بالمنطق ابدأ بنفسك يا البشير..!! صلاح الدين عووضة [email protected] *إمام مسجد (النور) ألقى خطبةً - الجمعة الماضية - (أبكت!!) الكثيرين.. *وقال - ضمن ما قال - إنَّ على الناس تدبُّر معاني الحديث النبوي القائل:( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا).. *وفاجأ الإمام الحضور من كبار(المسؤولين) بحديث( جرئ) عن المظالم والتجاوزات وحب الدنيا.. *وهمس بعض المصلين - ساعتذاك- قائلين :( لعلها خطبة مُودِّع!!).. *والوداع الذي عناه هنا الهامسون أولئك هو وداع عن (الإمامة!!)- من على منبر مسجد (النور) - وليس وداعاً عن الدنيا.. *وأعادت الخطبة المؤثرة هذه إلى الأذهان ذكرى الخطبة تلك التي(بكى!!) صاحبها حتى لم يقوَ على الصلاة وهو يقارن بين (عذابات) الكثرة و(امتيازات) القلة.. *وثالث لم يره المصلون على المنبر مرة أخرى بعد أن طالب- باكياً- كل من لا يقدر على حمل (الأمانة!!) أن يتنحى بدلاً من أن (يكذب) على الله ، ونفسه ، والناس.. *نعود إلى حكاية إمام مسجد النور ونقول إنَّ كاتب هذه السطور - شخصياً- سمع (كفاحاً) من الإمام المذكور مثل الكلام هذا كثيراً قبل (الاستوزار!!).. *فقد كنت- ومعي نفر من الصحفيين- نحرص على سماع خطب الإمام هذا لإعجابنا بدعوته إلى بسط (العدل) و(الحرية) و(الديمقراطية!!) من منطلق ديني.. *فما كنا نؤمن به - ولانزال- أن قيم الإسلام السياسية (الحقة!!) هي التي ينتهجها الغرب الآن على نحو ما أشار الشيخ محمد عبده من قبل.. *أما ما نراه في منطقتنا من (تطبيقات!!) فهو من مخلفات تجارب(الملك العضوض) التي قطعت الطريق أمام التطور (الإيجابي) لما كان سائداً في عهود الخلافة.. *فلا حرية مثل التي كانت وقتذاك، ولا عدل، ولا زهد، ولا تقشُّف، ولا (خوف من الله!!).. *ثم - فجأةً - (صمت!!) عصام أحمد البشير عن الكلام( الجميل) هذا فور أن تم اختياره (وزيراً).. *بل وأضحى يتكلم - أحياناً- بكلام نقيض للذي كان يقوله ذاك.. *ومن بعد الوزارة جيء به إماماً لمسجد مجمع (النور) الفخيم.. *ومضى البشير يخطب خطباً مثل التي نسمعها من رزق والأردب وعبدالجليل الكاروري.. *ونسينا - أو كدنا- الإمام الداعي إلى (الحريات!!) ذاك الذي كنَّا نعرفه.. *ويوم الجمعة الماضي أعاد عصام خطبه سيرتها الأولى.. *فما الذي (استجد!!) ليخاطب إمام مسجد النور (المسؤولين) الآن قائلاً:(حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا)؟! *ورغم تأميننا التام على كل كلمة وردت في خطبة عصام البشير تلك إلا أن في النفس (شيئاً من حتى!!) تجاهه.. *وتحت تأثير ال(الشيء) هذا نقول له :( ابدأ بنفسك يا البشير)!!!!! الجريدة