بسم الله الرحمن الرحيم قراءة في قصيدة غناء العزلة للصادق الرضي (5 7) عروة علي موسى [email protected] (5) ويواصل الصادق الرضي الاستهجان للصمت والهزيمة واختزال الوطن في الذات .. ويمارس التهكم بوضوح ويخاطبنا بأن تحركنا في نطاق الذات (سراً) يُجدي ويحقق (الأنا) فلا تعبه بمصالح الوطن الكبرى طالما أنك تعيش مترفاً ومنعماً في برجك العاجي وغيرك على الرصيف !! وانظر إلى روعة التمثيل لذلك عند الصادق الرضي حين يقول : (وابتكار الفرد مجموعاً... يوازى سلطة الإطلاق) . (بينما يجدي التحرك في السكون في مساحات الأنا وعى التكون وابتكار الفرد مجموعاً يوازى سلطة الإطلاق ) لا ينسى الصادق الرضي رغم كل هذا التشاؤم أن يعطينا العلاج فلك أن تقرأه مباشرة هكذا : تحديد الداء / العدو .. تفتيت الوهم .. بحث ما وراء الصمت .. فتح بوابة الحديث عن الوضع الآني .. كل هذا هو من أساليب القوة التي عددها لنا شاعرنا ما استطاع .. لنرهب بها سر الصمت في دواخلنا قبل العدو الذي لا بد من نسف أحلامه وأمانيه وأشباه الأشياء .. ( تحديد الموضع بالإشارة نحوها بالاسم تفتيت الهلام واختراق السر فتح نوافذ الأشياء تكريس التفاصيل الدقيقة قوة تنسف الأحلام والذكرى وأشباه الحبيبات - الدمى والأصدقاء) يواصل الصادق الرضي في وصاياه ، والخطاب لك الآن .. فلا تكن عاطفياً في التعامل مع الأشياء .. اعمل العقل .. كل هذا من أجل: الإشراق الحق .. والتحديق في وجه الشمس .. حدد أين تقف وعلى ماذا ؟ اشتعل ناراً لا تبقي ولا تذر .. ولكنها ناراً ستكون برداً وسلاماً على أهل الرصيف والهامش وهي ضياء ينير دجى ما يعيشون فيه اليوم من ظلام سحيق ، فنحن جميعاًأؤلئك المسحوقين يشاركنا في ذلك الشارع ونبضه ومكوناته ، والصوت المحبوس في دائرة السر خوفاً ،وتشاركنا خيبة (البرلمان)الذي انهار وانهارت معه الحرية وكرامتنا .. (لا تثق بالقلب كي يتصاعد الضوء على كل المساحات وحدق جيداً اختر مكانك واحترق حيث انتهيت أنت منسوب الدم الآن وأنت الاشتعال - النار مجمرة الغضب أنت إذاً ضياء اللحظة الآتي ) أنا أنت نحن الناس والشارع والعواميد التي تمتد بالإسفلت صوتي, صوتك المشروخ في صدأ المقاعد وانهيار البرلمان) . لكن من فعل هذا؟! ومن أفقدتنا الجهر وأورثنا الصمت والهزيمة .. من قلتنا .. من شردنا .. من عذبنا .. من .. من.. من .. ومن ... ؟ من فعل .. هو معروف وموصوف تجده في أكمام الجلاليب وتلافيف العمامة واللحية الزيف ، وفي زيف العمارات التي استطالت ، وفي الأطفال المشردين على الرصيف .. لكن لماذا صمتنا كل هذا الوقت ؟! ولم نقل .. ولم أقل .. ولم تقل .. هل هناك وصفاً لعدو أوضح من كذا وصف .. يعمل كل يوم ضدنا .. (لم أقل إن الفضيحة قد تراءت تحت أكمام الجلاليب تعرّت في تلافيف العمامة وامتداد اللحيّة الزيف لماذا لم تقل ؟ إن العمارات استطالت أفرغت أطفالك الجوعى على وسخ الرصيف أنت تعرف أنهم يقفون ضدك ضدنا ضدي). عروة علي موسى ،،،