فترة ولايتك الثانية والأخيرة أيها الرئيس الأميركي الذي تدعي دعم تحرر الشعوب ومساعدتها لنيل حريتها، فحري بكم أن تبادروا إلى تحسين صورة بلادكم في الخارج، وتحسين سمعة القيم والمثل العيا التي يدعيها شعبكم الكريم، على المستويين الداخلي والخارجي أيها العم سام، فأي حركة تقومون بها في السياسة الخارجية باتت محسوبة عليكم يا باراك آل أوباما خطوة خطوة. هذا، على مستوى علاقات الشعوب ومساندتها لبعضها البعض، وتضامنها من أجل الحرية والسلام على المستوى الدولى. كما أنه تتوجب عليكم مسؤولية أدبية أخلاقية أخرى تتناسب مع القيم والمثل العليا للأمة الأميركية، فالشعب السوري سوف لن ينسى أنكم تركتموه مضرجا بدمائه لقرابة السنتين، وذلك دون أن تتحرك مشاعركم الإنسانية لنجدته أو لتضميد جراحه. وأما على مستوى موقع الولاياتالمتحدة على الخارطة العالمية، فيؤسفنا إخباركم أن موقعكم بدأ يتضعضع في الشرق الأوسط منذ فترة ليست بالقصيرة، وذلك لحساب الدب الروسي الذي يريد أن يعود من نافذة التاريخ الذي سبق له أن أخرجه من بابه، كما أن موقعكم الريادي العالمي أيها العام سام بدأ يتضعضع لصالح التنين الصيني الذي يرى في المنطقة سوقا رائجة لبضائعه ومنتجاته، بل إن موقعكم بدأ يتضاءل أمام النفوذ الإيراني في آسيا وأفريقيا، فطهران باتت تتطلع إلى إحياء أمجاد الإمبراطوية الفارسية في المنطقة جهارا نهارا دون أن تتمكن واشنطن من تحريك ساكن. فالحرس الجمهوري الإيراني يا صديقنا باراك أوباما ما فتئ يمد جسورا جوية وبرية وبحرية لسفك دم الشعب السوري، ولمحاولة إنقاذ نظام الطاغية الأسد، وحزب الله اللبناني ما انفك يمد نظام الطاغية السوري بالمرتزقة والشبيحة، وكل ذلك يجري ولا يزال العم سام يغط في سبات عميق. ترى من تستيقظ من غفلتك أيها العم سام؟ ومتى تنهض أيها السابت في البيت الأبيض الأميركي؟ فإذا كنت تدعي التحالف مع شعوب المنطقة في الشرق الأوسط، فإنها تقرع بابك منذ فترة بعيدة، ولكنك تتظاهر بأنك لا تسمع الأجراس التي تدق على بابك أو من حول بابك! لم لا تحاول اللحاق بركب العدالة والإنسانية والقيم الأميركية يا أوباما قبل أن يأخذها الطوفان، ففي سوريا اليوم مقاتلون أشداء جاؤوا لنصرتها من كل فج عميق، وهم ليسوا بحاجة سوى لبعض العتاد والدعم الوجست ولغطاء جوي، وذلك حتى يتمكنوا من الإجهاز على بقايا نظام الأسد المهترئ، وبالتالي التمكن من وقف شلال دم الشعب السوري النازف والمتدفق منذ أشهر. يا أوباما، إذا لم تدعم الجيش السوري الحر في هذه الأوقات، فهل تظنه سيفكر بصداقة معكم بعد أن يحرر البلاد؟! يا أوباما إن النفوذ الإيراني يتمدد في كل اتجاه، حتى يكاد لا يبقي للنفوذ الأميركي موطئ قدم في الشرق الأوسط، الشرق الذي يشكل محور نهضة البلاد الأميركية برمتها. يا أوباما، الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى خارطة طريق يكون من شأنها تأمين النفط الذي تقوم عليها الصناعة الأوروبية والأميركية، خارطة طريق يكون من شأنها التمهيد لشعوب المنطقة للتخلص من كل الطغاة بدء من طاغية سوريا، فالربيع العربي ما بدأ ليتوقف. يا أوباما: سيسجل التاريخ لقائد أميركي أنه مد يديه للشعب السوري وللشعوب الأخرى الساعية نحو الحرية والديمقراطية، كما أنه سيسجل في المقابل لقائد أميركي أضاع مجد بلاده وموقعها الريادي في العالم بدء من الشرق الأوسط. يا أوباما: الشرق الأوسط يعتر أكثر أهمية لكم من مغامراتكم في بعض مناطق آسيا، والتفاتتكم إليه، وزيارتكم للمنطقة تبقى أفضل لكم من مقارعتكم التنين الصيني في الشرق الأقصى وفي مواقع أخرى! فهلاّ استيقظت أيها العم سام قبل فوات الأوان! إعلامي أردني مقيم في دولة قطر [email protected] رابط صورة كاتب المقال الشخصية: http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg