سلام يا وطن حيدر أحمد خير الله إلى الذين يريدون الباقية لم تكن أم الجندي الشاذلي محمد عبد الرسول.. التي حملته وهناً على وهن.. وهي تنتظره ينمو ويكبر ويترعرع كي يكون سنداً لها.. في غابرات الأيام ومتكأها عند ذبول العمر.. إحترقت كي تضئ له دروبه.. إختزنته في حناياها حناناً وحنو.. وقدمته للقوات المسلحة جندياً.. كانت تراه في زيه العسكري بقامة وطن..لا تستطيع أن تغالب زهوها الداخلي.. (الشاذلي جاء.. الشاذلي سافر.. الشاذلي قال..) وهي سعيدة.. سرعان ما تبدل الحال وأدار الزمان ظهره.. وخط على خالص حياتهم كلمة الإمتحان..لينتقلوا من الإرادة إلى مكابدة الرضى.. يمرض إبنها.. يبقى طريح فراشٍ ينتظر يومه.. فقد عزَّ المال وتأخر ساعات إلحاقة للعلاج بالخارج فمرضه العضال.. ساقها إلى مذلة السؤال لأن رقة الحال.. دفعته دفعاً.. ليخرج باكراً للحياة جندياً في القوات المسلحة.. ويحمل أعوامه الغضة وجسده الذي أهلكه سرطان عظم الفخذ فيعز على الطبيب.. وتتشخص الحالة لعلاج الفتى بالأردن.. يذهبون صوب أبواب القوات المسلحة التي لازال من منسوبيها طلباً للمال.. ويجدون الصمت الخجول.. يلاحقون بعض المنظمات فيجدون وعوداً لم تأتِ.. وكل باب طرقوه.. كان الإعتذار المؤدب والدعوات الصادقات.. وهي تحتمي بظهر الغيب تسأل الله أن يهب إبنها الصحة والعافية.. وتتحرك فيها غريزة الأم ورغبة جامحة في أن يعود الشاذلي الشاذلي.. تغالب دموعها وهي ترى أنينه.. فتصطدم بحوائط الحاجة.. تلجأ إلى ذويها.. والحال من بعضه.. تقرع كل بابٍ تتوسم فيه مخرجاً لإبنها.. دونما يأس ونشاركها الرأي أن شعبنا سيد شعوب التكافل.. وأن قلوبنا الملأى بالمرحمة لن تقف الموقف السالب.. فإننا معها منتظرون أهل الخير وما أكثرهم.. ومنتظرون من إختصهم الله بقضاء حوائج الناس.. ومنتظرون من يريدون الباقية.. ومنتظرون كرماء النفس ورفيعي العطاء.. فقد أفردنا مساحة هنا.. عسى أن يجد الفتى الغض وضي قبيلته عوناً يعيده إلى دوائر الحياة التي أحبها.. ويعيد لأمه إبتسامتها ويسكن قلقها.. ويهدئ روعها لتحصد غرساً غرسته سنين عدداً وتخشى أن يبقى حطام بشر.. وحطام طموح.. وحطام إنسان.. وها هو الشاعر مصطفى فضل خير الله تنطلق شاعريته من إنسان عيون الرجاء.. الاستاذ حيدر.. لم يجدي النثر نفعا.. فجعلناها شعرا للجندي شاذلي.. لعلها تجد اذنا صاغيه او عينا حاويه... (لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..) وحسبي انني اسمعت ربي.. وربي لا يخيبه رجائي.. اله الكون إن اخي عليل.. وتعلم فوق علمي بالبلاء...... وانكره بني جنسي وقالوا.. يعز المال عن هذا الفدائي..... وكانوا وهو فتي فتيا يسدون به الثغور ولا يبالي........... جنديا يخوض غمار حرب.. تخر لهولها شم الجبالي......... تراه يجول في العرصات ليثا.. شجاعا تستغيث به الرجالِ .......... فيجلي ليلهم بسواد ليل.. وما تجلي الليالي سوي الليالي.............. فديتك شاذلي وانت صب.. بارض النيل والوطن المثالي............. تئن وحتى صرخته تئن.. فما للصم قد خلق الندائي.............. فيا وطني بلاؤك في بنيك.. فيا ويحي فقد ضاع الوفاء............. فليتي وياليتي وليتي.. احوذ المال لأفديه بمالي. ولكني علي اسف فقير.. عزيز النفس ارفل في ردائي..... واذني تستجيب لكل همس.. وقلمي ليس مثل يدي حيالي............... نقيب (م) مصطفي فضل خير الله وسلام يا.. وطن سلام يا.. كل عام وأنتم بخير.. في بلد العجائب كانت ليلة رأس السنة في أحد الفنادق قيمة التذكرة 500 جنيه.. والحد الأدنى للأجور بعد فرحة غندور 425 جنيه.. فليمت أمثالي بداء القلب..ودونكم وزير صحتنا القومي السابق يصطحب إبنه للعلاج بالسعوديةووزير ماليتنا يصطحب إبنه للعلاج بأمريكا وكلهم علي حساب حمد أحمد ود عبد الدافع ...وما دروا أن المرحوم جعفر نميري طيب الله ثراه وهو رئيس الجمهورية والقائد الأعلي لم يتعالج خارج السلاح الطبي إلا بتعليمات طبية بل مات في المستشفي العسكري ، وإبننا شاذلي لك الله في هكذا وطن فقد كنت جنديا مُهابا في سحات الوغي عندما تواري هم خلف كراسي السلطة والبهرجة والملذات والدعة والأسفار ما بين ماليزيا وتركيا وسويسرا والأردن والحج والعمرة ،وكل ذلك علي حسابك أيها الجندي الشاذلي البطل المغوارحامل لواء الوطنية وشرف الجندية وقداستها ، غدا ستشرق شمس الحرية والكرامة والعدل والمساواة وسلام يا..