عبدالله صالح جولاي [email protected] متغرب وبعيد عن الوطن لأكثر من ثلاثين عاماً – حزين على وضع الوطن وما وصل إليه الحال – وكل غيور على الوطن يأبى لنفسه أن يكون هذا حال وطنه وعلينا وعلى الشعب السوداني محاسبة المسئولين عن هذا الإنهيار المريع لوطني السودان – كنت حينها أتنقل على فضائيات السودان – القناة الأولى –النيل الأزرق – قناة الشروق - قناة الساحل أو البحر الأحمر وحينها تأملت لقول المسئولين عن حكومة الإنقاذ وهُم يتكلمون عن الشريعة والدين وما تبثه هذه القنوات من أغاني وفنانات وما رأيته في قناة البحر الأحمر والكم الهائل من الفنانات وهن يتنافسن من ناحية اللبس الضيّق وكيفية تحزيق هذا اللبس على أجسامهن والحلي التي تزين اياديهن وهُن يصدحن بالمايكرفون والإختلاط المريع للنساء وفن الرقص – وإذا كان هذا حالنا بل ليس في بورسودان بل في كُل مدن السودان – أسأل نفسي وأسأل القائمين على حكومة الإنقاذ – لماذا كان إنفصال جنوب السودان – وماذا كان إختلافنا معهم ؟ وماذا لنا أن نقحم الدين والدولة ونُحن بهذا الحال المائل - الفساد في كُل مكان – في المصالح الحكومية – في الشوارع – في الجامعات – زواج عرفي – مخدرات – من الذي خدع هذا الشعب وبه تم فصل السودان إلى دولتين – أين الشريعة وإعلامنا يعرض هذا الإختلاط وهذا الرقيص حتى من كبار المسئولين في الدولة – ونحن آلآن أمام فضيحة وكذبة كبرى – لم نوحد السودان علمانياً – ولم نقم الشريعة بصورتها الصحيحة حتى يرضى الله عنا – ولم نوحد السودان بمختلف دياناته وثقافاته – بل هذه سياسات غبية ساعدت ومازالت تساعد في تمزيق الوطن – لماذا لا نلجأ لهذا الشعب عندما تكون هُناك قرارات مصيرية – من منا كان يعلم بتقرير المصير للجنوبيين – لنرى حال المصريين آلآن وثورتهم القوية التي أطاحت بحسنى مبارك الذي حكم مصر بيد من حديد – وحال شعبنا الصامت الذي إرتضى بإنفصال الجنوب والكم الهائل من الشهداء الذي إفتقدناهم في هذه الحرب اللعينة من طلبة الجامعات والمهندسين والأطباء – وما تم بيعه من أملاك الدولة بخارج السودان وداخله وأين ذهبت هذه الأموال ومن الذي إنتفع بها وطلبة دارفور لا يجدون حتى دفع الرسوم لمواصلة تعليمهم بل تم قتلهم بدم بارد وحتى طلبة جامعة الخرطوم – اين حقوق الضعفاء والمهمشين أين حقوق هذا الشعب – يامن تحملون هذا الأمانة غداً سوف تسألون غداً سوف تحاكمون من أين لكم هذا وأنتم تعيشون في نعيم وتحرمون هذا الشعب الصابر من أبسط حقوقه – متعتم أنفسكم وابنائكم وحاشياتكم – أحسن المساكن – أحسن التعليم بالداخل والخارج – العلاج بالخارج – وتحرمون هذا الشعب وتقتلون هذا الشعب وتبيدون هذا الشعب – ولكن نقول – آه يا وطني السودان وضاع وطنى السودان – وهُنا أحُي كل الصابرين من أبناء شعبي بالداخل والخارج وأقول لهم غداً سوف نرى نور الحق – ومن يجلب السعادة لكم ولأبنائكم – ولأبنائنا الطلبة في كُل الجامعات السودانية – وأهلنا في دارفور – وجنوب كردفان والنيل الأزرق . وحسبنا الله ونعم الوكيل – وحسبنا الله ونعم الوكيل .