أطلقوا سراح الثعالب" على الجربندي [email protected] في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان لقسم علم الحيوان بكلية العلوم جامعة الخرطوم قفص به عدد من الثعالب يجده الخارج من الجامعة عن طريق بوابة كلية العلوم الشمالية. بعد فترة من الزمن كتب أحدهم علي باب القفص"أطلقوا سراح الثعالب" في استعارة طريفة لأحدي عبارات التضامن مع المعتقلين السياسيين أيام نميري. كما هو معلوم ثار شعب السودان في مارس ابريل 1985م وحرر السجناء السياسيين في سجن كوبر في يوم مشهود شبيه بأيام الثورة الفرنسية . لا ادري ما هو مصير تلك الثعالب وآمل أن يكون قد أطلق سراحها أيضا. استرجعت هذا الشريط علي اثر الجدل الدائر حول الموقف من معتقلي المحاولة (الانقلاتخريبية) الأخيرة، صلاح قوش ورفاقه. فقد رأي البعض ضرورة المطالبة بإطلاق سراحهم أو محاكمتهم محاكمة عادلة مع ضمان حقوق الدفاع القانوني التزاما بالموقف المبدئي من قضايا الحريات وحقوق الإنسان. بينما رأي آخرون رأيا آخر بتركهم يواجهون مصيرهم باعتبار أنهم جزء من النظام ومنهم من سام شعب السودان سؤ العذاب. لقد أشكل علي الأمر إلي أن طالعت مقال الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله عن تنطع المحامين الذين قرروا أن يتصدوا للدفاع عن صلاح قوش ورفاقه. ما فهمته من المقال وما توصلت إليه كموقف من هذه القضية انه يمكن الالتزام بالموقف المبدئي من الحريات وحقوق الإنسان من غير أن أشارك شخصيا في أي جهد لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين لأنهم جزء أصيل من النظام. كما أن اختلافهم مع النظام لا يعني اتفاقهم معي حول أي شيء بما في ذلك موضوع الحريات نفسه. إضافة إلي ذلك فإن شعب السودان وهو الفيصل في مثل هذه المواقف ينظر إلي صراع من أسمت نفسها "الحركة الإسلامية السودانية" مثل ما ينظر إلي صراعات اسر المافيا حيث الكل لصوص. أخيرا أتفهم من ينادي "بإطلاق سراح الثعالب" لكني لا أستطيع مشاركته العمل من اجل ذلك الهدف.